شهادات ومذكرات
إبراهيم الكَلشني.. شاعر صوفي ومؤسس الطريقة الكَلشنية

في نسيج القرن السادس عشر الإسلامي الزاخر بالتصوف، يبرز إبراهيم الكَلشني (940هـ/ 1534م) كشخصيةٍ لامعةٍ، شاعر وعالم ومؤسس لفرع الكَلشني من الطريقة الخلوتية الصوفية. امتدت حياته عبر إمبراطوريات الأق قويونلو والمماليك والعثمانيين، حيث كانت رحلة من الصحوة الروحانية والسعي الفكري والإبداع الثقافي. من مسقط رأسه في ديار بكر إلى مثواه الأخير في مجمع الكَلشني بالقاهرة، شكّل الكَلشني المشهد الديني والأدبي والفني للعالم العثماني. أعمالُه الشعرية باللغات التركية والفارسية والعربية، ومجمع الكَلشني الرائد في القاهرة، عززت إرثه كشخصية روحانيةٍ. وتستعرض هذه المقالة حياة الكَلشني وإسهاماته الروحية والأدبية، وأهمية مجمعه بالقاهرة، والقصائد التي تجسد رؤيته الصوفية.
البداية من ديار بكر
وُلد إبراهيم الكَلشني في ديار بكر (آمد) حوالي عام 1423-1433م في أسرة علمية متميزة. كان والده محمد آمدي فقيهًا بارعًا في الفقه والكلام والمنطق، بينما تنحدر والدته هدية الله من عائلة علمية في عنتاب. على عكس العديد من القادة الصوفيين الذين ربطوا نسبهم بالنبي محمد، ربط الكَلشني نفسه بتراث أتراك الأوغوز القبلي، مدعيًا نسبًا من أوغوز أتا، مما يعكس المشاعر القومية في عصر الأق قويونلو. تيتم في سن الثانية، فتولى عمه السيد علي تربيته وتعليمه المبكر، وهو صوفي له أكثر من 200 مريد.
أظهر الكَلشني تفوقًا روحيًا وفكريًا في سن مبكرة. فكما ذٌكر في كتاب مناقب إبراهيم الكَلشني الذي كتبه محيي الكَلشني ، تلميذ ابنه، أكمل حفظ القرآن في الرابعة من عمره، ودرس النصوص الدينية باللغة التركية، ومضى الليالي المقدسة في الصلاة بحلول العاشرة. في الخامسة عشرة، دفعته رغبته في العلم إلى السفر نحو ما وراء النهر، لكنه أُقنع بالبقاء في تبريز بواسطة القاضي ملا حسن في عهد حاكم الأق قويونلو أوزون حسن. هناك، تابع تعليمًا دقيقًا في المدرسة، وحقق شهرة بسبب علمه الواسع، ممهدًا الطريق لمسلكه الروحي.
الصحوة الروحية ونشأة الكَلشنية
تحولت حياة الكَلشني بشكل حاسم في تبريز عندما التقى بدده عمر روشيني، تلميذ السيد يحيى الشيرواني الخلوتي. أرسله أوزون حسن لدعوة روشيني إلى البلاط، فتأثر الكَلشني بشدة بحضوره، وانضم إلى حلقته، متبعًا ممارسات زهدية صارمة. أدرك روشيني موهبته، فسماه خليفته، ومنحه اسم " الكَلشني" (بمعنى "حديقة الورد" بالفارسية) بعد أن قدم له وردة رمزية. كانت هذه بداية الطريقة الكَلشنية، الفرع الحيوي للطريقة الخلوتية الذي ازدهر في العالم العثماني.
وفي عهد أوزون حسن (1453-1478م)، ارتفع شأن الكَلشني، حيث حصل على لقب "تارخان"، مما سمح له بالوصول المباشر إلى البلاط. تضمنت مهامه الدبلوماسية التفاوض على السلام مع حسين بايقرا في هرات، حيث التقى بالشاعر الصوفي عبد الرحمن جامي، ومعالجة الظلم الذي ارتكبه ابن أوزون حسن، السلطان خليل، في شيراز. استمر نفوذه في عهد السلطان يعقوب (1478-1490م)، الذي قدر إرشاده الروحي وأخذه في حملاته العسكرية. ومع ذلك، أجبرته الاضطرابات السياسية بعد وفاة يعقوب عام 1490م، مع صعود الصفويين بقيادة الشاه إسماعيل، على مغادرة تبريز إلى ديار بكر عام 1502م، حيث بدأ تأليف عمله الشعري الضخم معنوي، مستوحى من مثنوي جلال الدين الرومي.
القاهرة: قلب الكَلشنية
أدت الاضطرابات السياسية في ديار بكر وضغوط الصفويين إلى انتقال الكَلشني إلى مرعش، ثم القدس، وأخيرًا القاهرة حوالي عام 1517م. رحب به السلطان المملوكي قانصوه الغوري، واستقر في زاوية قبة المصطفى بالقرب من القاهرة، ثم في جامع المؤيد، حيث أجرى خلوات روحية وجذب أتباعًا متنوعين. بعد الفتح العثماني لمصر عام 1517م، زاره السلطان سليم الأول، ومنحه أرضًا بجوار جامع المؤيد، حيث بُني مجمع الكَلشني بين عامي 1519 و1524م في حي باب الزويلة.
كان المجمع أول منشأة دينية كبرى بناها العثمانيون في مصر، مزجًا بين العناصر المعمارية المملوكية والابتكار العثماني. يضم مسجدًا، وضريح الكَلشني، وغرفًا للدراويش، وحديقة بها محراب للعبادة، وكان بمثابة الآستانة (المركز الرئيسي) للطريقة الكَلشنية. الضريح، وهو بناء حجري مكعب بقبة مدببة مزينة ببلاط إزنيق من القرن التاسع عشر، هو العنصر الأفضل حفظًا. تميّز تصميمه الفريد بوضع الضريح في وسط فناء بدلاً من إطلالته على الشارع، ووجود أماكن إقامة فوق المسجد، مما ميّزه عن التصاميم المملوكية التقليدية. يقال إن الكَلشني موّل بناءه بعناية إلهية، رافضًا المساعدات الخارجية، وأصبح المجمع مركزًا ثقافيًا يعج بالشعراء والخطاطين والموسيقيين.
زيارة المجمع والتعاون الثقافي
وقد كان لي شرف زيارة التكية في القاهرة القديمة مؤخرًا، لكن لم أتمكن من دخول ضريح الشيخ إبراهيم الكَلشني بسبب أعمال الترميم الجارية. وإنني أعبر عن تقديري العميق للسلطات المصرية والتمويل الأمريكي لإتمام عملية الترميم المهمة. وأود أن أعرب عن اهتمام الحكومة التركية بهذا التراث الثقافي المشترك ورغبتنا في المساهمة بأي شكل ممكن في ترميم وإحياء هذا النصب التذكاري. قد يشمل ذلك في المستقبل تقديم نسخ من أعمال الكَلشني ومخطوطاته وبعض الكتب عن حياته وإرثه المكتوبة بالتركية.
التحديات والانتصارات
جذب نفوذ الكَلشني المتزايد في القاهرة انتباه العثمانيين. في عام 1525م، بعد تمرد الوالي أحمد باشا، استشعر الوزير الأعظم إبراهيم باشا خطراً في الكَلشني، قلقًا من عدد أتباعه وزواج ابنه أحمد خيالي من أميرة مملوكية. استُدعي إلى إسطنبول حوالي عام 1529م، وواجه اتهامات بالخيانة، جزئيًا بسبب تمسكه بفلسفة وحدة الوجود لابن عربي. فازت بلاغته ونزاهته بقلوب علماء مثل شيخ الإسلام كمال باشازاده، وأعجب به السلطان سليمان، الذي أمر بعلاج عينيه واستضاف مأدبة وداع تكريمًا له. رفض كَلشني البقاء في إسطنبول بسبب تقدُم عمره، تاركًا تلميذه حسن ظريفي لمواصلة رسالته، وعاد إلى القاهرة، حيث توفي في 23 أبريل 1534م خلال وباء الطاعون، حيث يقال إنه ضّحى بنفسه من أجل خلاص المدينة.
