أقلام حرة

صادق السامرائي: وداعا أيها القلم!!

سألت احد أبناء الجيل الجديد، متى كتبت بالقلم آخر مرة فأجابني: ماذا، أنا لا أكتب بالقلم، ولا أتعامل مع الورق!!

وسألت نفسي متى كتبت بالقلم آخر مرة، فأدركت أنني لم أستعمله منذ وقت!!

ماذا يحصل في عالمنا؟

هل علينا أن نقول وداعا للقلم والورق معا؟

هل سيعرف أطفال الغد كلمة قلم وورق ودفتر أم أنها ستغيب من معجميات الكلام وتتقيؤها القواميس اللغوية؟

لا يمكن الإجابة على هذا السؤال، لكن القرن الحادي والعشرين معبأ بالمستجدات الغريبة والتفاعلات المتجاوزة للخيال والتوقعات.

البعض يرى أن الكتابة بالقلم مضيعة للوقت والجهد، والكتابة بالضرب على الكي بورد أسهل وأسرع وذات إنتاجية عالية، وتساهم في تسجيل الأفكار بقدرات أفضل.

ولهذا فالورقيات تتضاءل، ودور النشر الورقي تغلق أبوابها في العديد من الدول، ومعامل إنتاج الورق إضمحلت، والأقلام كاسدة في المحلات، والشائع أن لكل شخص هاتفه المحمول الذي يوفر له ما يحتاجه من الوسىائل والتطبيقات، وكذلك الكومبيوترات المتنوعة الأحجام والغايات.

فهل يشترون الكتاب أم الحاسوب الشخصي الذي يقدم لهم ما يريدون وبسهولة غير مسبوقة؟

"ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا...ويأتيك بالأخبار مَن لم تزودِ"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم