ترجمات أدبية

بروين شاكر: يسعدني أن أظل فراشة

الشاعرة الباكستانية بروين شاكر

ترجمة نزار سرطاوي

***

منتصف ليلِ سنواتي العابرة...

هل طرقَ أحدهم مصراعيِ الباب الأبكمين

أم أصابني الذعرُ في حلم؟

*

ما بيت الحب هذا؟

صخورٌ مرعبةٌ تتناثر من تحته،

نوافذ ما تفتأ ترتجف.

لعل الرهبة تكمن في أعماقي

أكثر من أي مكان هناك.

فَزَعي من وسامته،

ذهولي أمام عقله،

خوفي من رقصة الهُجران الجامح

أمام عينيه اللتين تلاحقانني...

مجرد تظاهر

*

لا أتمنى أن أقول: "ها هو ذا".

لِم أضيّع ما جنيت

في سنين:

الحياة الحرّة وعقلي المتحرر؟

أعلم أنني إذا وقعت في يديه

سيُحوّلني في لمح البصر إلى ذبابة.

حبيسة بين جدران رغباته،

وسأنسى أنني قد عرفت من قبلُ

مباهج النور والنسيم والعِطر.

*

نعم، أنا سعيدة أن أظلّ فراشة:

حتى وإن كانت ضرورات الحياة تتآمر عليّ

فإنّ أجنحتي على الأقل لم تزل سليمةً لم يمسسها أذى.

***

....................

تحتل الشاعرة الباكستانية بروين شاكر مكانة بارزة في الشعر الباكستاني الحديث، ويعتبرها الكثير من النقاد أهم شاعرات اللغة الأوردية على مر العصور. كما تعتبر واحدة من أبرز رائدات الحركة النسائية الباكستانية والمدافعات عن حقوق المرأة.  

ولدت بروين في 24 تشرين الثاني / نوفمبر 1952. بدأت الكتابة في سن مبكرة، فكتبت الشعر والنثر، وكانت لها مساهمات في أعمدة بعض الصحف تحت اسم مستعار هو "بينا."

بدأت بروين تكتب الشعر والنثر في سن مبكرة. وكانت لها مساهمات في أعمدة بعض الصحف تحت اسم مستعار هو "بينا." صدرت مجموعتها الشعرية الأولى "العبق" عام 1976، ونالت إعجاب القراء. بعد ذلك صدرت لها أربع مجموعات: "آذريون المستنقعات" (1980)، "مناجاة" (1990)، "إنكار" (1990)، "حافة المرآة." كما صدر لها كتاب يضم مقالاتها الصحفية بعنوان "زاوية الرؤية." كذلك صدرت أعمالها الشعرية في مجلد بعنوان "البدر" (1994). وقد حظيت أعمالها بتقدير كبير. إذ فازت مجموعتها الشعرية الأولى بجائزة آدمجي. ولاحقًا مُنحتْ جائزة "مفخرة الاداء،" التي تعتبر واحدة من أرفع الجوائز في باكستان.

تزوجت بروين من طبيب باكستاني يدعى نصير علي، ورزقا بطفل واحد. لكن زواجهما لم يدم طويلًا وانتهى بالطلاق.

في 25 كانون الأول / ديسمبر 1994، اصطدمت سيارة بروين في طريقها إلى العمل بحافلة ركاب، وأدى ذلك الحادث المروع إلى وفاتها.

في نصوص اليوم