نصوص أدبية
أسامة محمد صالح: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا"

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
***
ما لهذي الذّنوبِ يا نفسُ قد سُدَّ
بها مِنكِ أبهرٌ ووريدُ
*
شَغَلَتْ منكِ كلَّ فعلٍ وقولٍ
فاشْتكاها قبلَ القريبِ البعيدُ
*
واشْتكاها لِمَنْ قرا بعدَ شكواكِ
لهُ منها والبكاءِ القصيدُ
*
واشْتكى مِنها من قرا وبكى حيْنَ
رأىْ ما يشيبُ منهُ الوليدُ
*
ما كفاكِ ما شابَ منها فأمسيْتِ
يُرى منكِ كلَّ يومٍ جديدُ
*
تسألينَ الرّحمنَ غفرانَهُ لَيلًاْ
ويأتيْ غدٌ ومعْهُ المزيدُ
*
فيكِ شرٌ لا يعرفُ ال "لا" لذنبٍ
مُستجدٍّ يلقاهُ وهْوَ سعيدُ
*
فيكِ خيرٌ ألزمتِهِ الدّارَ عمرًا
فخَلا عندَ اللهِ منهُ الرّصيدُ
*
شأنهُ شأنُ كلِّ خيرٍ أغاظ الـــ
شرَّ فعلًا بهمسِ ما لا يُريدُ
*
ولو الخيرُ آثرَ الصّمتَ فالشرُّ
لِمَن خارَ صمتَهُ لا يكيدُ
*
عجَبًا للنّفوسِ إذْ تؤثرُ الشرَّ
اتّقاءَ الحروبِ وهْوَ الوقودُ
*
تحتكِ النّارُ لمْ تُحسّي بها بعْدُ
وعنها غدًا يذوبُ الجليدُ
*
تنظرينَ المرآةَ صُبحًا فيبدو
الشرُّ والخيرُ من وراهُ بعيدُ
*
إنْ تعدَّى صفعتِهِ صفعةً من
بعدِها أمضىْ اليومَ وهْوَ فقيدُ
فإذا نلتِ أختَها لُمْتِ منْ
أوجَعْتهِ زعمًا أنّه لا يفيدُ
*
فيلامُ من لا تراهُ الشّهودُ
ويُزكّى منْ أنْكَرَتْهُ الوُعودُ
*
لا يردُّ الّذي افترى مِن شرورٍ
غيرُ خيرٍ بهِ الأمانُ يعُودُ
*
فمتى الخيرُ فيكِ يغلبُ شرًّا
طِبْتِ بيتًا لهُ وعنكِ يذودُ
*
يرفضُ السّلمَ والحلولَ مع الخيرِ
وعمّا بنىْ رُؤىً لا يَحيدُ
*
أم رضيتِ السّلامَ في ظلّ شرٍّ
ذاكَ سلمٌ قدِ ارْتضاهُ العبيدُ
*
سلمٌ اليومَ من وراهُ هلاكٌ
يرتضيهِ لكِ اللعينُ المَريدُ
*
أفلا تنصرينَ من نَصْرُه يو
مَ التّناديْ لكِ انتصارٌ أكيدُ!
*
فإذا عاصَ نصرُك الخيرَ عوْصًا
فصراعٌ معْهُ يذوبُ الحديدُ
*
كيْ يقرَّ الرّجاءُ بي إنْ رأى في
نفسهِ أنّ ذا لذاكَ نديدُ
*
كيْ أرانيْ يومًا أقولُ لذنبٍ
دقَّ بابيْ: أليومَ لا ..فهْوَ عيدُ
***
أسامة محمد صالح زامل