نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: الكتاب الأخير لأسيرة العُزير

أتى زمنٌ ليَ التصْفيقُ فيهِ

اعْتزازًا وابْتهاجًا جَفوُ جافِ

*

وأُكْبِرُ جمعَكُمْ لكنّ ذبحي

بأيدي أمّ موسى غيرُ خافِ

*

و موسى حولَهُ الدّنيا انتصارًا

لهُ ولهَا جيوشٌ في اصْطِفافِ

*

وما زِلتُمْ كما كنتُمْ أَكُفًّا

تُصفِّقُ والمقاصدُ في تنافِ

*

وآمالًا بعتقٍ وانْتصافٍ

بعَصرٍ معْهُ أنتُمْ في تجافِ

*

وخوفًا من رؤوسٍ لا تُداوَى

بطولِ الصّبرِ لكنْ بالقِطافِ

*

وفي قلقٍ منَ الأيّام تُدني

لكمْ موسى بثوبِ الإنحِرافِ

*

ومعْهُ ثلّةٌ منكُمْ تناديْ

به أهلًا لها شكلُ الخِرافِ

*

وفي حُلم بمهديٍّ  يُعيدُ

السّيادةَ بعدَ أزمنةٍ عِجافِ

*

وأجْنادٍ على أسوارِ روما

وقُسْطنطينَ منْ بعدِ التّعافي

*

وعيسى في دمشقَ يردُّ ديْنًا

لمنْ خلَعوا الفُجورَ على العفَافِ

*

ويأجوجٍ ومأجوجٍ غزاةً

وأرضٍ عن مدارٍ في انْعطافِ

*

تيقّن ضعْفُكمْ أنّ المواضيْ

محالٌ عودُها بعدَ انْصرافِ

*

وقد كانتْ لكمْ كالحِصنِ حينَ

الشّعورِ بنقصِكمْ والإختِلافِ

*

عن الأُمَمِ الّتي صارتْ تخافُ

اسْمَكُم حتّى على وجْهِ المُضافِ

*

فطِرْتُمْ نحوَ آتٍ في حديثٍ

به يُمسي الرّواةُ على خِلافِ

*

وحاضِرُكُمْ بحاجتكمْ ليَخطوْ

بِكمْ خطْوَ الحواملِ في المشافي

*

وهَذي أمُّ موسى قدْ أعدّتْ

لمُحْتَملٍ بِلَمْلَمَةِ المَنافي

*

وجمْعِ الغرْبِ والشّرقِ المُنافيْ

وأُولي الأمرِ فيكُمْ في ائْتلافِ

*

وقتلِ مُحمّدٍ -صلّوا عليه-

وكم قتَلُوهُ بالسّمِّ الزُّعافِ

*

ودفنِ عزيزِكمْ حيًّا على أر

ضِ عزّتِكمْ وأنتُمْ في اعْتكافِ

*

ورصدِ رضيعِكُمْ فرضيعُكُمْ خصْـ

مُها مهما يقُلْ زمنُ التّصافي

*

وسحقُ حشودِكمْ آتٍ إذا ما

اكْتفيْتُمْ بالتّظاهرِ والهتافِ

*

ونهرُ دمائِكمْ جارٍ إذا ما

اكْتفيْتُمْ بالوقوفِ علىْ الضِّفافِ

*

وجوعُ صغيرِكم عارٍ إذا ما

اكْتفيْتُمْ بالمؤونةِ واللّحافِ

*

ومسخُ حروفِكم ماضٍ إذا ما

اكْتفيْتُمْ بالخطابة والقوافي

*

وجمعُ شتاتِكم ناءٍ إذا ما

اكْتفيْتُمْ باللّقا حينَ الطَّوافِ

***

أسامة محمد صالح زامل

 

في نصوص اليوم