قراءات نقدية

عدنان عويّد: دراسة نقديّة لقصيدة "جُندُ اللهِ في غَزَّة"

للشاعر العربي السوري د. أسامة حمود

يشار إلى أن الشاعر "أسامة الحمود" من مواليد دير الزور1971، حصل على إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب، وعلى درجة الدكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة الفرات، حيث عين عضواً في الهيئة التدريسية في جامعة الفرات. هوعضو اتحاد الكتاب العرب/جمعية الشعر. صدر له خمس مجموعات شعريّة:

1- ضفائر البوح. 2- على أكف الياسمين. 3- قيثارة الصدى.

4- ضوع قصيد وبعض نثار. 5- حديث الياسمين.

حائز على المركز الأول في مسابقة قصيدة الأغنية الوطنيّة السوريّة. وشارك في العديد من المهرجانات الأدبيّة والفعاليات والأنشطة الثقافيّة. عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للثقافة عام 2025.

له قصائد منشورة في صحف ومجلات ومواقع إلكترونية عديدة.

لقد شغلت حرب غزة في تشرين الأول 2023، منذ قيامها حتى اليوم العالم بأسره، إن كان من خلال تلك البطولات التي قدمها مقاتلو غزة الأبطال في مقاومة أعتى جيش في الشرق الوسط (الجيش الذي لا يقهر) من جهة. ثم ما حققته هذه الحرب من جرائم بحق كل أهل غزة دون استثناء في العمر والجنس، هذه الحرب التي بينت للعالم كله أيضاً عنصريّة الصهاينة، وخروج مئات الملايين في دول الغرب وأمريكا ذاتها باحتجاجات تعبر عن سخطها وكرهها للصهاينة وكشف ادعاءاتهم في معاداة الساميّة.

وبالرغم من الشارع العربي ظل صامتاً لأسباب يعرفها الجميع، إلا أن صوت الكتاب والأدباء والفنانين كان الأعلى في الاحتجاج والتعبير عن معاناة أهلنا في غزة، ومن بين هذه الأصوات جاء صوت الشاعر العربي السوري الدكتور "أسامة حمود" في قصيدته (جُندُ اللهِ في غَزَّة).

البنية الدلاليّة للقصيدة:

استطاع الشاعر في هذه القصيدة أن يبين لنا تلك القيم النبيلة التي يتحلى بها معظم فلسطيني أهل غزة بشكل خاص، من خلال تمسكهم بقضيتهم وصبرهم على كل الأوجاع والآلام التي حلت بهم من قبل الصهاينة وهم يدافعون عن أرضهم وكرامتهم، هذا الدفاع الذي يعرفون بأنهم سيقدمون له الكثير من وجودهم بالذات، إن كان على مستوى ما تم من تدمير لمعظم منازلهم وبنية "غزة" الخدميّة، أو على مستوى تقديم الشهداء، أو على مستوى فرض الحصار والتجويع.

إن كل ما جاء في القصيدة من دلالات يشير إلى حالات لا حصر لها من البطولات والتضحيات والصبر على مقاومة الصهاينة، ولكن هم في المقابل كبدوا العدو الصهيوني الكثير على المستوى المادي والبشري والمعنوي. حتى حازوا عند الشاعر أسامة على تسمية (جند الله في غزة).

(للهِ جُنـــدٌ حَيَّـــرُوا وَعيَ العِـــدَا

كالجَيشِ واحِدَهُـم يراهُ تَجَمهَرا)

إن هؤلاء الغزاويين لم يختلف صغيرهم عن كبيرهم في شجاعته وتضحياته، وخاصة هؤلاء الأطفال المعجزة الذين بهروا العالم في صمودهم وصبرهم وشجاعتهم وايمانهم بقضيتهم. حيث يقول فيهم الشاعر:

(والطِّفلُ من تحتِ الرُّكامِ يُخِيفُهُم

فكـــأنَّ طَـــودًا للمــــماتِ تَحَضَّرَا)

*

(اســمٌ على الزَّنــدِ النَّدِيِّ مُخَــطَّطٌ

طُــوبى لِطِفـــــلٍ بالثَّبــــاتِ تَزَنَّرا)

*

(يَرقى بثَـــوبِ العِيدِ تَهـــفُو رُوحُهُ

لِجِنـــانِ خُلدٍ، فاحتَــفى وتَعَطَّــرَا)

نعم إنه شعب المستحيل، الذي تمسك بحبل الله حتى انطبق عليه قول الله عز وجل (وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله. وهذا ما ألمح إليه الشاعر بقوله:

(فلِقُـــوَّةِ الضَّعفِ اشــتِقاقٌ مُـذهِلٌ...

لا يَقــبلُ اللُّغـــزُ المَهِيبُ مُفَسِّـــرا.).

