مقاربات فنية وحضارية
قاسم طلاع: الرسم في زمن الحرب.. بيكاسو 1939- 1945

(لم أرسم الحرب، لأنني لست من النوع الذي يحاول تصوير الأشياء مثل المصور (Fotograf). لكنني متأكد من أن الحرب قد دخلت الصور التي انجزتها)... بابلو بيكاسو
(اللوحة ليست (مجرد) ديكور (فقط) لتزيّن جدران الغرف،
بل إنها سلاح للهجوم والدفاع ضد العدو)... بابلو بيكاسو
(الانسان في لوحات بيكاسو.. هو رجل اليوم بكل واقعه الدموي، هذه اللوحة الممزقة تتناسب مع حقبة ممزقة)... ميشيل ليرس
(الآن، في أعماق الليل، ما زلنا ندلي بشهادتنا / روعة اليوم وكل هداياه / إذا لم ننام، علينا أن ننتظر الفجر / سيثبت لنا ذلك: نحن نعيش أخيرا في الحاضر)... روبرت ديسونز
لم أرسم الحرب
صرّح بيكاسو باختصار بعد التحرير لأحد الصحفيين الأمريكيين الذي كان يبحث في أعماله التي أُنتجت بين عامي 1939 و1944 عن رسالة سياسية خفية. وأكمل الفنان قائلاً: „لكني متأكد من أن الحرب تسللت إلى اللوحات التي أنجزتها“. هذا الفارق الدقيق واضح، ويحدد بدقة موقف الفنان وسلوكه خلال الزمن القاتم والخطير للاحتلال الألماني. في تلك الفترة، وعلى عكس العديد من زملائه الذين فروا إلى الولايات المتحدة، اختار بيكاسو نوعًا من "الهجرة الداخلية"، وبقي في مرسمه الضخم في شارع "غران أوغوستان (Grands-Augustins)" بباريس، محاطًا بأعماله وأولئك المقربين إليه.
بالنسبة لبيكاسو، تبدأ الحرب بالفعل في عام 1936 مع الحرب الأهلية الإسبانية والمجازر التي ارتُكبت خلالها. لم يكتفِ بدعم الجمهوريين بنشاطه فحسب، بل حقق أيضًا عملاً فنيًا عظيمًا ومقاومًا عبر لوحته "غيرنيكا" (Guernica)- شكل (1)، التي قام برسمها وتصميمها لجناح إسبانيا في معرض باريس العالمي عام 1937. هذه التحفة الفنية، التي جسدت حقبة تاريخية من حياة الشعب الاسباني، جعلت منه بطلاً في أعين جميع الفنانين المعارضين للفاشية بجميع أشكالها، إضافة إلى جميع الشعوب المضطهدة. هذه اللوحة الرمادية العظيمة، التي جابت الولايات المتحدة من نوفمبر 1939، أصبحت رمزًا نهائيًا في القرن العشرين للمقاومة الفنية ضد الهمجية.
وعلى الرغم من اتساع دائرة الإرهاب والاضطهاد وكتم الحريات ومطاردة كل القوى الديمقراطية وزجها في السجون أو قتلها وما جرى من أحداث فضيعة خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن بيكاسو لم يقم بإنجاز لوحة ثانية شبيهة لهذه اللوحة تشير بشكل مباشر الى الاحداث الجارية (ما وقع من أحداث فضيعة ضد الإنسانية من قبل النازية أثناء حكمها وقيام الحرب العالمية الثانية)، بل على العكس، واصل العمل على مواضيعه المعتادة – بورتريه، العُري، الطبيعة الصامتة – ويبدو أنه أبعد الواقع الخارجي عن فنه. هذا الأمر أدى إلى خلق صورة في تاريخ الفن لفنان أناني لا يرى سوى هواجسه ويتجاهل المأساة التي تحيط به. هذه الصورة، التي ما تزال راسخة حتى اليوم، لا تتناسب مع الصورة البطولية للفنان المقاوم التي رُسمت له بعد الحرب وروّجت لها الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي انضم إليه بيكاسو في 4 أكتوبر 1944. وبالتالي، فقد بقي من غير الواضح: من كان بيكاسو في الفترة ما بين 1939 و1945، وماذا كان يفعل خلالها – غموض كان يعكس أيضاً حالة الالتباس الأساسية في زمن الاحتلال، حيث لا شيء كان واضحًا، وكان على كل فرد اتخاذ تسويات يومية للبقاء، تختلف جوهريًا عن التسويات التي قام بها المتعاونون مع الاحتلال.
