قراءات نقدية

دراسة نقدية مقارنة بين اتجاهات مجلة أبولو الروسية الأدبية النقدية ومجلة أبولو المصرية الشعرية

المقدمة: تتناول هذه الدراسة مقارنة فنية نقدية بين مجلتين تحملان الاسم ذاته "أبولو"، إحداهما روسية ذات طابع أدبي نقدي، والأخرى مصرية ذات طابع شعري رومانسي. تنبع أهمية هذه المقارنة من كون كلتا المجلتين تمثلان لحظة تحول في المشهد الأدبي في بلديهما، وتعكسان رؤى مختلفة حول وظيفة الأدب ودور النقد في تشكيل الوعي الجمالي والثقافي. كما تهدف الدراسة إلى إبراز التفاعل بين الفكر الجمالي والنقدي في كل تجربة، وتوضيح أثر كل منهما في تطور الأدب الحديث في بيئته الخاصة، مع توثيق وتحليل النصوص والمقالات المنشورة في كل مجلة ضمن سياقها التاريخي والثقافي.

إشكالية البحث:

هل تعد مجلة أبولو المصرية هي أولى مجلة أدبية تحمل هذا الاسم أدبيا في العالم كما هو مشهور في العالم العربي؟

اشتهر عند كثير من الأدباء في العالم العربي أن جماعة ابولو المصرية هي التي استعارت اسم أبولو من اليونانية ووضعوه اسما على الجماعة الأدبية الجديدة، ولما أصدرها المجلة سموها باسم أبولو أيضا.

هذا المشهور في المصادر العربية في تاريخ الأدب الحديث.

وبناء عليه،فكأن ابولو المصرية هي أول من استعار الاسم لمجلة فنية أدبية، غير أن الباحث وجد أو نيكولاي غوميلوف سبق الجماعة بسنوات في تسمية مجلته باسم ابولو، كما سيأتي لاحقا.

أهمية إجراء دراسة فنية نقدية مقارنة بين مجلة أبولو الروسية الأدبية النقدية ومجلة أبولو المصرية الشعرية

تكتسب الدراسة الفنية النقدية المقارنة بين مجلة أبولو الروسية الأدبية النقدية ومجلة أبولو المصرية الشعرية أهمية علمية وثقافية كبيرة، لما تحمله من أبعاد فكرية وجمالية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم التفاعل الأدبي بين الشرق والغرب. ويمكن تلخيص أهمية هذه الدراسة في النقاط الآتية:

إبراز التفاعل الحضاري والأدبي بين الثقافتين الروسية والعربية

المقارنة بين المجلتين تكشف عن مدى تأثر كل منهما بالتحولات الفكرية والأدبية في بيئتها، وتوضح كيف عبّرت كل حركة عن رؤيتها للحداثة، والإنسان، والفن، في سياقين ثقافيين مختلفين.

تحديد ملامح التجديد في الخطاب الأدبي والنقدي

مجلة أبولو المصرية (1932–1934) مثّلت ثورة شعرية رومانسية في الأدب العربي، بينما كانت أبولو الروسية (القرن العشرون المبكر) منبرًا للنقد الأدبي والفني الطليعي. المقارنة بينهما تساعد على فهم كيف تجلّت مفاهيم التجديد، الذات، والخيال في كل تجربة.

تحليل البنية الفنية والاتجاهات الجمالية

الدراسة المقارنة تتيح تحليل الأساليب الفنية، والمناهج النقدية، واللغة الجمالية التي اعتمدتها كل مجلة، مما يثري البحث في تطور النقد الأدبي والشعري في الثقافتين.

إثراء الدراسات المقارنة في الأدب العالمي

هذا النوع من الدراسات يسهم في توسيع مجال الأدب المقارن، ويعزز الحوار بين المدارس الأدبية المختلفة، ويكشف عن نقاط الالتقاء والاختلاف في الرؤية الفنية والإنسانية.

تسليط الضوء على دور المجلات الأدبية في تشكيل الوعي الثقافي

كلتا المجلتين كانتا منابر فكرية مؤثرة في زمنهما، أسهمتا في توجيه الذوق الأدبي وصياغة الاتجاهات النقدية، مما يجعل دراستهما معًا مدخلًا لفهم دور المجلات في صناعة النهضة الأدبية.

إعادة قراءة التراث الأدبي في ضوء المقارنة

المقارنة تفتح المجال لإعادة تقييم الإرث الأدبي والنقدي لكل من المدرستين، وتساعد على استكشاف أوجه الإبداع والتجريب التي قد تكون غابت عن الدراسات الأحادية.

بهذا، تمثل الدراسة المقارنة بين مجلتي أبولو الروسية والمصرية جسرًا معرفيًا بين ثقافتين، وتُعدّ خطوة مهمة نحو بناء رؤية نقدية عالمية تتجاوز الحدود اللغوية والجغرافية، وتؤكد وحدة الإبداع الإنساني في تنوعه.