أما تلك الأجساد المسجاة في أكفانها، فهي تعبر عن ملاحم بطولات زرعت في عمق يقين كل فلسطيني بأنها ليست إلا سنابل قمح تخضبت باليقين فأثمرت إيماناً بأن القتال من أجل الوطن سيظل بحاجة للتضحيات أو الشهادة حتى يتحقق الانتصار وبالتالي الحريّة وكل ما يرتبط بها من كرامات وعزة. وهنا يقول الشاعر)

: في واحَـــةِ الأكــفانِ ثَمَّ مَلاحِــمٌ...

زَرعٌ تَخَضَّــبَ باليَقِيــنِ فأثــــمَرَا).

(أنَّ الشَّهــــــادةَ مَطلـــعٌ لِحيـــاتنا...

سَنُطِلُّ مِن رَحِـــمِ الظَّـلامِ لِنُبصِرا.)

البنية الفنية للقصيدة، أو القصيدة في الشكل:

الصورة في القصيدة:

يأتي الاهتمام النقدي بدراسة بناء الصورة، من حيث اعتبار الصورة أساس الخلق الفني في القصيدة، وهي التي تعبِّر عن تحولات النص الشعري، وتحمل المواقف الإبداعيّة والفنيّة والفكريّة التي يريد الشاعر تضمينها لنصه الشعري، كما تسهم في فهم تجربة الشاعر الإبداعيّة من خلال قدرة الصورة الشعريّة على بناء الأشكال المجازية التي تنقل رؤية الكاتب للعالم، وتعمل على تحويل الواقع الحسي والمجرد معاً إلى عوالم شعريّة خلاقة.

من هذا المنطلق تأتي دراستنا للصورة الشعريّة في قصيدة (جند الله في غزة) للشاعر الدكتور" أسامة حمود". بقول الشاعر:

وعَلا عَوِيلٌ للدُّيُـــوكِ مُجَـلجِـــلٌ

والخَوفُ في كُلِّ الجِهاتِ تَجَذَّرَا

فالصورة الشعرية المتخيلة هنا، تشير في دلالاتها العميقة إلى حالة الجبن والخوف الذي تلبس الجنود الصهاينة وراح يتجذر وبنتشر في كل أرض فلسطين المحتلة.

ومَضَتْ جَحَافِلُهُــم تَنُـوءُ بِخَيبَةٍ

تَســعى إلى سُبُلِ النَّجاةِ لِتَعبُــرَا

أما في هذه الصورة الحسيّة فقد أرد الشاعر أن يقول بأن الجيش الذي لا يقهر كما روجت له الصهاينة، ها هو يمضي بجحافله وهو ينوء تحت سياط الخيبة والهزيمة أمام جند الله، فرحوا يسعون بكل جهدهم إلى إيجاد سبل للنجاة من نيران من عاهدوا الله على القتال حتى الموت.

غَصَّت ملاجِئُهُم بِفَيضِ خُنُوعِهِم

والغَيظُ في رَسمِ الوُجُوهِ تفجَّـرَا

وفي هذه الصورة الحسيّة استطاع الشاعر أن يصور لنا حالة الرعب والجبن معاً عند الصهاينة حيث دفعتهم صواريخ المقاومة أن يتراكضوا مذعورين مخذولين إلى الملاجئ التي غصت بفيض خنوعهم، حتى أصبحت ملامح الغيظ تتفجر في وجوهم.

من خلال قراءتنا لصور قصيدة (جند الله في غزة)، التخيليّة منها والحسيّة، إن كانت الصورة العامة التي شكلت رقعة مترابطة في بنية شكل القصيدة، أو الصور الجزئيّة كالصور البلاغية من: تشبيه واستعارة وكناية ومجاز، نجد أن تكوين الصورة في النص الشعري جاء مترابطاً ومنسجماً مع الفكرة العامة للقصيدة من جهة، كما جاء عمق الصورة منسجماً مع حركتها وعمق تلوينها المشبع بالانفعال النفسي والعاطفي والوجداني.

لقد ظهرت براعة الشاعر في تجسيم الصورة في القصيدة أيضاً، فالمعاني الخفيّة اللطيفة التي هي من خبايا العقل بدت من خلال الصورة جليّةً، ويمكن رؤيتها أو لمسها من قبل المتلقي حتى يشعر وكأنها أمام عينيه.. نعم لقد أصبحت المفردات المعنويّة التي تفهم بالعقل، مثل: الجبن والخوف والغيظ والخيبة التي ظهرت عند الصهاينة.. أو من بقية الصور التي تشير إلى الشجاعة والبطولة والتضحية التي ظهرت عند المقاومين الفلسطينيين بكل شرائحهم.. وكأنها شيء محسوس.

