نصوص أدبية
ليث الصندوق: ألتاريخُ الحي

عبد الكريم قاسم
ألزعيمُ ذو الصوت المرتجف
يُذكّرني ارتجافُهُ بالأعاصير التي تقتلع السقوف
على مدى أربعِ سنواتٍ من حُكمه
كانت أعاصيرُهُ تقتلع قلوبَ مؤيديه
لتلقي بها في الثلج
وتقتلع قلوبَ مناوئيه
لتلقي بها في النار
مرّتْ عقودٌ على خمود الأعاصير
لكن في 14 تموز من كلّ عام
يجتمعُ ذوو القلوبِ المُثلّجةِ بذوي القلوب المحترقة
فيفتحُ الفريقان أزرارَ قمصانهم
ليلمس كل منهم في صدر الآخر
أثرَ الثلج،
أو أثر النار
**
... بتاريخ 8 شباط من كلّ عام
يتوجه الزعيمُ بخطوات مسرعة إلى قاتليه في مبنى الإذاعة
ومن ورائه مؤرّخٌ عجوز
بَلغَ من العمر ثلاثة آلاف عام
يُهرول،
متعثّراً بلحيته الطويلة الفضيّة
وهو يصرخ: يا قاسم انتظرني
أرجوك لا تسرع
أنا لستُ من أصحاب القلوب المُثلّجة،
ولا من أصحاب القلوب المحترقة
لكني أريدُ أن أعرف من أية رَحِمٍ تولدُ الأعاصير؟
***
شعر: ليث الصندوق