قضايا

حسن عجمي: الإنسانوية السوبر خلاّقة

من منطلق المنهج التحليلي السوبر خلاّق، الإنسانوية السوبر خلاّقة = إنتاج وحدة البشر والمعارف والوجود × إنتاج كلّ أنماط الحضارة والمعرفة والإبداع والعدالة الممكنة. هذه العدالة سوبر خلاّقة لأنها فعّالة في عمليات الإنتاج كفعّاليتها في إنتاج وحدة البشر والوجود وفعّاليتها في إنتاج كلّ أنماط الحضارة. من فضائل الإنسانوية السوبر خلاّقة فضيلة نجاحها في التعبير عن أهمية الوجود الإنساني. فبما أنَّ الإنسانوية السوبر خلاّقة = إنتاج وحدة البشر والمعارف والوجود × إنتاج كلّ أنماط الحضارة والمعرفة والإبداع والعدالة الممكنة، إذن تتضمن الإنسانوية السوبر خلاّقة أنَّ إنسانوية الإنسان كامنة في إنتاجاته السابقة مما يجعل الإنسان ذا أهمية من جراء إنتاجاته السابقة كإنتاج الحضارة والمعرفة والإبداع والعدالة. بكلامٍ آخر، أهمية الوجود الإنساني كامنة في أنه سوبر خلاّق بفضل فعّاليته في إنتاج تلك الإنتاجات السابقة كإنتاج الحضارة والمعرفة والعدالة.

تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في ضمان السلام العالمي الذي يُعتبَر ركناً أساسياً من أركان الإنسانوية الحقة. فبما أنَّ من مكوِّنات الإنسانوية السوبر خلاّقة إنتاج وحدة البشر والمعارف والوجود بينما وحدة البشر ليست سوى أنَّ كلّ البشر يشكِّلون إنساناً واحداً لا يتجزأ، إذن تؤدي الإنسانوية السوبر خلاّقة إلى السلام العالمي من خلال اعتبار أنَّ كلّ البشر ليسوا سوى إنسان واحد غير قابل للتجزئة فهذا الاعتبار يُحتِّم قبول الآخر مما يضمن سيادة السلام. وهذا النجاح في ضمان السلام العالمي دليل على أنَّ الإنسانوية السوبر خلاّقة هي الإنسانوية الحقة.

كما تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في ضمان العيش بانسجام مع الطبيعة الذي يُعتبَر ركناً جوهرياً من أركان الإنسانوية الحقة. فبما أنَّ من مكوِّنات الإنسانوية السوبر خلاّقة إنتاج وحدة البشر والمعارف والوجود بينما وحدة الوجود ليست سوى أنَّ كلّ الكائنات تشكِّل كينونة واحدة غير متجزئة، إذن الإنسانوية السوبر خلاّقة تؤدي إلى العيش بانسجام مع الطبيعة وكلّ كائناتها (كالحفاظ عليها وتطوير وجودها بما يناسب استمرارية بقائها وبقاء الإنسان وتطوّره) وإلا لن تتحقق وحدة الوجود. هكذا تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في ضمان العيش بانسجام مع الطبيعة مما يدلّ مجدّداً على أنَّ الإنسانوية السوبر خلاّقة هي الإنسانوية الحقة.

من المنطلق نفسه، تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في التعبير عن أنَّ المسؤولية ركن أساسي من أركان الإنسانوية. فبما أنَّ من مكوِّنات الإنسانوية السوبر خلاّقة إنتاج وحدة البشر الكامنة في أنَّ كلّ البشر يشكِّلون إنساناً واحداً غير منفصل وإنتاج وحدة الوجود الكامنة في أنَّ كلّ كائنات الطبيعة تشكِّل كينونة واحدة غير متجزئة، إذن نحن مسؤولون عن الحفاظ على الطبيعة والآخرين واستدامة بقاء كلّ الكائنات وتطوّرها تماماً كما نحن مسؤولون عن ذواتنا من جراء أنَّ كلّ الكائنات وكلّ البشر كينونة واحدة غير منفصلة. هكذا تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في التعبير عن أنَّ المسؤولية ركن أساسي من أركان الإنسانوية.

بالإضافة إلى ذلك، تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في التعبير عن أنَّ الحرية والمساواة والتطوّر من أركان الإنسانوية أيضاً. فعلماً بأنَّ من مكوِّنات الإنسانوية السوبر خلاّقة أنها إنتاج كلّ أنماط العدالة الممكنة بينما العدالة كحرية ومساواة (كالمساواة الاقتصادية والاجتماعية) والعدالة كسيادة السلام والعدالة كتطوّر كلّ فرد اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً هي من أنماط العدالة الممكنة، إذن الإنسانوية السوبر خلاّقة تتضمن سيادة الحريات والمساواة والسلام والتطوّر. من هنا، تنجح الإنسانوية السوبر خلاّقة في التعبير عن أنَّ الإنسانوية كامنة في احترام الحريات والمساواة وتحقيق السلام والتطوّر في آن مما يشير إلى أنها الإنسانوية الحقة.

من الممكن التعبير عن الإنسانوية السوبر خلاّقة بِطُرُق متعدّدة منها أنَّ الإنسانوية السوبر خلاّقة = إنتاج الوحدة × إنتاج الاختلاف. فبما أنَّ الإنسانوية السوبر خلاّقة = إنتاج وحدة البشر والمعارف والوجود × إنتاج كلّ أنماط الحضارة والمعرفة والإبداع والعدالة الممكنة بينما إنتاج وحدة البشر والمعارف والوجود إنتاج للوحدة وإنتاج كلّ أنماط الحضارة والمعرفة والإبداع والعدالة الممكنة إنتاج للتنوّع والاختلاف الحضاري والثقافي، إذن الإنسانوية السوبر خلاّقة = إنتاج للوحدة × إنتاج للاختلاف. ومن خلال إنتاج الوحدة، يتحقق السلام على ضوء أنَّ كلّ الكائنات تشكِّل كينونة واحدة لا تتجزأ. ومن خلال إنتاج الاختلاف، تتحقق التعدّدية الاجتماعية والثقافية التي تعزِّز سيادة الحرية. هكذا الإنسانوية السوبر خلاّقة صيرورة بناء الوحدة والاختلاف معاً مما يمكّنها من تحقيق أركان الإنسانوية الحقة كتحقيق السلام والحرية.

***

حسن عجمي

 

في المثقف اليوم