النغم والايقاع في القصيدة:

بالرغم من أن القصيدة عموديّة المبنى، وهذا يتطلب بالضرورة إيقاعاً يقوم على الوزن والقافية، وهنا جاء الوزن على البحر (الكامل)، بينما جاء حرفا القافية والروي في حالة ارتباط بين (الراء والألف) فالراء هي حرف الروي، وهو الحرف الأساسي الذي تتحدد عليه القصيدة.

إن نظام، الوزن والقافية، والصوت المتشابه، والبنيات المتماثلة في الوحدات المتقابلة في القصيدة كان لكل ذلك دور حيوي في إبراز جمالية النص وتأثيره، مما يخلق إحساسًا بالتوازن والإيقاع. أي خلق إيقاع موسيقي داخلي يشد المتلقي ويساعده على فهم النص الشعري واستيعاب معانيه بشكل أعمق. كما أن الوزن والقافية يعتبران من أهم العناصر التي تميز الشعر عن النثر، وتضفي عليه طابعًا خاصًا يجعله أكثر جاذبية وتأثيرًا.

العاطفة في القصيدة:

العاطفة هي الانفعال النفسي المصاحب للنص، حيث تجلت عاطفة الشاعر "أسامة" في قصيدته بالصدق المشبع بالفخر والاعتزاز برجال الله الذين أثبتوا قوة عقيدتهم وإيمانهم بوطنهم وتحديهم لمغتصبي أرضهم، ولكنها مشبعة أيضاً بالحزن على ما حل بأهل غزة من قتل وتشرد وتدمير... لقد تجلت في عاطفة الشاعر الأبعاد والدوافع الإنسانيّة والقوميّة العميقة، وهي عواطف تشابك بها الكره للعدو الغاصب، والألم لما أصاب أهل غزة من قهر وقتل ودمار، ولكنها حملت أيضاً مشاعر الاعجاب والفخر بما حققوه من انتصارات.

اللغة في القصيدة:

لقد جاءت اللغة في القصيدة سمحةً.. عليها رونق الفصاحة والابتعاد عن الوحشية أو المعجمية وجاءت في تراكيبها منسجمة، ومسبوكة الألفاظ غير متنافرة، هذا إضافة لجزالتها في مواقف القوة والفخر ببطولات أهل غزة، لقد بدت اللفظة الواحدة منسجمة مع بقية أجزاء الكلام، وهذا ما منح اللغة أيضاً سلاستها ونصوعها وإصابة معناها، وهذا ما يؤكد عند المتلقي بأن روعة السبك وبراعة الصياغة سر فن التعبير.

ملاك القول:

تعتبر قصيدة (جند الله في غزة) من أدب الحروب، هذا الأدب الذي يصور لنا ما تخلفه هذه الحروب من مآسي ماديّة على مستوى الدمار الذي يلحق بالإنسان نفسه وبالبيوت وكل وسائل الخدمات، و مآسي معنويّة على المستوى النفسي والأخلاقي والاجتماعي.. الخ. وخاصة إذا كانت الحروب غير متكافئة بين معتدي امتلك كل وسائل القتل والتدمير، وبين شعب آمن يعمل الصهيوني على سلبه أرضه وكرامته وحريته.

وقصيدة (جند الله في غزة) جاءت لتعبر عن حالة عدم التوازن في القوة من حيث العتاد والعتيد، بين صهيوني مستعمر امتلك كل وسائل القوة والدعم الدولي للمارسة عنصريته على شعب أعزل، لا يملك إلا كرامته وإرادة البقاء التي صنع منها قوة معنوية بوسائل قتال بسيطة لمواجهة قوى الشر والعدوان.

لقد جاءت القصيدة لتوصف لنا حالات الصراع الدامي بين عدو مغتصب وشعب مقهور على أمره، فكان الوصف حقيقيّاً وواقعيّا عبر فيه الشاعر بفنيّة عالية إن كان على مستوى الصورة أو اللغة أو العاطفة عن تلك البطولات الأسطوريّة لكل مكونات شعب غزة، كما صور لنا حالة الهزيمة والذل والخنوع التي حلت بالعدو الصهيوني وجيشه الذي لا يقهر.

نحن في الحقيقة أمام شاعر متمكن من حرفته، استطاع ببراعة الفنان المبدع أن ينقلنا عبر قصيدته بكل مكوناتها الابداعية في الشكل والمضمون، إلى أجواء المعركة ليجعلنا نحس ونشعر بكل ما جرى فيها من عزة وكرامة وقوة وإرادة شعب يريد التمسك بأرضه والدفاع عنها ببطولة وبسالة، وبين عدو مغتصب يشعر بأنه ليس صاحب قضية، ففي داخله مهزوز وجبان وخائف، لولا التطور التكنولوجي الذي يمتلكه والذي أعطاه شيئاً من القوة للحفاظ على ماء وجه، بعد أن عرته المقاومة في الشكل والمضمون.

