قضايا
محمد عبده: من عقلانيّة الإمامة إلى حكمة العارفين (1)

(1) مقام الإمامة: الوصول إلى مقام الإمامة ليس سهلاً، ولا هو بالمتاح لأهل العزائم والقدرات؛ فهم فيما بينهم قد يتميزون، بيد أنهم مهما تميزوا وامتازوا على غيرهم من الناس لن يصلوا إلى مقام الإمامة جملة وتفصيلاً؛ فهذا المقام العلوي الأكرم، لن ينال بمجرّد الامتياز وكفى، ولا بمجرد الكفاءة والاكتساب، ولكنه ينال .. فكيف ينال؟
إنه لينالُ بمواهب التوفيق، حتى إذا ما فقدنا مع وجود الامتياز والكفاءة والاكتساب مواهب التوفيق فقدنا تباعاً مقام الإمامة. وإذا اقتصرنا على مواهب التوفيق فقط مجرّدة عن جهود الكفاءة والاكتساب وعلامات التفرد والامتياز لم يصبح مقام الإمامة خاصاً بالإفراد العاديين، بل هو مخصوص بالأنبياء وما دونهم من الأولياء. وهذه ممّا لا ريب فيه ليست درجة تتوافر في كل الناس، بمقدار خصوصها لنوع من البشر اصطفاهم الله لرسالته ثم عصمهم (الأنبياء)، أو تولاهم برعايته وعنايته ثم حفظهم (الأولياء).
ولستُ أعنى هاهنا أن الأنبياء محرومون من جهود الكفاءة وقدرات الاكتساب وعلامات التفرُّد والامتياز من الوجهة الإنسانية خاصّة وخالصة؛ وإنما أعني فقط أن علومهم ومباعث سلوكهم محاطة بمواهب التوفيق الإلهي وبالعناية الرَّبانيَّة إحاطة تامة وشاملة شاءها الله لهم كيفما شاء وحيثما شاء. في حين قد تعتمد "الإمامة" جهود الكفاءة وقدرات الاكتساب بدايةً وقبل كل شيء استعداداَ خالصاً، وعقلانية مثمرة ونافعة، وهى مع ذلك لا تخلو من فيض الموهبة وعطاءات التوفيق.
لكن النسبة هنا جزئية متفاوتة، بينما النسبة هناك في حالة الأنبياء أو ما دونهم من الأولياء كلية عامة مغمورة في جملتها بالفضل الإلهي على دَيْدَنِ الاصطفاء.
فإذا كان مقام "النبوَّة" مخصوصاً بالرعاية الإلهية الاصطفائية: في التربية والتأديب، والوحي، والتلقين، والتبليغ، وهو في الوقت نفسه محاط ُبمواهب التوفيق في جميع أركانه الوجودية؛ فمقام "الإمامة"، مقام العقلانيّة، قريب من هذا المقام: من حيث خصوصية الموهبة وخصوصية التوفيق الإلهيين، وكلاهما "الموهبة" و"التوفيق" يستقيان من معدن الفضل الإلهي وفيض القدرة، ولكن بدرجات متفاوتة، وبنسب واعتبارات متباينة يعلمها الله وحده دوناً عن سواه.
أمّا عنايتُنا نحن بمقام "الإمامة"؛ مقام العقل والمعرفة، هنا، فعناية مقصورة على ما فيه من امتزاج الخصائص الإنسانية العليا في: التربية، وفي الأدب، وفي التفكير، وفي المنهج والتبليغ؛ بخصوصية التوفيق الإلهي حتى لا تكاد تفصل في شخص الإمام بين الموهبة الإلهية وعطاءات الفضل الإلهي من جهة، وبين الخصال الإنسانية مجتمعة في أصل عنصرها الرفيع من جهة ثانية.
وشيخنا الأستاذ الإمام "محمد عبده" (1849-1905) الذي توفاه الله وعمره لم يتجاوز الثانية والخمسين، مصباح أضاء في عالم الفضل والأدب والعلم، ملأ الدنيا وشغل الناس لمّا اجتمعت فيه الصفتان: صفة الإمامة، وصفة الحكمة، وبقى في العقول والقلوب، ولا يزال باقياً ما دامت هنالك قيمٌ فيهما باقية: أخلص للفكر إخلاص الصادقين، ونصر الإسلام نصرة المجاهدين، وأحب أن يرى دينَ الله متجسداً في الناس سلوكاً وحياة، ينبعث من القلوب والضمائر لا من الألسنة والحناجر؛ فليس الدين لديه مجرد ألفاظ تلوكها الألسنة لا تتجاوز في الغالب أشداق العباد ولا تدل ـ إنْ هى دَلَّتْ ـ عليها حركة الحياة، ولكنه انبعاث ضمائر تتصل بالله في السرِّ والعلن، وفى الخفاء والظهور: الدينٌ معاملةٌ وحياة.