هذا الالتباس عاشه بيكاسو بسبب أصله وانتمائه الفني منذ لحظة اندلاع الحرب العالمية. فبصفته إسبانيًا، كان قد خسر "حربه" بالفعل: في مارس 1939، سقطت مدريد في أيدي الفرانكونيين، مما جعله شخصًا غير مرغوب فيه في بلده (مطارداً)، الذي ولد فيه، وأجنبيًا في فرنسا المحتلة من قبل النازيين، الذين اعتبروه جمهوريًا وفنانًا غير مرغوب فيه "منحطًا" (Entarteten Künstlern) بسبب ما أبدعه من أعمال فنية تنتمي إلى مدارس أخرى لم تتوافق مع الأيديولوجية النازية، أي عدوًا مزدوجًا.
كان بيكاسو يعتمد على حماية زميله النحات، المعتنق للأفكار النازية، وصديق هتلر آرنو بريكر (1900-1991Arno Breker)، الذي يمثل النقيض الفكري والفني له، ليتفادى تدخل الغستابو، الذي كان يراقبه بعدائية وشك. ورغم كل هذه التناقضات، واصل بيكاسو عمله ضد جميع العقبات، حتى وإن لم يكن يُسمح له بعرض أو بيع أعماله. وفي هذه الأعمال بالذات، وضع بيكاسو مقاومته للقوى الرجعية والقمعية التي كانت تسيطر على فرنسا وأوروبا. إنه لا ينتقد هذه القوى بشكل مباشر وصريح- "إنه لا يرسم الحرب"- بل عبر عنها كعادته، من خلال من يحيط به وعلى رأسهم المرأة التي أطاحت بماري تيريز فالتر من مكانها في قلبه في منتصف الثلاثينيات: دورا مار (Dora Maar)
كانت دورا مار (Dora Maar) هي ملهمته خلال سنوات الحرب: أصبحت تجسيدًا للألم حتى الجنون. في تشظٍ دائم يعكس تمزق شخصيتها والسياق التاريخي حينها، عُرضت – مشوهة ومُحرّفة كما كل الكائنات في زمن اللايقين – كرمز مرئي لمشروع الإبادة النازي. منذ عام 1937، ظهرت كـ"المرأة الباكية" حدادًا على إسبانيا، ولاحقًا في باريس المحتلة والمضطربة، كانت الصارخة، والغاضبة، داخل مرسم صامت.
في هذه المعركة ضد قوى الظلام، تصبح اللوحة سلاح حرب: سلاح حاد، قاسٍ، و"منحط" (Entarteten Kunst)) عن عمد، ترياق ضد فن النازية. وهذا السلاح أنجب وحوشًا، لأن العالم أصبح وحشيًا. لكنه اتخذ أحيانًا طابعًا هزليًا أيضًا.
في تلك السنوات البائسة، وخاصة في باريس، كان الجوع والبرد يسيطران على الحياة اليومية وحددا، أيضا، وتيرتها. وتجلى ذلك في سلسلة من اللوحات، التي سميت بالحياة الساكنة (أو الصامتة) -Stillleben- التي تصوّر عالمًا لم يتبقَ فيه شيء تقريبًا: بضعة أشياء على الطاولة، ثمرة، بعض أعواد الكرّاث، موضوعة كغنائم بائسة من الحرمان. يمر الموت بجانب هذه الأشياء المألوفة ويبتسم ابتسامة خبيثة، ويتسلل أحيانًا كضيف غير مدعو في شكل جمجمة ثور أو هيكل عظمي هزيل.
في منفاه الداخلي، استحضر الفنان كل إيمانه بالحياة – وبفنه – ليستخرج من أعماقه صورًا لإنسانية منقذة: مثل نوش إلوار، التي تبدو كأنها ناجية من الفترة الوردية، أو امرأة تسهر على نوم رجل، أو حديقة صغيرة تستحضر أجواء ربيع احتفالية مستلهمة من هنري روسو Henri Rousseau)) وفان غوخ (Van Gogh).
المقاومة، بالنسبة لبيكاسو، تعني عدم التخلي عن الإيمان بالإنسان، بقوة روحه، وبانتصار النور على الظلام. ما الذي يمكن أن يكون أفضل للتعبير عن هذا الموقف من حقيقة، انه في مارس من عام 1944، عندما قتل صديقه ماكس جاكوب (Max Jacob) في معسكر الاعتقال في دانسي (Dancy)، عرضه لمسرحية سوريالية ساخرة "كيف تمسك الرغبة من ذيلها"، كان قد كتبها في شتاء عام 1941 خلال أيام معدودة. شارك في هذا العرض نخبة من مثقفي باريس، حيث يظهر للمحتلين أنفا طويلا، وكان هذا بمثابة بيان تمرد حقيقي، ومثال آخر: شخصية راعٍ يحمل خروفا (كطفل) – الشكل 2-، صاغها بيكاسو يدويًا لتكون النقيض التام لتماثيل بريكر الذكورية، ممجّدًا التواضع واللايقين. أصبحت "الرجل مع الخروف" في ربيع 1943 رمزًا للأمل اليائس بأن كل شيء ممكن لمن لا يملك شيئًا سوى إيمانه الثابت بانتصار الخير على الشر. وبهذه الطريقة يصبح العمل الإبداعي مقاومة، وبالنسبة لبيكاسو، تحت وطأت كابوس الاحتلال، هو "طوق للنجاة".
فهم بيكاسو الرسم (الفن) كأداة حرب من ناحية، ومن ناحية أخرى أظهرَ خيالاً متقداً ويقظاً في رسوماته ومنحوتاته. كان يحلل ويفكك فكرة، ويعيد صياغتها ويطلق العنان لخياله، وتبق المواضيع كما هي، ولكن لا يتم التعامل معها بالطريقة نفسها. هذا التنوع، هذه الوفرة، هذا الثراء كانت اجابته على النظرة المتصلبة والتافهة والفقيرة للفن الرسمي. كان قد ابتكر حيلًا كثيرة ليصب نماذجه الجصية سرًا في البرونز، في حين كان الباريسيون يفككون التماثيل للحصول على المعادن. جمع من الشارع مقود دراجة وكرسيًا، وصنع منهما شكلا تكريما للفنان الراحل خوليو غونزاليس (Julio Gonzalez)، الذي كان قد دفن للتو.
سعى بيكاسو بلا كلل لبناء عالم موازٍ يعارض الإيديولوجية والجمالية التي أراد النظام النازي فرضها على الناس. لكن مقاومته الفنية لها حدود: رغم قوته التعبيرية، بدأت ألوانه تميل إلى الكآبة، وتدرجت ألوان البنّي والرمادي والأخضر لتطغي على كل أعماله الفنية. ظلال البيج أضفت ضوءًا، وألوان (Ockertöne) أوحت بالحياة، وهي ألوان تتراوح بين البنّي الفاتح والبني الداكن (هذه الألوان تعتبر ألوان دافئة ومريحة). فقط مع بوادر التحرير في ربيع 1944 ولقائه بـ فرانسواز جيلو (Francoise Gilot) – التي أصبحت مصدر إلهامه بعد الحرب – عادت الألوان الزاهية إلى لوحاته. وما أن جاء عام 1945، وحين انكشفت أهوال معسكرات الاعتقال والإبادة، بدأ بيكاسو، كخاتمة للوحة "غيرينكا" أو امتدادا لها، برسم لوحة "بيت الموتى" (Das Leichenhaus) وبشكل متناقض، رسمها بأسلوب كلاسيكي، وكأن الوحوش التي خلقها لإدانة وحشية الحرب، فقدت معناها أمام اللامعقول ... أمام المحرقة ... الإبادة البشرية ... والمقابر الجماعية استسلمت حرب بيكاسو التصويرية ... شعر بذلك وترك اللوحة غير مكتملة، وكذلك رسومه التوضيحية لنشيد الموتى لريفيردي -Reverdy- (Gesang der Toten)، فكيف يمكنه إظهار ما لا يمكن تمثيله...؟
في النهاية، غمس بيكاسو فرشاته في دماء الضحايا الحمراء، ورسم بها علامات مجردة بين كلمات الشاعر (نشيد الموتى). هذه الرسومات البدائية، التي تعود إلى تلك التي سبقت ولادة الصورة، كانت الرد الوحيد الممكن على مأساة لا تولد إلا الحزن الصامت.
