كتب واصدارات
آشلي وايتيكر: ثماني روايات فكاهية تسخر من معاناة الكتّاب

بقلم: آشلي وايتيكر
ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم
***
هؤلاء المؤلفون لا يترددون في تسليط الضوء على الأجزاء الفوضوية والقاسية من هذه المهنة
***
ليس من شيء أسهل من السخرية من حياة الكتّاب، بما في ذلك طموحاتهم المفرطة، وأنانيتهم الهشة، وطرقهم التأملية. لهذا السبب، هناك وفرة من الروايات الكوميدية التي تكشف عن هذا الصراع المُذل، متتبعة الشخصيات الرئيسية من الكتّاب وهم يحاولون إنتاج "أعمال أدبية مهمة" رغم عيوبهم البشرية الواضحة — الخوف من الفشل والنقد، الإدمانات بمختلف أنواعها، الغيرة من الكتّاب الآخرين، وبالطبع، شعور مدمر بعدم الكفاءة ممزوج برغبة يائسة في الحصول على التقدير من الآخرين.
تتبع روايتي الأولى، عسل تكساس المرّ، جوان ويست، المنحدرة من عائلة ميسورة، والمدمنة على الحبوب، والمتهتكة القادمة من تكساس، التي تتوق قبل كل شيء إلى أن تُرى ويُعترف بها ككاتبة. ومن أجل ذلك، تسعى بيأس إلى إنهاء روايتها التي هجرتها منذ زمن، وهي رواية عن مرحلة النضوج، أو على الأقل أن تنجح في نشر قصة قصيرة في مكان محترم. ورغم أن الرواية تتناول موضوعات أوسع من مجرد الكتابة، فإن جوان تكرّس قدرًا هائلًا من طاقتها الذهنية لهذا الهدف. تحمل دفتر ملاحظاتها معها أينما ذهبت، وتنهب حياتها وحياة من حولها بحثًا عن مادة أدبية مثيرة. ومع ذلك، مثل كثير من الكتّاب الشباب، كانت جوان تفتقر بشدة إلى البوصلة السليمة. فهي تحلم بحفلات توقيع الكتب والجوائز الرفيعة، لكنها تفتقد إلى الانضباط الذي يمكنها من الجلوس بثبات أمام الشاشة البيضاء ومواجهة ذاتها، ولا تملك الصبر الكافي للبقاء مع أفكارها طويلاً بما يكفي لكتابة شيء يمس الحقيقة.
الروايات الثمانية التالية تسخر أيضًا من طموحات الشخصيات الرئيسية الأدبية. كل واحدة من هذه الروايات تتناول كاتبًا في مراحل مهنية مختلفة، يقاتل ضد غروره. أكثر ما يعجبني في هذه الكتب هو حس الفكاهة الذي ينبع من رفض المؤلفين أخذ أنفسهم على محمل الجد. مع أن هذه الروايات ليست جميعها سيرة ذاتية، إلا أنه لا يسع المرء إلا أن يلاحظ فيها لمحة من السخرية الذاتية. يبدو أن هؤلاء الكُتّاب يدعون القراء للضحك على أنفسهم إلى جانب شخصياتهم الرئيسية.
1- العطر والألم بقلم آنا دورن
في هذه الرواية اللاذعة والمضحكة للغاية، تتابع دورن حياة الروائية أستريد داهل، البالغة من العمر 35 عامًا، التي تكافح لكتابة كتابها الرابع. تفتقد أستريد إلى الثقة الساذجة التي كانت تملكها في العشرينيات من عمرها، وتجد نفسها مشلولة بسبب الانتقادات التي تلقتها بعد تصريح غير سياسي خلال فعالية في مكتبة "بارنز أند نوبل". معالجة دورن لغرور أستريد كمؤلفة جاءت بأسلوب ساخر بشكل ممتع ومحرج يمكن للجميع التعاطف معه. وكما تفكر أستريد في البداية: الأشخاص الذين يتمتعون بأنفس متزنة لا يصبحون كُتّابًا؛ بل يصبحون مهندسين.
2- المدرسة القديمة بقلم توبياس وولف
تتبع هذه الرواية شبه الذاتية للكاتب توبياس وولف طالبًا شابًا مغرمًا بالكتب يحصل على منحة دراسية في مدرسة داخلية مرموقة خلال ستينيات القرن الماضي. تدور الرواية حول ثلاث مسابقات كتابة متتالية تنظمها المدرسة للفوز بلقاء شخصي لمدة ساعة مع كُتّاب مشهورين (روبرت فروست، آين راند، وأخيرًا إرنست همنجواي). بطل الرواية الطموح والتنافسي وغير الواثق من نفسه يائس للفوز، ولا يسعك سوى تشجيعه، حتى وهو يتخذ قرارات مشكوك فيها لتحقيق هدفه. ستستمتع بأسلوب وولف السردي البارع وبصيرته الأخلاقية، وستبقى لمشاهدة واحدة من أطرف الانتقادات لآين راند في الأدب المعاصر.
