نصوص أدبية
مصطفى علي: ديكُ الفَجْرِ على جَبَلِ صَعْدَة

كديكِ الفجرِ للحُسنى ينادي
على عَربِ الحَواضِرِ والبَوادي
*
يؤذّنُ في رُبى يَمَنِ النشامى
فتنهدمُ القصورُ على النوادي
*
لِإحدى الحُسْنَييْنِ ألا هَلمّوا
فقد وَجَبَ التيمّمُ في العَتادِ
*
كأنّ بلالَ كَبّرَ مستعيدا
مُعلّقةَ الفوارسِ للجِيادِ
*
أَذانَ الحقِّ في أُذُنِ الصحارى
بِحيَّ على الصلاةِ معَ الجِهادِ
*
لكي يقْتصَّ من شرِّ البرايا
سكارى الوهْمِ في أرضِ المَعادِ
*
صدى صوتِ الشهامة أم صهيلٌ
يشقُّ الصمتَ في دُنيا العِبادِ
*
صَهيلٌ للأصائِلِ أم رُعودٌ
لِصولاتِ الخيولِ كما العَوادي
*
(لِيَحْيى) صوتُ من أحيا مراراً
بصَيصَ النارِ في قلبِ الرَمادِ
*
على جَبَلِ الرُماةِ أراهُ يعدوا
(سريعاً) في مقارعةِ الأعادي
*
أبى إلّا الوقوفَ مع اليتامى
قراراً دونَه خرطُ القَتادِ
*
يخطُّ إمامُهُ عهدَ الغيارى
ويسخرُ من سماسرةِ الحِيادِ
*
فصبراً صادقَ الوعْدِ المفدّى
وطوبى للتوهّجِ والعِنادِ
*
فَيا جَبَلاً تَألَّمَ للعَطاشى
سترويكَ الروائحُ والغَوادي
*
أميرَ البحرِ هل للبحرِ معنى
سوى الطوفانِ أو وَجَعِ النفادِ
*
فدى قَدَميْكَ حكّاماً تماهوا
مع الأعداءِ في أقصى البلادِ
***
د. مصطفى علي