انتهت الحرب، وكشفت البشرية عن المأساة التي خلفتها هذه الحرب، والعالم بات أنقاضًا، لكن بالنسبة لبيكاسو، فإن الفن أقوى من كل شيء. "إنه يجبرني على فعل ما يشاء"، هكذا كتب. وسيأخذه الفن إلى حيث نشأت أساطير اليونان – إلى شواطئ البحر المتوسط. هناك سيبني عالمًا جديدًا، عالمًا بلا كراهية ولا حروب، تحكمه الفرحة، وتشعر فيه البراءة كأنها ربيع مُستعاد.
رجل يحمل خروفا
تمثال نصفي لامرأة (دورا مار) (1941)
خلال الحرب، عمل بيكاسو بإصرار على تفكيك الشكل البشري. في هذه العملية، يتم إنشاء صور مخيفة ومثيرة للاشمئزاز. يصبح الوجه المشوه والجسد المتألم تعبيرا عن زمن غير إنساني. غالبا ما قيل أن دورا مار (Dora Maar)، الرفيقة غير المستقرة وسريعة الانفعال للسنوات المأساوية، ألهمت بيكاسو لإنشاء هذه الشخصيات، والتي أعاد اختراع الصورة: بدءا من وجه دورا مار، تابع بيكاسو باستمرار تشريح الوجه البشري من سبتمبر 1939 حتى نهاية أغسطس 1940.
ولدت دورا مار في عام 1907، التي أمضت طفولتها في الأرجنتين ودرست في "مدرسة الفنون الزخرفية" في باريس عام 1926، مصدر إلهام مثالي للسرياليين، الذين ارتبطت بهم جزئيا كحبيبة، وجزئيا كمصدر للإلهام. كانت المصورة المخضرمة، وهي امرأة ملتزمة وذات تصميم ذاتي ولها ماض حافل بالأحداث، مخلوقا غامضا ألهم مان راي (Man Ray) وبراساي (Brassai) لإنشاء بعض أجمل صورهم. تم الإبلاغ عن لقاء Dora Maar الأسطوري مع بيكاسو، والذي حدث في عام 1936 مقهى Deux Magots، عدة مرات. كان وجه المرأة، التي كانت واحدة من أروع وجوه السريالية والدوائر الفكرية الباريسية اليسارية المتطرفة، مشوها ومشوها وموترا بشدة في أعمال بيكاسو من عام 1937 فصاعدا. هذه المرأة، ذات الكرامة الهيراطيقية والغامضة في كثير من الأحيان لأبو الهول، والتي تم إضفاء الطابع المثالي على وجهها البيضاوي من قبل دورا مار، تعاني من تشوهات مروعة وتصبح مصدر إلهام للشخصيات التي "تثير الشعر" بقدر ما هي "مثيرة للشفقة".
