نصوص أدبية
محمد المهدي: متى يعود الحنين!

حين تحترق البسمة في شَفَتي،
تَـنْـثال مواسم الحصاد في ذاكرتي،
وأطياف الرفاق تُسرع حثيثة صوب مُهجتي..
بين انسلاخ الأوقات المُتْـرعة على الآتــي،
وانسداد الأفـق عند مُنتهى الأمــل..!!
آه .. كم يلزمنا من عُمُـر كي نستسيغ هذا الألــم
الممتد إلى كل النهايات..
وكم نحتاج من قلم كي نرسم
عَـبرات الحب على جبين هذا الوطن..!!
وطن يسكُنُنا ونسكنه رغم المحن،
ورغم ما تفاعـل فينا من وجع،
ومن جشعٍ ومن وَلـع..
رغم الألم الساكن فينا،
ورغم هذا الجرح الغائر فينا.
نرقُبُ انفلات الأوقـات،
وانصراف العيون الجاحظة إلى ملاحقة الأحداث،
وتَهَـدُّمِ ما تبقى من أطلال،
كانت تُشعل الأشواق فينا،
وتُلهب الحنينَ المتجذر فينا عبرالسنين..
بينما الغيمات تمضي حسيرة حثيثة
صوب الحقول البعيدة،
وصوب الأحـلام البعيدة ..
آه.. كم كان الحلم حُـلُمــا،
وكم كانت الأمنيات حَـبلى بألوان الحياة
وأصوات الحنيـن..
حين كان الصّبية يُعيدون ترتيب الحكايـة
قبل صِيــاح الدّيـك،
وقبل سُكوت شهرزاد عن الكلام..
لكن نور الصباح،
سَـجّـر الأمكنـة واستدرج الساعات الهاربة،
وأَنْــذَر بقدوم ربيع من جوف الهجير،
يُنْضِجُ فينا نـزق الرّيـادة،
وعُـنْفُـوان القـيّـادة والسّيـادة..
ويُرتِّـبُ في دَمنا
مَواسـم الحصاد وطقوس الـولادة.
***
محمد المهدي
المغرب ـ تاوريرت - 18 أبريل 2025