أقلام حرة

جميل شيخو: حين تصبح الحريات ستاراً للنهب!

في عالمنا اليوم لا حدود لجشع التاجر الرأسمالي النهم، ولا لصاحب الفكر المدمر، ولا لصاحب السعار الشهواني المحموم، فإذا وقع الإنسان المسكين فريسة لهؤلاء وذهب يطلب حقه المنهوب وذهب يشتكي اؤلئك الذين سرقوا ماله وعقله وعرضه باسم مبادىء التجارة الحرة، والإعلام الحر، وحرية التعبير، ونحو ذلك جابهوه بتلك العبارة التي تقنّطه من كل حق . فقالوا له النظام لا يحمي المغفلين!

إن النظام الذي لا يحمي الضعيف ليس نظامًا عادلًا، بل هو نظام طبقي يخدم مصالح فئة قليلة على حساب الكثرة. فكيف نسمي نظامًا "عادلًا" وهو يسمح لمَنْ يملك رأس المال أن يستغل حاجة الفقير، ثم يُبرر له ذلك بمقولات مثل "التجارة الحرة" و"حرية التعبير"؟ وكيف نصدق أن الإعلام "حر" وهو يتحول إلى أداة لتضليل الجماهير وتزييف وعيها باسم "حرية الرأي"؟

فالعدل ليس في حماية الأقوياء فحسب، بل في حماية الضعفاء من بطش الأقوياء. والحضارة الحقيقية ليست في تطور الأسواق والمصانع فقط، بل في تطور الضمير الإنساني الذي يرفض أن يكون "النظام" عذرًا للظلم.

***

بقلم: جميل شيخو

 

في المثقف اليوم