Frau mit Artischocke
Paris, 31.Juli. 1941
حياة ساكنة مع جمجمة ثور"
باريس، 5 أبريل 1942
في الوقت الذي فُرض فيه تقنيات على جميع المواد (غذائية أو غير غذائية) في باريس وازدهار السوق السوداء من جهة أخرى، تأثر بيكاسو أيضًا بندرة الموارد وصعوبة الحصول عليها. ففي عام 1942 بدأ بيكاسو برسم أكثر من لوحة سميت بلوحات الحياة الساكنة رمزت (وبشكل رمزي) الى واقع الحال في باريس آنذاك، وهما لوحتان لحياة ساكنة مع جمجمة ثور بتاريخ 5و6 أبريل. تشكل هاتان اللوحتان ثنائية (Diptychon) مرعبة يذكرنا بيكاسو بالضحية، وكانت وسيلة له للتعبير عن عذابه الداخلي. اللوحة بسيطة وخالية من الزينة ومكونة بتقشف: طاولة بسيطة، مفرش طاولة، جمجمة، ونافذة. تبرز جمجمة الثور البيضاء بشكل شبه شبحي من ظلام الغرفة، ومن خلال النافذة يمكن رؤية درجات البنفسجي والاحمر في الليل.
وقبل ذلك بعدة سنوات، في 15 يناير 1939، وتحت تأثير وفاة والدته، رسم بيكاسو جمجمة مرعبة في لوحة "رأس ثور وإبريق" (ٍStierkopf und Krug). جمجمة الثور مشوهة، والتي تعطي من خلال تلاعبها بالأحجام والفراغات انطباعا بأسنان مفترسة وفم مفتوح وتجويف عميق للعينين، تبدو شبه تعبيرية، وقد عبّرت في حينها عن الحزن العميق للفنان الذي لم يتمكن من السفر إلى جنازة والدته، وعبّرت عن شوقه الكبير لوطنه.
أما لوحة "حياة ساكنة مع جمجمة ثور" التي أنجزت بعد ذلك ببضع سنوات في تذكار مؤثر للموت (Memento Mori) أيضا، لكن هذه المرة كرست لفكرة وفاة صديقه النحات خوليو غونثاليث (Julio Gonzalez)، الذي حضر تشيع جنازته عام 1942، التقط مقعد دراجة ومقوداً في طريقه، واللذان الهماه، فيما بعد بنحت تمثال "رأس ثور" بعد بضعة أيام، رسم اللوحة تخليداً لذكرى صديقه الذي عرفه منذ شبابه. قد تُذكّر الجمجمة ذات الطابع البلاستيكي (الذي يوحي بثلاثية الأبعاد) بشكل غير مباشر بالرجل الذي عرّفَ بيكاسو في أواخر عشرينيات القرن الماضي على فن تشكيل المعادن.
في جميع الأحوال، تعد هذه اللوحة رثاءً جنائزيًا: يدل على ذلك السماء السوداء القاتمة التي تُرى من خلال النافذة، ودرجات اللون البنفسجي؛ كما أن تقاطع النافذة في الخلفية يضفي طابعًا دراميًا قويًا على التكوين. يتعلق الأمر هنا أيضًا بالتعبير عن الحزن، والعزلة، والتقشف، والانغلاق. وفي يأسه من فقدان صديقه، قال بيكاسو لفينوزا: "أنا من قتله".
Vogelfangende Katze
قطة تصطاد طيراً
تنبأ بيكاسو بمخاطر الحرب العالمية الثانية الوشيكة وأخبر دانيال هنري كانويلر مرارا وتكرارا أنه، كلاجئ إسباني في باريس، يحتاج إلى الجنسية الفرنسية في أسرع وقت ممكن. تعبيرا عن خوفه من الحرب القادمة، رسم قطة تابي ذات بطن كبير وذيل مرتفع ومخالب ممدودة، تأكل بقسوة طائرا أعزل. أحب بيير دايكس أن يقول إن عمل بيكاسو الحربي كان " بمثابة يوميات احساساته نحو الحرب". مثل النقش النحاسي لرأس المرأة المشوهة، الذي صنعه في عام 1938 كرد فعل على تفكك تشيكوسلوفاكيا، فإن القط الذي يصطاد الطيور، الذي رسمه في 22 أبريل 1939 والذي يشير إلى العديد من النتائج اللافتة للنظر لربيع عام 1939، يشهد على ذلك: بعد براغ، سقطت مدريد أيضا في أيدي الفاشيين.
