آراء
سامي عبد العال: سلة مهملات كولونيالية

ليس للكيانات السياسية إلاَّ أنْ تعتمد على غيرها من كياناتٍ أكبر. ذلك بحكم طبيعتها الهشة القابلة للتمدد أو الانحسار، فالضرورة السياسية من ثمَّ أبعد من الضرورة الوجودية. هي علاقة اقتران الصورة بالأصل مع رسم الخط إلى نهايته. وطالما أنَّ بعض الكيانات ظهرت تاريخياً بطريقة (شاذة)، فستظل مرتهنةً بجوار القوى الأضخم. اسرائيل أبرز الأمثلة الصارخة على التواطؤ الكولونيالي نتيجة(رعايةٍ غربيةٍ) تنصرفُ إلى مصالحها قبل أي شيءٍ. من جانبٍ آخر، يهم القوى الكولونيالية سريان صورتها في مساحةٍ أوسع من الهيمنة. لتواصل الأخيرةُ (الدولة المزيفة) احتذاء النموذج الغربي شاخصاً في التفاصيل وبالغاً ما يُراد له.
تؤدي اسرائيل دوراً كولونيالياً ضمن نظرة الغرب إلى العالم (وبخاصة الغرب الأمريكي). لقد أوجد الغرب اسرائيل كي يُطيل عمره الافتراضي ضماناً لاهدافه الاستراتيجية. ذات لقاء بالأمس القريب، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال استقباله لرئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ، إنه " لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان علينا اختراعها ". Biden: “If there were not an Israel, we would have to invent one”
السؤال الأهم: منْ المتكلم ابتداءً رغم أننا ندركه؟ وإلى منْ يتكلم ونحن نعرفهم؟ ولماذا رأى المتكلم انعدام اسرائيل ثم اختلاقها؟ وبأي منطق تقفز صيغة الجمع (علينا اختراعها) إلى المطلق؟ قال بايدن كذلك: "دعم أمريكا لأمن إسرائيل راسخ، لا يتزعزع، لا أكثر ولا أقل" America’s support for Israel’s security is unshakeable, period. Period, period, ، مشيرًا إلى التزام الرئيس باراك أوباما من قبله تجاه إسرائيل وعلاقاته الطويلة والعميقة معها. وبدوره تمتد علاقات جو بايدن مع الكيان الصهيوني من زيارته إلى القدس للقاء رئيسة الوزراء آنذاك، غولدا مائير، عندما كان عضوًا جديدًا في مجلس الشيوخ، إلى الساعات التي قضاها في لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخراً".
لم يتكلم بايدن بلسان الفرد، لكنه تكلم في سياق تراث ضخم، وعلى خلفية خطط وسياسات طويلة الأمد واستناداً إلى رصيد المناورات والحروب والتواطئات الكبرى. ظاهرياً أرجع العجوز الامريكي موقفه الاستعماري إلى" القيم والمبادئ المشتركة" بين البلدين. ولكنه ربط ضمنياً بين التزام دولته تجاه إسرائيل "والقيم المسيحية" التي حملها عن أبويه، مشيراً بذلك إلى العلاقة البنيوية بين المسيحية الإنجيلية الأصولية، أو المسيحية الصهيونية وقيام إسرائيل.
إن التزام الغرب تجاه اسرائيل هو التزام لاهوتي سياسي. وتشكّل ضمن موقف برجماتي لصناعة النماذج البديلة واستعمال كولونيالي لكيانات مختلقة هنا أو هناك. وتلك المرحلة خطوة وظيفية في تاريخ الغرب تحت أقبية الحداثة ولاهوت الحروب. ليس الحرب واللاهوت على طرفي نقيض، لكنهما يتشابكان في رأس أمريكي واحد، أو عبر أعلى قوة فوق خريطة العالم. ومن ثمَّ، ليس متصوراً أن يكون تاريخ الاستعمار إلاَّ خلق نماذج بديلة. الاستغلال هو سيد الموقف. مستعمرات تُفرّغ النموذج الغربي من مكانه لمصلحة مكان آخر. ويستمد المكان البديل السمات نفسها والآليات وأساليب التواجد وأطر العمل العام. أنْ تصبح كولونيالياً يعني أن تتصرف بنموذج سابق على وجودك وتتضخم استناداً إليه كما لو أنك هو. وقد تمَّ تطبيقه على السكان الأصليين شاءوا أم أبوا. ولا تعد اسرائيل غير هذا التبديل الذي يتمدد على الأرض كالثعبان، طالما أن المرجعية تبدي دعماً واتساقاً مع ما تقوم به.
وليس هذا فقط، بل قال بايدن بصفته الرئاسية لا الشخصية إنّه ليس يهودياً، ولكنه صهيوني. أنْ يتصهين رئيس أمريكي لا تكون الخطوة بلوناً اعلامياً، لكنه يحتذي سابقيه من الرؤساء راسماً الطريق أمام تابعيه. في التاريخ لا تهبط الصهيونية من أعلى إلى أسفل، بل تنشب مخالبها كحيوان فقد توجهاته، وتزحف مثل نبات متسلق عبر حاشية العقائد والأفكار المتداولة. وعلى المنوال نفسه سار دونالد ترامب، حيث كان أكثر حرصاً من الاسرائيليين على تدعيم سلة المهملات الاقليمية.
من السهولة بمكان لاسرائيل أن تمتص روائح ونفايات أمريكا والغرب، وأن تعيد انتاجها بصورة أكثر بشاعةً. وهي عملية كبيرة من إعادة التدوير، خدمة جيوسياسية للغرب المتوحش حيث لا تخلو المنطقة من فضلات أمريكا سياسياً واقتصادياً. من بإمكانه أنْ يدفن (يفلتر) هذه الفضلات؟ ولذلك ليست العبارات الواردة على ألسنة الرؤساء الامريكان ولا الأوربيين مصادفة لغوية ولا ذلة لسان تلقائية، ولكنها ضمن خرائط سلال المهملات الكولونيالية.
لم يكن ممكناً تجنب البعد الاستراتيجي والأخروي في المسألة الاسرائيلية. اسرائيل (سلطة ضخمة) امتثالاً لسلطة الغرب الذي يتوسع في ممارساته الكولونيالية. ليست اسرائيل دولة بالمعنى الحداثي المعروف، ولكنها غطاء رديف. نوع من الأقنعة السياسية لمنظومة تقع مركزيتها في مكان مغاير. الجسد والآلة في الشرق الأوسط، ولكن النخاع يبعد آلاف الكيلو مترات عن حركة الاحداث.
ثمة لعبتان تُفسران الاحتذاء الاسرائيلي لمركزية الغرب:
أولاً: لعبة الانطلاق:
يحرص الغرب على وجود اسرائيل كحتمية سياسية لوجوده. أي حين تُوجد مركزية غربية، توجد بالتالي بدائل معبرة عنها، ارتباط العلة بالمعلول. خصائص أي فائض قوة أنْ تخرج هذه القوة إلى فضاءات أخرى، وأن تتجاوز حدودها الجيوسياسية. لا يُفصح الفائض العنيف عن نواياه مباشرة، نظراً للاختباء في التفاصيل والتواري عبر الصور المتباينة. بهذا المعنى، كانت اسرائيل مهمة في تلك المراحل تكويناً واستيطاناً بالنسبة للقوى العالمية. الغرب الأوروبي هو الصورة المبدئية التي شكلت انطلاقة حداثية كولونيالية لاحتلال العالم. حيث ارتد إلى ذاته ملخصاً العالم في تكوينه لا غير، فلا يسمع الغرب ولا يري ولا يختلف إلاّ مقارنة بتاريخه دون الاعتراف بأية ذوات أخرى.
