نصوص أدبية

عادل الحنظل: أعود الى نخلةٍ أرضَعَتني

قصائر1(10)

قدَماي

لن تعبرا حدودَ الوطن.. معاً

تجنّسَتْ إحداهُما مع الغُرباء

واستأصلوا من الأخرى

كاملَ الجنسية

**

2

ارتَحِلْ، قدرَ ما تشاء

فأنتَ.. لمّا لم تجد في نهايةِ الطَواف

مربَطَ الحَبل

تَمَسّكتَ بالنوايا..

كعابثٍ بالرَمل.

**

3

الصراخُ في داخلي..

بلا صَوت

صَداهُ خلّفَ في جَبهَتي

بضعَةَ خُطوط

يجعَلُها الابتسام..

في غاية ِ الغَباء

**

4

في صراعي معي،

نَزَعتُ أجنحَةَ السِنين

لأخرجَ منتصراَ

بأقلّ النُدوب

راضياَ..

بسُخريةِ الحُفَر

**

5

لا بريقَ في عَينَيها..

لا دموع

كلّ رغبتِها

أن يختَفي الباحثونَ عنها

كسلعةٍ مكسورة

في قمامةِ العُقول

**

6

ناوَلَني كأساً.. كأنّ روحَهُ فيها

يا صاحبي

كفَفتُ عن الثَمالة

لم تعُد أوردَتي تُطيق

لا تصِدّ

هكذا هَمَسَتْ..

جُموعُ الملائكة

**

7

أعودُ مراراً

مراراً..

بلا كلَل

الى نَخلةٍ أرضَعَتني

بلا فِطام

**

8

لم تكفِني الأعوام

لأمخرَ المُحيطَ الذي في داخلي

أخفيتُ أيضا.. جميعَ اكتشافاتي

لأبسطَ الخرائطَ القديمة

في كلّ عيد

**

9

الشمعةُ التي احترَقَتْ لغيري

صنَعتُها..

وحينَ أحترِقْ

سيَرجمونَني..

بما سالَ منّي

**

10

سأعودُ.. حتماً

قلتُها بحُرقَة

بعدَ أن قَضَمتُ آخرَ يومٍ..

في حرّيتي.

**

11

لا تُحدّثيني عن الشَوق

كعشتار..

أخبري قلبَكِ أن يرتدّ.. مثلي

لنحترق

بلا ثعابين.. وتُفّاح

**

12

عندما صارَ الوطنُ سجناً

لم أجدْ سجيناً معي

كان جميعُ الناسِ..

سجّانين

**

13

توقّدتُ كالجَمْر

تحتَ أمطارِ تشرين

حين لامسَ شعرُكِ المُخضَلّ جبهَتي

يدعوني..

الى وليمةِ حُبّ

بلا بلل

**

14

في باب سليمان*

آثارُ أقدامي على ضِفةِ النَهر

الطينُ يحفظُ الذكرى

لكنّهُ ظامئ

رحَلنا عنهُ..

أنا.. والماء

**

15

لستُ جاحداً

ظننتُ أني عرَفتُ ذاتي

بعدَ ارتقاءٍ وهُبوط

ثم اكتشفتُ أخيراً

جَهلي بنفسي

**

د. عادل الحنظل

.......................

1 دأبتُ أن أسمّي نصوصي هذه قصصا قصيرة جداً تماشيا مع ما هو مألوف في هذا النمط من الكتابة الأدبية. لكنني لم أجد في هذا المسمّى ما يعبّر عن أسلوبي الذي أسير عليه، فلا يحوي أي نص على جوهر القصة التي تمتاز بحدث يبدأ وينتهي بصرف النظر عن عديد الكلمات. والنصوص هذه ليست أيضا من الشعر رغم بعض اللمسات هنا وهناك فيما يشبه تركيز الشعر المنثور. لهذا ارتأيت أن أعدل الأسم الى قصائر تعبيرا عن قصر النصوص وتكثيفها بلا إضفاء سمة الشعر أو القصة.

* باب سليمان هي القرية التي ولِدتُ فيها وتقع جنوب مدينة البصرة

في نصوص اليوم