أقلام حرة

صادق السامرائي: أدب العرب!!

أدب العرب شعر ونثر (سجع ومرسل)، وفي الشعر تألقت الكتابة وفقا للبحور التي إكتشفها الفراهيدي، والنثر طغى في الخطابة والمراسلات، وما أكثر النثر المرسل بالكتب والمدونات، والمرسل كتابة حرة غير مقيدة بقافية أو وزن، والسجع أن تتشابه نهايات العبارات.

ومن المجددين في الكتابة عبد الحميد الكاتب (60 - 132) هجري، الذي لازم آخر خليفة أموي وما خانه، وتم قتله من قبل العباسيين.

والتجديد في الكتابة بأنواعها محاولات منذ أزمان بعيدة، وفي الشعر ظهر العديد من الشعراء المجددين كأبي تمام، وبشار بن برد، والمعري، وأبي نؤاس، وشعراء الأندلس، وغيرهم.

وفي النثر ومنذ عصر ما قبل الإسلام ومسيرات التفاعل الإبداعي المتواكبة مع عصورها في إزدهار وتألق.

وتواصل التجديد وفقا لمعطيات الزمان والمكان، وسيستمر في التوالد الإبداعي المفيد.

والكتابة بصنوفها المتنوعة لها توصيفاتها وضوابطها وأشكالها، ولا يصح الخلط بينها، والتجني عليها، بحشر ما لا يمت بصلة لجوهرها فيها.

فالشعر شعر والنثر نثر ولا يجوز الخلط بينهما، فلكل أصوله وضوابطه وقواعده، كما إعتادت عليها الذائقة العربية منذ أقدم العصور، فكيف يصح في الأفهام الخلط المناهض للذوق والطبيعة السليمة؟

والأواني تنضح بما فيها، ولا تنضح بما في وعاء غيرها، وما يحصل في واقعنا أننا نتوهم بأن ما تنضحه أوعية الآخرين، يمكننا أن ننضحه من أوعيتنا، وهذا يتنافى مع طبائع الأمور وبديهيات الحياة ومنطلقات الدوران، فلكل مقام مقال، ولكل حالة ملامحها ومميزاتها المعبرة عنها، ولا يجوز الخلط والتفاعل الإفتراضي المتصور ما بين الحالات.

من يريد أن يعرف لماذ يكتب اليابانيون الهايكو عليه أن يعيش معهم ويتفهم لغتهم وأساليب حياتهم وآليات تفاعلاتهم، وكذلك الذي يكتب على النهج الغربي وغيره.

إن الشعر العربي له خصائصه ومواصفاته الراسخة المتوارثة المتوافقة مع نبضات النفوس لأبناء الأمة، ولهذا فأن المنتشر في وسائل التواصل هو الشعر المتعارف عليه عبر الأجيال، ومن النادر أن تجد نصوصا أو مقاطع مما يسمى بالشعر الحر، حتى لأبرز شعرائه.

هناك من كتب (الشعر المر) لسنوات طويلة، وعندما حوّل نصوصه إلى مقالات لم يقل أحد عنها بأنها شعر، بل نثر كأي نثر جميل.

ذلك واقع علينا وعيه لننجب الأصيل!!

الشعر طاقة إبداعية تنتشل المجتمع مما هم فيه وعليه، وتأخذهم إلى آفاق التواصل مع عصرهم، ولا يجوز أن يكون إنتكاسيا مهرولا وراء الآخرين.

بإبهامٍ وترميزٍ كتبنا

لخالية وخابيةٍ مَشينا

حسبنا الشعر تنضيدا وثردا

وهرولةً وإبداعا حزينا

مضينا في مجاراةٍ لغيرٍ

فضاع عطاؤنا وغدى هَجينا

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم