نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: من استبعاد محتلٍّ

من استبعاد محتلٍّ

إلى استعباد "أحرارِ"

*

هي الأحوالُ في دارٍ

مقسّمةٍ لأقطارِ

*

قرونٌ قد مضتْ والشّعـ

ـبُ مغتَصَبٌ بأفكارِ

*

حروبٌ لم تقمْ والربُّ

منتصِرٌ بإسكارِ

*

ربوبٌ هُدّمتْ واللا

تُ  ممتنِعٌ بزوّار

*

قصورٌ في السّما والجو

عُ مُكتسِحٌ بأسعارِ

*

علومٌ اُنشِئتْ والجهـ

لُ مُتّبَعٌ بإصرارِ

*

عصورٌ قد تلتْ والزّيـ

رُ مُمتدَحٌ بأشعارِ

*

شموسٌ أشرقتْ والغرْ

بُ مُنتدَبٌ لإعمارِ

*

بلادٌ حُرّرتْ والقد

سُ منتظِرٌ لأقدارِ

*

وتدري القدسُ أنّ الدّا

ءَ ليسَ بداءِ ثُوّارِ

*

و لا هوَ إن تسلْ غربٌ

تغلغلَ عبْر أنصارِ

*

ولا هوَ إن تُعِدْ جيشٌ

لحفظِ سُلالةِ العارِ

*

بأرضِ الدّارِ كرّارٌ

وعند الجار ِكالفارِ

*

ولا هي قلّةٌ أمسوا

بها خدمًا  بأمصارِ

*

ولا هي فرقةٌ عصفتْ

بهم عصفًا كإعصارِ

*

ولا هي أعينُ الحُسّا

د صابتْهُم بأعمارِ

*

وما ذاكَ وما ذا غيـ

رَ تعميةٍ لأبصارِ

*

عن الدّاءِ الذي أمسىْ

اسْمُهمْ ذاتَ اسمِهِ السّاري

*

ويَقسمُهمْ ويطرَحُهمْ

ويضرِبُهمْ كأصفارِ

*

ويُحصيهم ألوفًا حيـ

ن يجمعُهمْ على العارِ

*

وينُسيهم معالِمَهمْ

ويُلحِقُهم بأغيارِ

*

ويُوعدُهم بفردوسٍ

ويرسِلُهم إلى النارِ

*

كراهيةُ الرّدى ولعًا

جرى هوسًا بذي الدّارِ

*

وتدري القدسُ أن لا حلّ

إن تركوا لأقْدارِ

*

فوهْنُ القلبِ ليس يزو

ل دون مرورِ إعْصارِ

*

يعلّمُهم مقاومةَ

الدّنى نسفًا لأسْفارِ

*

يعلّمُهم مُخاللةَ

الرّدى سعيًا إلى الثّارِ

*

إذا اقتبسَ الحياةَ عزيـ

زةً من حيِّها العاري

***

أسامة محمد صالح زامل

 

في نصوص اليوم