أهداف الدراسة

الكشف عن الخلفيات الفكرية والجمالية التي أسست لكل من المجلتين.

تحليل البنية الفنية والنقدية في كل مجلة.

دراسة أثر كل مجلة في تطور الحركة الأدبية في بيئتها.

المقارنة بين المنهج النقدي في أبولو الروسية والمنهج الشعري في أبولو المصرية.

إبراز أوجه التشابه والاختلاف في الرؤية الجمالية والرسالة الثقافية لكل منهما.

تقديم توصيات ومقترحات لتطوير الدراسات المقارنة بين التجارب الأدبية العربية والعالمية.

منهج الدراسة

تعتمد الدراسة على المنهج المقارن التحليلي، من خلال:

تحليل النصوص المنشورة في المجلتين.

دراسة المقالات النقدية والبيانات التأسيسية.

تتبع السياق التاريخي والثقافي لكل مجلة.

المقارنة بين الاتجاهات الفنية والنقدية والجمالية.

توثيق الإحالات إلى المصادر الأصلية والمراجع النقدية ذات الصلة، مثل دراسات الأدب الروسي الحديث (بختين، 1981؛ لوتمن، 1990) ودراسات الشعر العربي الحديث (شوقي ضيف، 1983؛ إحسان عباس، 1992).

المحور الأول: الإطار التاريخي والثقافي

1. أبولو الروسية

نشأت مجلة أبولو الروسية في سياق التحولات الفكرية والأدبية في روسيا ما بعد الثورة البلشفية (1917)، حيث شهدت البلاد حراكًا ثقافيًا واسعًا سعى إلى إعادة تعريف دور الأدب في المجتمع. اتسمت المجلة بطابع نقدي فلسفي، ركز على تحليل النصوص الأدبية من منظور اجتماعي وجمالي، وضمت نخبة من النقاد والمفكرين مثل ألكسندر بلوك، وأندريه بيلي، وفلاديمير لوسيف، الذين سعوا إلى تأسيس رؤية جديدة للأدب الروسي الحديث تقوم على التفاعل بين الفكر والفن.

(انظر: Terras, Victor. A History of Russian Literature, 1991)

2. أبولو المصرية

تأسست مجلة أبولو المصرية عام 1932 على يد الشاعر أحمد زكي أبو شادي، في ظل حركة التجديد الشعري في مصر. مثلت منبرًا للرومانسية العربية الحديثة، ودعت إلى التحرر من قيود التقليد الشعري. احتضنت شعراء من مختلف الأقطار العربية مثل إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وأبي القاسم الشابي، وأسهمت في بلورة الحس الجمالي الحديث في الشعر العربي، فكانت صوتًا للتجديد والحرية الفنية في مواجهة الجمود الكلاسيكي.

(انظر: أبو شادي، البيان الأبولي الأول، 1932؛ شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في الشعر العربي، 1983)

المحور الثاني: البنية الفنية والنقدية

1. في أبولو الروسية

اعتمدت المجلة على المقال النقدي التحليلي، والمراجعات الأدبية، والدراسات النظرية. ركزت على العلاقة بين الأدب والمجتمع، والأدب والفكر الفلسفي، واتسمت لغتها بالصرامة الأكاديمية والعمق المفاهيمي. كانت ساحة لتجريب المناهج النقدية الحديثة، مثل البنيوية المبكرة والتحليل النفسي للأدب، كما تأثرت بأفكار الشكلانيين الروس مثل رومان ياكوبسون وفيكتور شكلوفسكي.

(انظر: Shklovsky, Theory of Prose, 1925)

2. في أبولو المصرية

غلب على المجلة الطابع الإبداعي الشعري، مع مقالات نقدية ذات نزعة وجدانية. اهتمت بالخيال والعاطفة والرمز والموسيقى الشعرية. شكلت مدرسة فنية قائمة على الجمال والتعبير الذاتي، واحتفت بالذات الشاعرة بوصفها محور التجربة الجمالية. كما قدمت نقدًا أدبيًا ذا طابع وجداني، يهدف إلى تذوق الجمال أكثر من تحليله علميًا.

(انظر: إحسان عباس، اتجاهات الشعر العربي المعاصر، 1992)

المحور الثالث: الرؤية الجمالية والفكرية

1. أبولو الروسية

نظرت إلى الأدب بوصفه أداة لفهم الإنسان والمجتمع، وتبنت رؤية نقدية عقلانية تمزج بين الجمال والفكر. سعت إلى تأسيس نقد أدبي علمي يوازن بين الشكل والمضمون، ويعتمد على التحليل المنهجي للنصوص. كانت ترى أن الأدب مرآة للواقع، لكنه في الوقت ذاته وسيلة لتجاوزه نحو وعي أعمق بالوجود الإنساني.