انفجرت مفاهيم الذات والعقلانية والتكنولوجيا والارادة العامة والدولة في أشكال امبراطورية خارج أوروبا. وطالما كانت المركزية الأوربية حاكمة لهذا النمط من الانفجار، فكان لا بد لكل مركزية أن تحرص على الملحقات التابعة لها. بل المركزية بطبيعتها لا تكون كذلك دون عمليات متواصلة من الالتحاق وإلاَّ لما سميت كذلك.
اللافت أنَّ أية مركزية نضجت- إلى هذه الدرجة- تمارس عنفاً على عناصرها المكونة. حيث نشأت المسألة اليهودية ضمن هذا المناخ، وهي ظلال الاضطهاد الثقافي ليهود أوروبا سواء سراً أم علانية. باتت اليهودية سؤالاً يحتاج إلى إجابة وسط مجتمعات لفظتها على اطراف المدن وبين الأزقة ونواصي القرى والأرياف. وتبادل اليهود مع ذلك الوضع بالانعزال في الجيتوهات والانشغال بأعمال هامشية.
مع زيادة قبضة المركزية، زادت القبضة احكاماً على اليهود، وتكلم أشهر الفلاسفة كارل ماركس وجان بول سارتر وليفي شتراوس عن تلك المسألة التي تضع أوروباً موضع مراجعة ونقد. كيف لمجتمعات تدّعي الحداثة ثم تظهر فئات لا تتمتع بتلك السمات ولا تجد حياة من النمط الحديث؟ لقد تم انتاج الكراهية إزاء اليهود طوال الوقت، ولكن الأخطر أن ترسبت الكراهية في هوامش المركزية الأوربية، كي تحل المسألة اليهودية على حساب أية قومية أخرى. كان منطقياً أنْ ترّحل أوروبا اليهود خارج حدودها في مكان يلبي الاحلام ويداعب الخيال الجيوسياسي لذهنيات كولونيالية بالثقافة والتاريخ.
إذن.. على الغرب أن يمارس نوعاً من الازاحة لليهود خارج أوروبا، لامتصاص فائض القوة الذي يتأجج داخله وكذلك للتنفيس عن مكبوتاته. إن وجود اسرائيل بهذا المخزون التاريخي، وبهذه الوضعية العابرة للجيوسياسات كان سلة مهملات بمعناها السيكولوجي والاستراتيجي. المعنى السيكولوجي، لأنَّ كل مجتمعات أوروبا لابد أنْ تبدو مجتمعات حداثية ومتطورة أمام أجيالها بينما وضع اليهود دال على عكس ذلك. كل ما فعله الغرب من دعم لاسرائيل ورعاية كاملة لمقدراتها إنما يلعب دور التنفيس عن المكبوتات التاريخية. إنه تكفير سياسي عما وجد في تاريخ الغرب الممتد. انطلاقاً من اليونان مروراً بأوروبا العصور الوسطى وأوروبا الحديثة لم يكف الغرب عن الهوس بضحايا جُدد. لأنَّ أية مركزية كي تواصل فكرتها لابد أن تحرق ما تواجهه.
ولكن إذا كان النموذج الغربي كولونيالياً بالتكوين، فقانون الإزاحة يخضع للإطار نفسه. حتى أنَّ الغرب يتعامل في كافة المؤسسات الدولية والإنسانية والاقتصادية بمنطق الإزاحة. معبراً عن نزعة كولونيالية لم تندمل جراحها، لقد جُرحت نرجسياً، فكانت اسرائيل وكانت التدخلات الرئيسة في كل قارات العالم. وهذا يفسر: لماذا يتدخل الغرب في الأحداث الدولية بنوع من الوصاية؟ الوصاية حرص نابع من تكوين ايديولوجي بأنَّ الآخر تحت السيطرة طوال الوقت و بأن هناك إمكانية للتأثير فيه.
تحولت اسرائيل إلى (خرقة كولونيالية) مهترئة فات أوانها، تمزقت وتعفنت في شجرة دوليةٍ لم تعُد كما كانت وتنتظر استئصالها من قت إلى آخر. اسرائيل هي التكوين المتأخر جداً لانهيار الهيمنة الغربية بعدما فقدت صلاحيتها الكونية. ولكن مثلما هو الحال مع أية خرقة بالية يجب ألا تشد قوامها لكيلا تتمزق تماماً ولابد أنْ تمسح كافة الطاولات السياسية حتى تستنفد أغراضها الغربية. اسرائيل محرقة جديدة لكل القيم الحداثية التي باتت مسممة بفضل الاستخدام السياسي غير الآدمي. مكتوب عليها ضارة جداً بحياة البشر، إنها قنطرة الموت المؤدية إلى الجحيم.. هكذا بدت أطلال غزة أكثر تجليات الجحيم الكولونيالي الراهن.
لننظر مرة أخرى إلى ما فعلته اسرائيل بفلسطين عموماً، إنها مرحلة ظلام البشرية، انهيار كل القيم والمبادئ الإنسانية. تجسد وحشية القيم الغربية التي تحمل رايات الموت إلى أي مكان. الوجه الآخر لتراث العنف المختزن في التاريخ والجغرافيا تحت أقدام الغرب الحداثي. ربما ليست غزة تحديداً هي المقصودة إذا ما اعتبرناها نزعة كولونيالية قميئة، لأنها لا تحترم انساناً ولا حقوقاً. ومن سلة المهملات تلك، تخرج جثة النموذج الأمريكي في الشرق الأوسط. وهي جثة مازالت على قيد الحياة للأسف مثل كائنات الزمبي ومصاصي الدماء.
يتصور دونالد ترامب أنه يمارس قوته الخشنة في تلك المنطقة المنكوبة من العالم، لكنه يمارس خراب النموذج الغربي الكولونيالي. كثيراً ما يتكلم الأخير عن اعمار غزة، وأنها ستكون ريفيرا الشرق. ولكن أيَّة ريفيرا إذا كانت سُتشيد فوق انقاض إنسانية الإنسان الفلسطيني؟!! أية ريفيراً إذا كانت ستتأسس على مقبرة جماعية لشعب باحث عن الحرية؟ وأي اعمار إن كان منتصباً فوق جوع لا نهاية له؟ إن مدينة غزة في التصور الأمريكي نُصب تذكاري لدمار غزة وانهاء حياة آلاف البشر دون جريرةٍ إلاَّ بسبب تبعات الاحتلال المجرم. التضامن التاريخي بين مركزية النموذج وألاعيب التابع المجرم.
ثانياً: لعبة العودة:
لعبة مراوحة اسرائيل لنموذجها الغربي والاقتران به اقتران الابن بالأب. أي هيكل (البَوُّ) في الثقافة العربية. " البَوّ" هو جلد ولد الناقة بعد سلخه وحشوه بالقش والتبن. ويستخدم كدمية تُقرّب لأمه لتستمر في إدرار الحليب. اسرائيل تستثمر تلك المكانة بالنسبة لأمريكا بحكم كونها من (الجلد الكولونيالي) نفسه. وتضع وجودها رهن الاستفادة من الغرب على خلفية كافة الأحداث السياسية وغير السياسية. تؤدي وظيفة (المبتز الأقليمي) لاستجلاب الاعانات والصفقات الاقتصادية. في جميع حروب المنطقة، كانت اسرائيل الرابح الأكبر، سواء في بداية نشوبها أم في نهايتها. دائما تطلب صفقات جراء التعويض عن أحداث المنطقة العربية وتأخذ المقابل أكثر مما تطلب.
