روافد أدبية

أيسر الصندوق: امنية معلقة

في صباحٍ بارد، دخلت جارتنا تحمل معها أخبار الحي، وشيئًا من الفضول في عينيها. التفتت إليّ وسألتني:

– كم عمرك الآن؟

قلت: خمسة وعشرون عامًا.

ابتسمت ثم سألت أمي:

– ألم يتقدّم أحد لخطبتها؟

ردّت أمي بحزن:

– ومن يتقدّم إلينا؟ نعيش بما أجمعه من أعمال يدوية وراتب هزيل، والناس الطيبون يعينوننا بعد رحيل الأب وتركنا في هذا البيت المتهالك.

تمتمت الجارة: "النصيب… لا غير."

تساءلتُ في داخلي: لِمَ تذكرنا دومًا بما نحن فيه؟ نحن نحلم ببيت أوسع، بجدران لا تتصدع مع المطر، بحياة أجمل…

رحلت المرأة، وتركت خلفها أمنية عالقة في صدر أمي.

ومع أول مطر في الشتاء، عادت بخبر: رجل يريد خطبتي، يعد ببيت أفضل وحياة أجمل. ثم أضافت بصوتٍ خافت:

– لكنه فاقد للبصر منذ الصغر، ومع ذلك قادر على الزواج والاحتفاظ بك.

همست أمي لي: "سيمنحنا حياة أكرم."

وافقت، علّ الأقدار تُنصفنا.

بدأ الاتفاق. لكن قبل أن يكتمل العقد، عادت الجارة مرة أخرى، تحمل هذه المرة انكسارا جديدا:

– لن يتم الزواج. سمع أن الفتاة ليست جميلة، فعدل عن الأمر.

رددت الفتاة ما اكثر الاحلام التي نسكنها

***

أيسر الصندوق

في نصوص اليوم