3- الوجه الأصفر بقلم آر. إف. كوانج
تستعرض كاتبة الفانتازيا آر. إف. كوانج مهاراتها في هذا الإثارة الأدبية الساخرة. توجه سهامها إلى صناعة النشر بأكملها، بينما تسخر بحدة من بطلتها، الروائية البيضاء جون هايوارد، التي تدفعها رغبتها اليائسة في النجاح الظاهري إلى سرقة ونشر مخطوطة صديقتها الراحلة تحت اسم عائلي يوحي بأصول صينية. كل صفحة من رواية الوجه الأصفر تقطر بالغيرة والجشع والأنا المتضخمة لجون. النتيجة رواية مشوقة لا يمكن التوقف عن قراءتها، تجمع بين الفكاهة والرعب في آنٍ واحد.
4- ليْس بقلم أندرو شون جرير
في هذه الرواية الساحرة، يقبل آرثر ليس، الكاتب "المهمش" البالغ من العمر 49 عامًا، سلسلة من الدعوات التي كان سيرفضها عادةً. يجوب العالم — من نيويورك إلى المكسيك، وإيطاليا، وألمانيا، واليابان، والهند — هربًا من حضور حفل زفاف حبيبته السابقة أو حتى التواجد معها في نفس المنطقة الزمنية. على مدار رحلته، تذكرنا الرواية بانعدام الأمان المهني لدى آرثر المسكين. إذ يصفه السارد في البداية بأنه "كاتب بلغ من العمر حدًّا لا يسمح له بأن يكون جديدًا، ولا كبر بما يكفي ليُعاد اكتشافه، ولم يجلس قط بجانب شخص في طائرة سمع بكتبه". وعلى الرغم من فشله الظاهري، يصعب ألا تقع في حب آرثر ليس مع نهاية هذه الرواية الرقيقة.
5- كفاحي: الكتاب الخامس بقلم كارل أوفه كناوسجارد
في الجزء الخامس من ملحمته الذاتية المؤثرة، يرصد كناوسجارد بتفاصيل مذهلة إذلالات وطموحات كاتب ناشئ. تغطي الرواية العقد الذي سبق حصوله على أول عقد نشر له بعمر الثامنة والعشرين. وخلال هذا الوقت، نشهد كارل أوفه الشاب وهو يتأرجح بين الثقة الزائدة بالنفس والشك المدمر. النتيجة عمل مضحك ومؤلم في آن. ولا تحتاج إلى قراءة الأجزاء الأربعة السابقة للاستمتاع بهذه الصورة الصادقة والآسرة لكاتب ناشئ.
6- كذبة قيلت لك عن نفسك بقلم بيتر هو ديفيز
في هذه الرواية الذكية والمؤلمة أحيانًا، يواجه أستاذ جامعي وكاتب أسئلة أخلاقية عميقة تتعلق بالزواج والأبوة، بينما يتعامل مع العواقب المؤلمة لعملية إجهاض، وكذلك مع الاحتمال المحتمل لتشخيص إصابة ابنه الصغير بالتوحد. وعلى الرغم من ثقل الموضوعات المطروحة، يضفي ديفيز حسه الفكاهي المميز على القصة، خصوصًا عندما يسخر من انغماس بطله في الهوس المهني أمام واقعه الكئيب:
يأخذ بنصيحتها القديمة، ويكتب عن خسارتهما... ربما تكون هذه فرصته الكبرى، لحظته المنشودة مع مجلة النيويوركر. لا يزال يشعر أن العالم يدين له بشيء.
7- هوس روائي بقلم كايتلين باراش
تتبع هذه الرواية المشوقة التي لا تُقاوم من كايتلين باراش شخصية نعومي، بائعة كتب في نيويورك وكاتبة طموحة، تلجأ إلى تصرفات غير متزنة لجمع مادة لروايتها الأولى — وتحديدًا من خلال مطاردة حبيبة صديقها السابقة. القصة مؤلمة لكنها مشوقة تدفع القارئ للاستمرار. قد تشعر بالخجل طَوال الوقت، لكنني شخصيًا لم أستطع أن أحيد بنظري عن الفوضى التي أحدثتها نعومي في سعيها لإثبات نفسها ككاتبة.
8- وادي الموت بقلم ميليسا برودر
تتبع أحدث روايات ميليسا برودر كاتبةً تسعى للهروب من حزنها الاستباقي عبر رحلة إلى صحراء كاليفورنيا لجمع مادة لقسم "الصحراء" في روايتها الجارية. كانت تخطط لأن تصل شخصيتها الرئيسية هناك إلى لحظة استنارة محورية. ومع ذلك، فإن بطلتها الساخرة والواعية لذاتها تسمح لعيوبها بأن تجرها إلى مواقف خطيرة. تمثل هذه الرواية القصيرة مليسا برودر في أفضل حالاتها؛ فهي قصة بقاء سريالية، ميتاسردية، ومؤثرة في آنٍ معًا.
***
......................
الكاتبة: آشلي وايتيكر/ Ashley Whitaker كاتبة من تكساس. حصلت على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية من برنامج هيلين زيل للكتّاب بجامعة ميشيجان. نُشرت أعمالها في مجلة تين هاوس، كما حصلت على إقامة فنية في مؤسسة راجديل. تعيش حاليًا في أوستن مع زوجها وأطفالهما.