نصوص أدبية

مالكة العلوي: دَمٌ يَتِيمٌ يَنْتَشِي بِانْشِقاقِهِ

لَكأَنّي في رَغَدِ الصَّمْتِ أَمْشِي،

سَماء تَطْفُو على مِساحَةٍ عَذْراءَ…

يَتَشَكَّلُ المَدَى، كَأَنِيسِ سَاحِرٍ في غُضُونِ الوَقْتِ الثَّقِيلِ.

وَإِن كُنْتُ أَمْلأُ جَوْفَ الْمَعْنَى،

وَأَقْسُو بِالسُّؤالِ المُرِيبِ،

نَقْرِهِ المُتَداعِي،

بَيْنَ انْقِضاءِ وَعْدٍ وَتَرْمِيمِ جِدارٍ…

ها إنّني لَسْتُ أَنَا، في كُلِّ اجْتِزاءٍ

فَإمّا أَكُونُ كُلِّي،

أَو أُعِيدُ احْتِذاءَ بَعْضِي…

فَأَمْضِي، إلى عَرَاءِ العَرَاءِ.

لَكأَنّي مُعَارَةٌ مِنْ ظِلِّ هُدًى…

لَكَأنّْي شَوْقًا، يَعِزُّ أَنْ تَجْلُوهُ الرِّزَايا،

أَو يَفِرُّ إلى مَسَاءٍ دَنِيٍّ…

تَلَبَّدَت حُتوفُهُ في عَتْمَةٍ غَضُوبٍ…

أيَكُونُ الصَّدَى خُلسَةً تَمْدَحُ الآنَ،

في آخِرِ انْشِقاقٍ…

دَمٌ يَتِيمٌ، يُوَهِمُنِي شَزَرًا،

إِعراضًا كَتُومًا،

في سَكَنِ الصَّدَى،

يَتَقَصَّدُنِي كُلَّمَا صَاغَ البُعْدُ شَرَارَتَهُ…

يُدَنِّي آهَةً، على سِجْرِ اللِّقَاءِ…

كَمَا يَأْتِي الشِّتاءُ شِتاءً،

وَيَأْتِي السَّمَامُ خَفِيفًا،

مِنْ رِيحِهِ الحارَّةِ،

يَفْتَرُّ في بُرْجِهِ الهَامِيَّ

كَأَنَّهُ صَمْتٌ في قَيْدِ العَرَاءِ…

لَكأَنّي مُعَادة إلى زَمَنِي،

وَلَيْسَ مِنّي عُمْرٌ دُونَ الجُنُونِ…

مِنْ شِعْرٍ مَا تَقَمَّصَ الرُّوحَ…

أَو تَعَذَّرَتْ في وَمَضاتِ البُعْدِ…

صَدًى هَذِهِ الحَيَاةِ،

تَجْثو على أَثَرِ الظِّلِّ، وَلَا تَنْسَى…

أَو هِيَ مَفَازَةٌ بلا ماءٍ،

قَدْ أَوْرَدَها عَطَشُ القَصِيدِ،

ثَرَاءُ البَياضِ السَّنِيِّ،

صَفَاءُ الصَّفَاءِ…

لَكأَنّي أُمْكُثُ في رَغَدِ الوَرْدِ…

الأَبْهَى في صَبَاحَاتِي الجَدِيدَةِ…

أُعِيدُ الحُلْمَ إلى وِسَادَتِي، في صَيْفِهَا الفَائِتِ…

كَجُبَّةٍ سَرْمَدِيَّةٍ، لَا تَغْفِلُ اشْتِيَاقًا، شَغُوفًا بِيَدَيَّ الطَّيِّبَتَيْنِ…

بِعِطْرِ الأُمُومَةِ الَّتِي تَتَمَلَّكُنِي،

وَلَيْسَ لِي غَيْرُ هذَا الحَشَا المَهْمُورِ،

كَدِينٍ وَفِيٍّ بِعَهْدِ الوَفَاءِ…

***

مالكة العلوي

 

في نصوص اليوم