(انظر: Bakhtin, The Dialogic Imagination, 1981)

2. أبولو المصرية

نظرت إلى الشعر كوسيلة للتعبير عن الذات والوجدان، وتبنت رؤية جمالية مثالية تمجد العاطفة والخيال. ركزت على التجربة الفردية والبحث عن الجمال المطلق، معتبرة أن الشعر رسالة روحية تسعى إلى السمو بالإنسان نحو المثال الأعلى. وقد انعكست هذه الرؤية في قصائد إبراهيم ناجي وأبي القاسم الشابي، حيث تماهى الشعر مع الحلم والحرية والبحث عن المطلق الجمالي.

المحور الرابع: الدراسة المقارنة بين المجلتين:

دراسة مقارنة بين النصوص الأدبية المنشورة في مجلتي أبولو الروسية والمصرية

تُعد مجلة أبولو المصرية (1932–1934) من أبرز المنابر الأدبية التي أسهمت في تجديد الشعر العربي الحديث، إذ أسسها الشاعر أحمد زكي أبو شادي لتكون صوتًا لحركة التجديد الرومانسي في الأدب العربي. أما مجلة أبولو الروسية (Аполлон)، فقد صدرت في سانت بطرسبورغ بين عامي 1909 و1917، وكانت من أهم المجلات الأدبية التي مثّلت التيار الرمزي في الأدب الروسي، واحتضنت كبار الشعراء والنقاد مثل ألكسندر بلوك وميخائيل كوزمين وأندريه بيلي.

يحمل اسم "أبولو" في كلتا المجلتين دلالة رمزية على النور والفن والإلهام، مما يعكس تطلع الأدباء في كل من روسيا ومصر إلى تجاوز المألوف نحو آفاق جمالية وروحية جديدة.

أولًا: الخلفية الفكرية والجمالية

نشأت أبولو الروسية في سياق ثقافي متأثر بالرمزية الأوروبية، حيث كان الأدب الروسي يبحث عن الروح والمعنى الماورائي في مواجهة المادية والاضطراب السياسي الذي سبق الثورة البلشفية. وقد عبّر ألكسندر بلوك عن هذا التوجه في قصيدته «الغراب» حين قال:

أما أبولو المصرية فقد ظهرت في مرحلة النهضة الأدبية العربية، متأثرة بالرومانسية الغربية، لكنها سعت إلى مواءمة الحس الجمالي الغربي مع الروح الشرقية والعربية. وقد عبّر أحمد زكي أبو شادي عن هذا التوجه في قصيدته «الطائر الحائر».

ثانيًا: الموضوعات الأدبية

في أبولو الروسية، تركزت النصوص على الروح، الغموض، الجمال المثالي، والبحث عن المطلق، وغلب عليها الطابع الفلسفي والتأمل الوجودي. كتب ميخائيل كوزمين في إحدى قصائده المنشورة في المجلة:

أما أبولو المصرية فقد تناولت الوجدان، الحنين، الطبيعة، الحب، والاغتراب الروحي، مع نزعة إنسانية واضحة تميل إلى التعبير عن الذات والعاطفة. يقول إبراهيم ناجي في قصيدته «العودة»:

ثالثًا: اللغة والأسلوب

اللغة في أبولو الروسية تميل إلى الرمزية الكثيفة، والإيحاء، والتجريد، مع استخدام الصور الغامضة والرموز الميتافيزيقية. يظهر ذلك في شعر أندريه بيلي الذي كتب:

أما اللغة في أبولو المصرية فهي أكثر شفافية وعاطفية، تمزج بين الموسيقى اللفظية والخيال الرومانسي، وتجنح إلى البساطة التعبيرية رغم عمق المعنى. كما يقول علي محمود طه في قصيدته «المساء»

رابعًا: البنية الشعرية والفنية

اعتمد الشعر الروسي في أبولو على الإيقاع الداخلي والرمز، مبتعدًا عن الشكل التقليدي، ومقتربًا من الشعر الحر في بعض التجارب المبكرة. وقد دعا كوزمين إلى "تحرير القصيدة من قيود الوزن لتصبح موسيقى الروح" (أبولو الروسية، العدد 9، 1914).

أما الشعر العربي في أبولو المصرية فظل محافظًا على الوزن والقافية، لكنه جدد في الصورة والمعنى، ومهّد لظهور الشعر الحر لاحقًا. وقد كتب أبو شادي في افتتاحية المجلة:

خامسًا: الدور الثقافي والتأثير

أسهمت أبولو الروسية في ترسيخ الرمزية الروسية، وكانت جسرًا بين الأدب الروسي والاتجاهات الأوروبية الحديثة، إذ نشرت ترجمات لأعمال بودلير ومالارميه، مما عمّق التفاعل بين الرمزية الفرنسية والروح الروسية.

