أقلام حرة

صادق السامرائي: حيَّرني!!

يُحاججني ويقول: لماذا الله غفور رحيم، أ ليس لأننا سنقترف الذنوب، ولا يمكن لمخلوق أن يخلو منها، فيطلب من ربه المغفرة والرحمة، ويتوب بعد أن فعل ما فعل من الآثام والخطايا والذنوب.

قلت: الكتاب حمّال أوجه!!

قال: من حقي أن أرى ما يدلني إليه عقلي، فالعقل قائدنا

قلت: إنها النفس الأمارة بالسوء التي تقودنا

غضب وقال: أنت تحسبنا ملائكة

قلت: العقل مطية النفس الآمرة بما ترغب، وأنت تطيع نفسك وتدّعي أن عقلك الذي يريد

قال: قل ما تقل، إن الله غفور رحيم!!

إحترت في أمره، فالشره والطمع يتوقدان في أعماقه، ويستحضران ما يبرر إندفاعه بما يرضيهما، وينكر المعقول ويحسبه نوع من الخذلان والجبن والقصور.

تلك عجيبة سلوكية يحاول البشر تبريرها بمعتقدٍ ما ليتحرر من تأنيب الضمير، فيلقي باللائمة على قوة أخرى يرى أنها ذات إقتدار مطلق.

فهل يصح القول لأن الله غفور رحيم، إفعل ما تشاء ثم أطلب المغفرة والتوبة؟!!

يُحاسبنا لأنّ العقلَ فينا

لماذا ننكرُ الأمرَ المبينا

نبرّرُ إثمنا برؤى خيالٍ

ونحسبُ ربنا دوماً مُعينا

إذا تَبعَتْ نفوسٌ مُنطواها

تناسَتْ ما جنتْ ذنبا مشينا

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم