نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: أنت تقصيه وهو يقصيك

أنت تُقصيهِ وهْوَ يُقصيكَ حتّى

جاءَ من يُقصيْ الشّعبَ والأحزابا

*

كم فريقٍ أقصى أخاهُ وأقصا

هُ بقُدسٍ أقصاهُ للكونِ طابا

*

فأتى منْ أقصى البلادِ قصِيٌّ

معْهُ أمسَوا في دارِهمْ أغْرابا

*

يسكنونَ النّسيانَ والدّهرُ أيدٍ

لا تُمدُّ إنْ تُنسَ إلا حِرابا

*

ما لهُم ْمن أمواهِهم غيرُ كدْرٍ

يدفعونَ الشّقا لقاهُ شرابا

*

ومن الأرضِ أينَما ذهَبوا غيـ

ر قبورٍ إنْ تبْدُ نالوا عِقابا

*

ما لهمْ من عهدٍ مضى غيرُ رسمٍ

لا يَزيدُ الغريبَ إلا اغْترابا

*

و مِنَ الآتِ لو أتى غير شكٍّ

مستحيلٍ قبلَ الوقوعِ تُرابا

*

ما لهُمْ في ما قدّسوا غير ركْعا

تٍ بظهرٍ إنْ يعبُروا الأبوابا

*

و مِنَ الذّكرِ والهُدى غير شرحٍ

معْهُ يُمسي الفرعونُ للدّينِ بابا

*

ما لهُمْ من أيّامهِمْ غير سبتٍ

ورجاهُمْ ألّا يطيلَ الغِيابا

*

و مِنَ الصوتِ صمتُهُ دون واهٍ

منهُ يُجري عند القصيِّ اللُّعابا

*

و مِنَ الصّمتِ صوْتهُ شرطَ ألّا

يَسْتفزَّ عندَ القصيِّ ارتِيابا

*

فتقبَّلْ أخاكَ في القدسِ يا ابن الـ

القدسِ في قدسٍ بالتّشَرذُمِ شابا

*

وتَفَهَّمْهُ من يمينٍ أتى أمْ

منْ شمالٍ ما دامَ يرْجو الصَّوابا

*

وتَوَدَّدْهُ مائلًا لعليٍ

كانَ أم للصدّيقِ والْجُمْ عِتابا

*

إنّ قدسًا تزورهُ اليوم ماءً

إنْ توانيْتَ قد تجِدْهُ سَرابا

*

إنّ قدسًا أمسى بلا أُمّةٍ يحـ

تاجُ ذا اليومِ منكَ حتّى التُّرابا

*

إنّ قدسًا من دونهِ أنتَ لن تُصـ

ـبحَ أنتَ يحتاجُ منكَ الجَوابا

***

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم