نصوص أدبية
عبد الله الجميل: مشاكسةٌ معَ المتنبي
لا الخيلُ تعرِفُني ولا البيداءُ
لكنَّما السمراءُ والشقراءُ
*
لا أدّعي أنّي نبيٌّ مثلَهُ
ديني النساءُ وكعبتي الأهواءُ
*
أنا ثورةُ الشِّعرِ التي قد زلزلَتْ
عرشَ الكلامِ وهابَني الشعراءُ
*
قبلي النساءُ قصائدٌ منسيّةٌ
حتّى استقَتْ حِبري فسالَ الماءُ
*
هم ينظرونَ إلى النساءِ كأنّهُنَّ..
سيوفُ حربٍ في الفلاةِ ظِباءُ
*
وأنا أرى فيهنَّ سِرَّ مجرّة
فالجاذبيّةُ هذهِ الأثداءُ
*
غَرِقَتْ بحورُ الشِّعرِ فيكِ حبيبتي
أنتِ القصيدُ وما سواكِ هباءُ
*
لمساتُ كفِّكِ ريشةُ الضوءِ الذي
نحتَ المكانَ فكلُّهُ أفياءُ
*
ورفيفُ همسِكِ مثلُ غيمِ غوايةٍ
وأنا بكلِّ جوارحي استسقاءُ
*
أنا ذلكَ البركانُ لكنّي إذا
دَنَتِ الفراشةُ من يدي أنواءُ
*
أنا لا أمرُّ بكلِّ أنثى عابراً
إلّا وكانَ بُعَيدَ ذاكَ لقاءُ
*
ثوبُ القصيدةِ كانَ قبلي مُترَباً
ومُمزَّقاً وأنا أنا الرفّاءُ
*
هل غادرَ الشعراءُ غزةَ بعدَما
نادَتهُمُ الأموالُ والأمراءُ
*
وفُحولةُ الشّعراءِ أينَ نِتاجُها
إنَّ القصائدَ عندَهم عذراءُ
*
ما خُنتُ لوني عندَما طلعَ الصبا..
حُ مُبشِّراً وكأنّني حِرْباءُ
*
يا دجلةَ الخيرِ التي بركاتُها
للآخرينَ، لنا هنا الأقذاءُ
*
لمّا هززتُ النخلَ في أرضِ السوا..
دِ تنزَّلَتْ جثثٌ عليَّ، دماءُ
*
لا الهُورُ مزهوّاً بأرضِ جَنوبِهِ
كلّا ولم تتعمّرِ الحدباءُ
*
أنا صرخةٌ مذبوحةٌ لكنّما
آذانُ قومي دائماً صمّاءُ
***
عبد الله سرمد الجميل
شاعر وطبيب من العراق