وتباعاً اعتبر الغرب اسرائيل " دولة ترانزيت " سلاماً وصراعاً. ولاسيما أنها أجادت هذا الدور الوظيفي طوال تاريخها. العقول الصغيرة من الفلاسفة والمفكرين والأدباء يمرون عليها لاعتماد انفسهم لدى المؤسسات الدولية لنيل مكانة أكبر. والقادة الاقليميون الذين يتطلعون إلى مزيد من رضا الغرب يأخذون موافقة اسرائيل للغرض نفسه. وتستقطب الأخيرة تلك المؤسسات للاعتراف بهم، وهي في الأساس تستغل سلطتها الدولية في التهام أراضي وحقوق الشعوب العربية. اشتغلت دولة الاحتلال ككلب حراسة على اتساع المنطقة جيوسياسياً. تحرس السياسات الأمريكية وتهدد مصالح اعدائها وتقدم معلومات استخباراتية واسعة حول دول المنطقة!!
من حين لآخر، تقوم اسرائيل بالرضاعة الاقتصادية من اثداء الغرب والشرق. قال أحد السياسيين الصهاينة إنه على الدول العربية مساعدتنا في اعادة اعمار المدن التي ضربتها ايران في التراشق الأخير. والاحتمال الأكبر أن دولاً عربية قد قدمت معونات ضخمة لكيان الاحتلال مع خسائره الكبيرة. واعلن آخرون من الصهاينة بكون العرب يتمتعوا بثروات هائلة تحت الأرض وأن اسرائيل تطالب بجزء من تلك الثروات.
ولا يخفى على القارئ كون "دولة البَوّ" تحلب ثروات الغرب أيضاً، فهي الدولة الأولى عالمياً في تلقي الأموال والأسلحة والمساعدات من الولايات المتحدة. فرغم الازمات الاقتصادية التي كادت تمحو سيادة بعض الدول، إلا أن تدفق المساعدات لا ينقطع عن الكيان الاسرائيلي. وهذا سبب توحش الاحتلال المجرم، لكون الخسائر ليست شيئاً مهماً بجانب أموال الغرب. كما أنّ دور البو يجعل اسرائيل تجيد اقتناص الفرص. حتى حجم الاستثمارات والتجارة العربية مع كيان الاحتلال أمر لا يخفى. لأنه حامل المفاتيح المقدسة لصانعي قرارات الغرب الأوروبي والأمريكي. ويجب ألّا ننخدع، فاختلاف وجهات النظر بين قيادات أوروبا واسرائيل ليس اختلاف وجود، ولكنه اختلاف أهداف تلتقي في النهاية. ما تريده اسرائيل بالصراع والحرب، يريده قادة أوروبا بالاستراتيجية والقوى الناعمة.
ستظل اسرائيل تتقمص " استعارة البَوّ " دون حدود، متى كانت ثمة مصالح للغرب في مناطق الصراع والاقتصاد والهيمنة. وتتقن الأدوار بحرفية سياسية عالية. وعندما تخرج الاستعارة إلى البشر، سنرى هذا الدمار البشع والقيامة الأرضية قبل أوانها. لأنَّ كل استعارة ترى في موضوعها موتاً محققاً. فالاستعارة السياسية هي الصورة البديلة التي لا تُفضل انكشافاً. وحينما تنكشف، ستبدو الحرب هي الوضع المكرس. ولذلك لن تجدي عبارات التهدئة ولا مناشدات السلام التي تطرحها بعض الدول بين اسرائيل والفلسطينيين عن استحياء. فإسرائيل بمثابة استعارة الموت المنطلقة منذ زمن، فكل مولود سيحل محل الأب في لحظات تاريخية ما (أي اسرائيل محل الغرب). وهذا ما يفسر هوس االكيان الصهيوني المجرم بأعمال الإبادة الجماعية. لأن الفلسطينيين وحدهم من يتعاملون مع البوّ بوجهه العاري ولا يجد الأخير مهرباً من الافتضاح والانكشاف. إن فعل الموت هو فعل اجرامي لكونه استعارة معبرة عن نوايا الأصل الكولونيالي.
***
د. سامي عبد العال