الإرث الأدبي والشعري
بلغ إنتاج الكَلشني الأدبي أكثر من 75,000 بيت شعري باللغات التركية والفارسية والعربية، يعكس إتقانه للفكر الصوفي والتعبير الشعري. تأثر بالرومي ويونس إمره ونسيمي وابن الفارض، ومزج أعماله بين فكره وفكر التصوف الخلوتي. تشمل أعماله الرئيسية:
- معنوي: مثنوي فارسي يتألف من 40,000 بيت، كتب في ديار بكر، تكريمًا لمثنوي الرومي، أشاد به كمال باشازاده لأسراره الإلهية.
- ديوان شعر باللغة التركية: يحتوي على 1287 قصيدة، يعكس تأثير يونس إمره، محفوظ في مخطوطات بأنقرة وإسطنبول.
- ديوان شعر باللغة الفارسية: يضم 17,000 بيت، يعكس تأثير الرومي، له مخطوطة هامة منذ عام 1525م.
- ديوان باللغة العربية: يحتوي على 5000 بيت باسم القلم خليلي، مستوحى من التائية الكبرى لابن الفارض.
- كنز الجواهر: مجموعة رباعيات فارسية بـ7500 بيت، مرتبة أبجديًا.
- أعمال أخرى: تشمل بندنامة، قدمنامة، سيمورنامة، وچوبان نامه.
غالبًا ما نُظمت أشعاره في تكايا الكَلشني، وقد تعززت بالتقليد الغنيً للموسيقى الدينية مع الطقوس المولوية. وفيما يلي ثلاث قصائد مع ترجماتها العربية:
أولاً: غزل (باللغة التركية)
النص الأصلي:
Bî-vücûdam aşk odı bilsem benüm nem yandurur
Yanuben küllî kül oldum bes dahı nem yandurur
Yandurur gerçi cihânda aşk odı âşıkları
Lik ben âciz kulunı katı muhkem yandurur
Âh idersem bir nefes dünyâyı oda yahuben
Yedi çarhı anun odı cümle derhem yandurur
Nice döysün aşk odınun sûzişine dil revân
Kim anun germiyyeti nâr-ı cehennem yandurur
Şem‘e bir pervâne yansa sûziş-i âvâz ider
Ma‘şûkun sözi meni gör nice ebsem yandurur
Ey ciger derdine dermân isteyen aklun kanı
Onılur mı şol yara kim anı merhem yandurur
Çünki derd imiş devâsı bu yürek yarasınun
Müşfik emsem isteme kim anı emsem yandurur
Rûşenî aşkına yanmışdur ciger dir Gülşenî
Aşk odı pervâne kimi anı her dem yandurur
الترجمة العربية:
لو علمتُ النارَ ما هذا الذي في القلبِ فاضطرمَتْ
قد صرت رمادًا تاماً، فبأيّ شيء بعدُ قد حرقتْ؟
*
لا شك أن نارَ العشقِ في الدنيا تُحرقُ العاشق
لكنها أحرقت هذا العبدُ الضعيفُ بقسوةٍ شدّتْ
*
لو تنفّستُ آهةً، لأضرمتْ نارًا تُفجّرُها
تحرقُ سبعَ السماواتِ، كلُّ ذَرّاتِها اشتعلتْ
*
كيف يصبرُ قلبُ عاشقٍ من نارِ العشق ولهَبِه
وحرارتُها قد فاقتْ نارَ الجحيمِ إذا اشتدتْ؟
*
إنْ احترقَ الفَرَاشُ شوقًا عندَ الشمعةِ كان بأنين الطربْ
وانظرْ إليّ، بكلمةٍ منْ المحبوب صمتا كيف احترقتْ
*
يا منْ يفتّشُ للعليلِ عنِ الدواءِ، فأينَ عقلُكَ؟
أيُداوى الجرحُ ذاكَ إذا كانَ بلسمُهُ احترقْ؟
*
إذْ دواؤُهُ هو داؤُهُ، يا قلبُ لا ترجُ الشفاءْ
فلو لامستُهُ برفقِ شوقٍ فبلطفه احترق
*
يقول الكَلشني إن قلبُ "روشنِي" قد ذابَ في نارِ العشقِ
فالعشق كفراشة في اللهيبِ كلَّ لحظةٍ فيها احترقتْ
ثانياً: غزل (باللغة التركية).
النص الأصلي:
Bana aşkun tarîkını nedür diyüp soran gelsün
Ayah koyanda ol yola başı terkin uran gelsün
Diriyle ölmeyen bilmez nedür aşkun tarîkını
Ölüp aşkıla dirinün düşin görüp yoran gelsün
Bu cân kuşı kanat açar muhabbet mülkine uçar
İkiden birlige kaçar o tayrâna giren gelsün
Şerî‘atla ayah basan tarîkat yolına cândan
Hakîkat yolını sorup yol eriyle varan gelsün
Yedi denizle altı sed geçenler irdi menzile
Geçüben bahr ile berden o menzile iren gelsün
Tarîkat mülkine şer‘ün elifden toğrıdur yolı
Hakîkat iklîmi içre üçini bir gören gelsün
İşidüp Gülşenî sözin muhabbet sırrıdur anlan
Diyende bir kılı yüz kez bu ma‘nîden yaran gelsün
الترجمة العربية:
من سألَ: ما دربُ العشقِ؟ فليأتِني يسعى
وليضعْ رأسَهُ أرضًا إذا خطا المسعى
*
من لم يمتْ بالعشقِ حيًّا، ما درى نهجَه
فليأت بعد أن يمتْ، ثم يحيى، ويدرك
*
إن طائرَ الروحِ إنْ حرّره الهوى طارَ إلى ديارِ المحبة،
فليأت من طار وتلاقى بروح العشق، وكان له هذا اللقاء وصار
*
فليأت منْ مشى بالشريعةِ قدمًا، وسلكَ الطريقَ
ثمَّ سارَ بالحقيقةِ ومع سالكيها ارتقَى وعلا
*
فليأت من خاضَ سبعَ بحارٍ، والجبالَ الست
واجتازَ برًّا وبحرًا، فالمقصدَ بلغَا
*
إن الطريقُ يبدأ بألف خطوة شريعة مستقيمة
فليأت من رأى الحقائق الثلاثة سويا
*
فليصغِ من فهِمَ الأسرارَ في نطق الكَلشني
فليأت من أذاق فهم هذا المانع مئة مرة
ثالثاً: رباعية (باللغة التركية)
النص الأصلي:
Yine ol Yûsuf-ı sâni
Gelür dirler gelür dirler
Güzeller Mısrı sultânı
Gelür dirler gelür dirler
*
Gözüm segrür kulah çınlar
İşidüben gönül inler
Ki cândan sevgülü dilber
Gelür dirler gelür dirler
*
Beni benden alan meyli
Gözümden ahıdan seyli
Gönül Mecnûnına Leylî
Gelür dirler gelür dirler
*
Eger bir dem kalam ansuz
Oluram gûyiyâ cânsuz
O derdi bana dermânsuz
Gelür dirler gelür dirler
*
Niçe bir intizârından
Soraram reh-güzârından
İşidürem çü erenden
Gelür dirler gelür dirler
*
Düşeli araya firkat
Bişürdi bağrumı hasret
Kime sorsam o bî-mürvet
Gelür dirler gelür dirler
*
İşidüp Rûşenî-perver
Gönüller mülkine server
Yetene Gülşenî sorar
Gelür dirler gelür dirler
الترجمة العربية:
يتسألون أعادَ يوسفُ الثاني،
قالوا سيعود حتماً سيعود
سُلطانُ مِصرَ،
جميلُ الحُسنِ، حتماً سيعود
*
إذا نادوا بقدومِه،
رعشتْ أذني ودمعتْ
وأنين روحي من حنينٍ في فؤادي
قالو سيعود حتماً سيعود
*
هو مَن سلبَ الفؤادَ
بنظرةٍ فيها السحرْ
من في شوقِه عيني كفيضِ الدمعِ غَرْ
قالوا سيعود حتماً سيعود
*
قلبي لِعشقِه ليلى، وهو مجنونُ القَدَرْ
يقولونَ سيعود حتماً
إنْ غابَ عني لحظةً
كأني لستُ حياً
*
فهو دواء فيَّ داءٌ
لا دواءَ لهُ،
ولا شِفَاءْ
قالو سيعود حتماً سيعود
*
طيفُهُ مرَّ،
سألتُ الناسَ
عن دربِ اللقاءْ
قالوا سيعود، حتماً سيعود
*
من يومِ الفراق،
نارُ الشوقِ أحرقَتِ الضلوعْ
سألتُ عن قاسي الجَنانِ،
قالوا سيعودُ حتماً سيعود
*
يا عاشقَ النورِ اسمع،
يا مُحبَّ أبصر، "روشنِي" يُنادي،
يسألُ "گُلشني" البصيرْ
عن محبوبِ القلوبِ،
هل أتى؟ قالوا سيعود حتماً سيعود
مجمع الكَلشنية: منارة ثقافية
لم يكن مجمع الكَلشني في القاهرة مجرد مركز ديني، بل مركزًا ثقافيًا نابضًا بالحياة للشعراء والخطاطين والموسيقيين. جذب شخصيات مثل ينيجلي أصولي وحسن سزايي، ورعى أكثر من ثلاثين شاعرًا وخمسة عشر موسيقيًا، كما أشار أولياء جلبي، الذي أشاد بدوره في الحفاظ على الشعر الموسيقي التركي. وتضمنت مراسم الذكر في التكية استخدام الناي والدف والقدوم، مما يعكس الممارسات المولوية، مع نظم أشعار الكَلشني للموسيقى. عكست العمارة المستوحاة من المماليك، ببلاطها المتضافر وتصميم الضريح الفريد في الفناء، مزجًا بين التقاليد العثمانية والمصرية، مدعومًا بأوقاف من المتاجر المحلية.
أثر دائم
يستمر إرث الكَلشني من خلال الطريقة الكَلشنية، التي انتشرت من القاهرة إلى تبريز وإسطنبول والبلقان، فجمعت بين الحياة الروحية والفنية. دمجت عناصر كلٍّ من الخلوتية والمولوية والحروفية لتشكل نهجا تقليديًا صوفيًا فريدًا. أيضاً فإن أشعاره قد أثرت الأدب التركي. يبقى المجمع الكَلشني شاهداً تاريخياً على ذلك الإرث، حيث تلاقى الإيمان والفن والمجتمع. كما يروي مُحبي، حتى بعد وفاته، اعتقد تلاميذه أنه بقي في خلوة روحية، مما يعكس تأثيره العميق. من خلال حياته وأعماله ومجمع الكَلشني، أنار إبراهيم الكَلشني طريق العشق الإلهي والوحدة، تاركًا بصمة لا تُمحى في العالم الإسلامي.
***
صالح موطلو شن
سفير جمهورية تركيا بالقاهرة