أقلام حرة
غريب دوحي: لنتذكر فرج فوده

سلام على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابر... الجواهري
الدكتور فرج فوده (1945-1992) مفكر وكاتب تنويري مصري وهو كذلك ناشط حقوقي معروف بآرائه الجريئة في مصر والوطن العربي والعالم. التحق في ستينات القرن الماضي بكلية الزراعة وحصل على شهادة البكلوريوس في الاقتصاد الزراعي عام 1967 من جامعة عين شمس ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من الجامعة نفسها. من الناحية السياسية كان عضوا في حزب الوفد الجديد الا انه استقال منه عام 1984 لتحالف هذا الحزب مع منظمة متطرفة حيث قدم استقالته بعد ذلك من حزب الوفد. وكان يكتب مقالاته في بعض الصحف المصرية مثل صحيفة (اكتوبر). وكانت مقالاته تصف بالسخرية من الاوضاع السياسية في مصر وكان يخاطب عامة الشعب باسلوب ادبي الامر الذي جعل افكاره تدخل الى كل بيت مصري.
نشاطه الثقافي واغتياله
كان لفرج فودة مناظرات شهرية تقام في القاهرة اقيمت المناظرة الأولى عام 1992 تحت عنوان مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية شارك فيها الألف من المصريين والثانية حضرها الالف ايضا كان فرج فودة يقف مع اقامة دولة مدنية ويدافع عن رأيه هذا بكل اخلاص وحماس وبعد انتهاء هذه المناظرات صدرت فتوى بتفكيره واعتباره مرتدا يجب قتله في 1992/6/8 كان شخصان ينتظرانه عند باب منزله على دراجة نارية وعند خروجه من المنزل اطلقا عليه النار فاصيب اصابة قاتله نقل على اثرها الى المستشفى وقبل ان يجود انفاسه الأخيرة قال (يعلم الله انني ما فعلت شيء الا من اجل وطني) وعندما سئل قاتله من أي كتب فرج عرفت انه مرتد قال (انا لا اعرف القراءة والكتابة...). حل هكذا توقف قلب كان ينبض بالمحبة والسلام والتاخي، هكذا انطفئ مشعل من مشاعل النور، لقد كان فرج جنديا باسلا من جنود السلام لم يعرف قلبه الطائفية والعنصرية باحثا عن الحقيقة اينما وجدت لم يكن رحيل فرج فودة خسارة لمصر وحدها بل كانت خسارة لكل مثقفي العرب والعالم.
لقد عرفت مصر في تلك الفترة العديد من جرائم الاعتداء والقتل ضد المفكرين والكتاب والأدباء مثل ما حدث للروائي نجيب محفوظ عندما كتب روايته الشهيرة) اولاد حارتنا.. حيث جرت عام 1994 محاولة لاغتياله عندما اندفع اليه احد المتطرفين وقام بغرس السكين في رقبة نجيب لكنه لم يمت وكان هذا المتطرف رجلا اميا يبيع السمك لكنه كان مدفوعا من جماعة متطرفة.
مؤلفات فرج فودة
ترك الشهيد عددا من الكتب في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية تلقى على أثرها عددا من خطابات التهديد حتى انه علق يوما قائلا (اليوم الذي لا يصلني فيه تهديدا عمر ضايع يحسبوه الناس علي) دليل على عدم اكتراثه وقال ايضا (ان اسمي كان ترتيبه الثالث في قوائم الاغتيال وقد ابديت اسفي وحزني لان ترتيبي تأخر الى المركز الثالث). واردف قائلا (فالموت اهون والاستشهاد افضل). (والموت اهنا من العيش في ضل فكرهم الغبي).
أما اهم كتبه فهي : الوفد والمستقبل الذي قال عنه انه وضعني امام فوه المدفع – قبل السقوط الحقيقة الغائبة - حوار حول العلمانية - الطائفية الى اين ـ الارهاب – نكون او لا نكون - الطريق الى الهاوية - زواج المتعة - شاهد على العصر ــ وغيرها.
***
غريب دوحي