***

د. عدنان عويّد

كاتب وباحث من سوريّة

.................................

جُندُ اللهِ في غَزَّة

اجمَـــع رَمــادَ الرُّوح، آنَ خَلاصُنا

والقَـــفرُ أينَعَ بالدِّما؛ فاخضوضَرا

*

وهُنا لِشــعبِ المُســتحِيلِ فَـرَادَةٌ

ما فَكَّ طلسَـــمَها الزَّمــانُ لِيَجهَرا

*

فلِقُـــوَّةِ الضَّعفِ اشــتِقاقٌ مُـذهِلٌ

لا يَقــبلُ اللُّغـــزُ المَهِيبُ مُفَسِّـــرا

*

في واحَـــةِ الأكــفانِ ثَمَّ مَلاحِــمٌ

زَرعٌ تَخَضَّــبَ باليَقِيــنِ فأثــــمَرَا

*

(وحُبُوبُ سُــنبُلةٍ تموتُ) بأرضِهـا

سَتُثِيلُ في سِــفرِ البُطولةِ أسطُرَا

*

و (ستَملأُ الوادِي سَــنابِلَ) غَضَّــةً

سَـتُعِيدُ للخَصــمِ المَقِيتِ تَصـوُّرا

*

أنَّ الشَّهــــــادةَ مَطلـــعٌ لِحيـــاتنا

سَنُطِلُّ مِن رَحِـــمِ الظَّـلامِ لِنُبصِرا

*

والطِّفلُ من تحتِ الرُّكامِ يُخِيفُهُم

فكـــأنَّ طَـــودًا للمــــماتِ تَحَضَّرَا

*

اســمٌ على الزَّنــدِ النَّدِيِّ مُخَــطَّطٌ

طُــوبى لِطِفـــــلٍ بالثَّبــــاتِ تَزَنَّرا

*

يَرقى بثَـــوبِ العِيدِ تَهـــفُو رُوحُهُ

لِجِنـــانِ خُلدٍ، فاحتَــفى وتَعَطَّــرَا

*

لا تَنصَحُوا بالصَّبــرِ قَومًا جـاوَزُوا

للصَّبرِ سَـــقفَ سَـمائِهِ فاستُصغِرَا

*

ألِمِثلِهِــــم تُســـدَى نَصــائحُ مِثلِنا

أبِمائِهــــا تُغـــوِي الجَــداوِلُ أنهُرَا

*

وهُنا لِوَهــــمِ المُدَّعِيــــن نِهـــايَةٌ

سَهــمٌ على صَدرِ الجِبـالِ تكَـسَّرَا

*

أســطورَةٌ رَسَــــخَتْ بِلُبِّ عُقُولِنا

قد آنَ - تحتَ نِــعالِنا - أن تُقهَـرَا

*

وَهـنٌ على وَهـنٍ، تَكَشَّــفَ للأُلى

ولِذَاكَ بَيتُ العَنكَبُـــوتِ تَبـــعثَرَا

*

وعَلا عَوِيلٌ للدُّيُـــوكِ مُجَـلجِـــلٌ

والخَوفُ في كُلِّ الجِهاتِ تَجَذَّرَا

*

ومَضَتْ جَحَافِلُهُــم تَنُـوءُ بِخَيبَةٍ

تَســعى إلى سُبُلِ النَّجاةِ لِتَعبُــرََا

*

غَصَّت ملاجِئُهُم بِفَيضِ خُنُوعِهِم

والغَيظُ في رَسمِ الوُجُوهِ تفجَّـرَا

*

للهِ جُنـــدٌ حَيَّـــرُوا وَعيَ العِـــدَا

كالجَيشِ واحِدَهُـم يراهُ تَجَمهَرا

*

مـن كُلِّ ناحِيَـــةٍ يُطِلُّ كَفـــارِسٍ

بالعَزمِ يَجتَــرِحُ الحَيـــاةَ لِيُزهِرَا

*

فكأنَّمــا تُهـــدِيهِ - مِلءَ بَرِيقِها -

مِن بَعدِ مَوتٍ رُوحَـــهُ كي يَثأرَا

*

وهناك، حَيثُ اللهُ يُرسِلُ جُنـدَهُ

تأبى جُمُــوعُ المُنتَهَى أن تُدبِـرَا

*

يا غَزَّةَ الصِّيــدِ الكِــــرَامِ تأَهَّبِي

فالنَّصــرُ في ثَوبِ الرُّكامِ تَنكَّرَا

*

سيَهُـــبُّ بُركانًــا يُحَــرِّرُ أرضَنا

وبِلالُ يَهـــرَعُ صَوبَهــــا ليُكَبِّرَا

***

د. أسامة الحمُّود

في المثقف اليوم