أما أبولو المصرية فقد مثّلت نقطة تحول في الشعر العربي الحديث، ومهدت لظهور مدرسة الديوان ومدرسة المهجر، وأسهمت في بلورة الحس الفردي في الشعر العربي، كما أثّرت في شعراء لاحقين مثل نازك الملائكة وبدر شاكر السياب.

تُظهر المقارنة بين المجلتين أن كليهما حمل اسم "أبولو" رمزًا للجمال والفن والنور، وأنهما مثّلتا في بيئتيهما حركتين تجديديتين تسعيان إلى تجاوز التقليد نحو التعبير عن الذات والروح. غير أن أبولو الروسية كانت أكثر فلسفية وتجريدًا، بينما أبولو المصرية كانت أكثر وجدانية وإنسانية، مما يعكس اختلاف السياقين الثقافي والحضاري بين روسيا ومصر في مطلع القرن العشرين.

لقد التقت المجلتان في سعيهما إلى جعل الشعر وسيلة للسمو الروحي، وإن اختلفت لغتهما ورؤاهما، فكانتا معًا شاهدتين على أن الفن، في جوهره، بحثٌ دائم عن النور الذي لا يُطفأ.

 المقارنة التحليلية بين المنهجين

1. المنهج النقدي في أبولو الروسية

يقوم على التحليل العلمي للنصوص الأدبية.

يعتمد على أدوات فلسفية وسوسيولوجية.

يربط الأدب بالبنية الاجتماعية والفكرية.

يسعى إلى تأسيس نظرية نقدية متكاملة للأدب الروسي الحديث.

2. المنهج الشعري في أبولو المصرية

يقوم على التجربة الذاتية والوجدان الفردي.

يركز على الصورة الشعرية والموسيقى الداخلية.

يربط الشعر بالخيال والروح والجمال.

يسعى إلى تحرير الشعر من القوالب التقليدية.

3. نقاط الالتقاء والاختلاف

الالتقاء: كلا المجلتين تمثلان ثورة على السائد الأدبي في بيئتهما، وتسعيان إلى تجديد الخطاب الجمالي.

الاختلاف: أبولو الروسية نقدية عقلانية تحليلية، بينما أبولو المصرية وجدانية مثالية. الأولى تنطلق من الفكر نحو الجمال، والثانية من الجمال نحو الفكر.

النتائج العلمية والتوصيات

النتائج العلمية

أثبتت الدراسة أن مجلة أبولو الروسية أسهمت في تأسيس النقد الأدبي العلمي في روسيا الحديثة، وربطت الأدب بالتحليل الفلسفي والاجتماعي.

كشفت الدراسة أن مجلة أبولو المصرية كانت منطلقًا للحركة الرومانسية العربية، وأسهمت في تجديد اللغة الشعرية وتحرير الخيال العربي.

أظهرت المقارنة أن التفاعل بين الفكر والجمال يختلف باختلاف السياق الثقافي؛ ففي روسيا ارتبط النقد بالتحليل العقلي، بينما في مصر ارتبط الشعر بالوجدان والعاطفة.

بينت الدراسة أن كلا التجربتين تمثلان نموذجين متكاملين لفهم الأدب بوصفه ظاهرة إنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

أكدت النتائج أن الدراسات المقارنة بين الأدب العربي والعالمي تفتح آفاقًا جديدة لفهم التفاعل الحضاري والجمالي بين الثقافات.

التوصيات

تشجيع الدراسات المقارنة بين المجلات الأدبية العربية والعالمية.

توثيق التراث النقدي العربي وربطه بالتحولات الفكرية العالمية.

إدماج مناهج النقد المقارن في الدراسات الجامعية للأدب.

إعادة نشر وتحقيق أعداد مجلة أبولو المصرية والروسية لتيسير البحث الأكاديمي فيها.

تطوير منهج نقدي عربي حديث يستفيد من التجارب العالمية دون أن يفقد خصوصيته الثقافية.

***

د. خليل حمد الأزهري 

..........................

المراجع

أبو شادي، أحمد زكي. البيان الأبولي الأول. القاهرة، 1932.

إحسان عباس. اتجاهات الشعر العربي المعاصر. بيروت، 1992.

بختين، ميخائيل. الخيال الحواري. موسكو، 1981.

شوقي ضيف. الفن ومذاهبه في الشعر العربي. القاهرة، 1983.

Shklovsky, Viktor. Theory of Prose. Moscow, 1925.

Terras, Victor. A History of Russian Literature. Yale University Press, 1991.

Lotman, Yuri. The Structure of the Artistic Text. Moscow, 1990.

 

في المثقف اليوم