Das Leichenhaus
بيت الموتى
نصب تذكاري للإسبان الذين ضحوا بحياتهم من أجل فرنسا (1945/1946)
- ميشيل ليرس (Michl Leiris) 1901-1990: أديب وعالم فرنسي مختص بالأنثروبولوجيا.
- روبرت ديسونز (Robert Desnos) 1900-1945: كاتب وصحفي فرنسي وشاعرا متحمسا للسريالية متأثرا بالشاعر بودلير. انضم إلى المقاومة الفرنسية عام 1940. تمكن النازيون من إلقاء القبض عليه وترحيله الى معسكر الاعتقال في مدينة تيريزين (Theresienstadt). مات في عام 1945 على أثر اصابته بالتدرن الرئوي بعد فترة وجيزة من تحريره من معسكر الاعتقال.
- ماكس جاكوب (Max Jacob) 1876-1944: رسام، روائي وشاعر فرنسي.
- خوليو غونزاليس (Julio Gonzalez) 1876- 1942: نحات وواحد من الأوائل، اللذين استعمل المعادن في أعماله الفنية وكان واحد من كبار ممثلي الفن التجريدي وكانت تربطه صداقة متينة مع بابلو بيكاسو، الذي تعلم منه كيفية استعمال المعادن في أعماله الفنية.
- فرانسواز جيلو (Francoise Gilot) 1921 – 2023: رسامة فرنسية ومؤلفة ناجحة ومن أشهر كتبها، الكتاب الذي صدرعام 1964 والذي دونت فيه سيرتها الذاتية وحياتها مع بيكاسو، التي دامت ما يقارب العشرة سنوات (1943-1953).
- براساي (Brassi) 1894 – 1984: كان رسام ومصورا (Fotograf) فرنسي من أصل هكاري.
- مان راي (Man Ray) 1890- 1976كان مصورا، مخرجا ورساما أمريكيا. مان راي هو أحد أهم فناني الدادائية والسريالية، ولكن نظرا لتعقيد عمله، تم تعيينه بشكل عام للحداثة ويعتبر مصدرا مهما للإلهام للتصوير الفوتوغرافي الحديث وتاريخ السينما حتى الفيلم التجريبي. توثق صوره الشخصية العديدة للفنانين المعاصرين ذروة الحياة الثقافية في باريس في عشرينيات القرن العشرين.
- دانيال – هنري كانفايلر (Daniel-Henry Kahnweiler) 1884 مانهايم/ألمانيا- 1979 باريس: كان صاحب معرضا فنيا (Galerist) ومؤرخا للفن ومؤلفا أكاديميا. عُرف بعلاقته الطويلة مع بابلو بيكاسو. اشتهر بكتابه، الذي صدر عام 1920 "الطريق إلى التكعيبية"، الذي ترك أثره على مجمل الحركة الفنية (آراء وأفكار) المعاصرة آنذاك.
- ولد أبل فيليس فينوسا (Apel. Les Fenosa) 1899 – 1988: نحات أسباني ولد في برشلونه، سافر إلى فرنسا بعد رفضه الخدمة العسكرية عام 1920 واستقر في باريس عام 1921 وتعرف فيها على ماكس جاكوب وبابلو بيكاسوا، الذي وقف الى جانبه مشجعا إياه في اعماله الفنية.
***
اعداد وترجمة: قاسم طلاع
...................
خرشوف: Artischocke هكذا عثرت عليها في القاموس.
ملاحظه:
النص المترجم مستل من كتاب " بابلو بيكاسو (سنوات الحرب 1939- 1945)
Pablo Picasso
Kriegsjahre 1939 bis 1945
Kunstsammlung Nordrhein-Westfalen
Deutschland