ملأ الدنيا شرقاً وغرباً، وتفاخر به الأوربيون قبل العرب؛ فصادقوه حين وجدوا عنده من وفير الصدق وشديد الإخلاص ما من شـأنه أن يعينهم على نشدان الحقيقة يعرفونها، فيطلبونها فيما تجسُّدت أو كادت في طلاّبها والقادرين عليها؛ لأنه كان ـ طيَّبَ الله ثراه ـ "رجل حقيقة" غير منازع، يحب الحقيقة في الإنسان على التعميم أياً كان وأينما كان بلا تفرقة ولا تخصيص.
وحب الحقيقة هذا علامة صادقة على إخلاص المفكر لقضيته.
رأيتُ بنفسي رسالات متبادلة بينه وبين الأديب الروسي "تولستوي" وقرأتها، فشغفتُ إذ ذاك بتقدير الأجانب لهذا الفيلسوف الحكيم، إنهم يطلقون عليه "الفيلسوف الحكيم"، الفيلسوف الحكيم، هكذا على الإطلاق. وبكل ما تحمله الكلمة من ظلال فلسفية خالصة؛ فإذا كان لقب "الأستاذ الإمام" هو اللقب الذي أطلقه لأوّل مرة تلميذه وصديقه وأقرب الناس إليه في عامة أمره وخاصّته، السيد رشيد رضا منشئ "المنار" على الشيخ محمد عبده؛ فلقب "الفيلسوف الحكيم" هو اللقب الذي أطلقه عليه الأديب الروسي "تولستوي".
والعقل الغربي حين يُطلق هذه الكلمة على أحد لا يُطلقها جُزَافاً ولا اعتباطاً ولكنه يطلقها عن "وعى" بما يقول؛ فمحبة الشيخ محمد عبده للحكمة وللفلسفة جعلت منه على امتداد الاهتمام بعطايا النظر والتفكير، إنْ في تأملات الحكماء أو في تصورات الفلاسفة، فيلسوفاً وحكيماً على الحقيقة. ولم تكن هذه الحكمة نظرية عقلانية مجردة وكفى، ولكنها جمعت بين مقام الإمامة وحكمة العارفين المتجردين للعمل النافع الباقي ولكل قيمة دائمة يسمو بها الفضل ويرقى بمقتضاها الوجود الروحي في الإنسان على التعميم.
لم تكن حكمة الأستاذ الإمام تتجرد عن العمل النافع، ولكنها تنزع إلى التربية والإصلاح والتطبيق العملي المباشر، وكأنما تجسدت فيه روح كبيرة ملآنة على التحقيق بميراث النبوة.
هذا الاهتمام ينطلق لديه من تقدير الحقيقة؛ لأنه على الحقيقة "رجل الحقيقة" غير منازع، ولا ينطلق من فراغ المقلِّدين مجرَّد التقليد الذي لا يسمو قيد أنملة إلى رُقي النظر أو رُقي العمل سواء بسواء.
العقل الغربي الذي مثَّله طائفة من المستشرقين وبعض السياسيين والباحثين الأوروبيين، سواء منهم الذين كتبوا عن الشيخ محمد عبده بالتفصيل أو أشار إليهم هو في ردوده عليهم، أو كتبوا عنه في إيجاز وبإعجاب تارة، أو بدفع شُبُهات لها مساسٌ بالإسلام وعقائده أوردها عنهم هو في تعليقاته ومناقشاته لهم تارة أخرى.
أقول؛ هذا العقل الغربي الذي مثله "ماكس هُرْتن " و"شارل آدمز" و"شاخت" و"جولد تسيهر" و"جُب" و"لالاند" و"جومييه" و"هربرت سبنسر" و"هانوتو" و"رينان" و"تولستوي" و"إدوارد براون" و"اللورد كرومر" و"السير مالكوم مكاريث" الذي كان مستشاراً للحقانية في مصر.
هذه العقول الغربية المتميزة كان تقديرها في الغالب لرجل الحقيقة صادراً عن إثارة ما في عقولهم من مكامن الحقيقة، وفي ضمائرهم من شجون التحقيق، لكأنما الرجل الحكيم كان مسّ نوازع إنسانية مشتركة بين الشرق والغرب، بمقدار ما وجدت لديه بواعث نهضويّة وحضارية تعلو فوق التعصب والتقوقع والانغلاق: بواعث تدرك عمومية الوعي الإنساني فيما لو كان متجّرداً عن التقليد الأعمى والتعصب الممقوت.
ولما كان الأوروبيون المنصفون منهم يقدرون العقل الإنساني أكثر ممّا نقدّره نحن العرب؛ أعنى المنغلقين منا والمقلدين، ويعرفون قيمة "الوعي" إذا هى ارتفعت عند إنسان: يحترمون المعرفة ولا يسخرون من العرفان لا لشيء إلا لأنهم أرباب وعي مستنير وأهل بصائر مفتوحة؛ صار مجرد ذكر الشيخ "محمد عبده" لديهم ذكراً للفيلسوف الحكيم: "رجل الحقيقة"، تجسّدت فيه كل الخصائص الإنسانية العليا والمعاني السامية: فكره وثقافته وتديّنه العميق وأخلاقه الكريمة وسجاياه الطيبة؛ كل خصائص الإنسان العليا مجتمعه تنضاف عن استحقاق وجدارة إلى الأستاذ الإمام؛ وكأنها خُلقت لأجله لتتجسَّد فيه.
وفي زمن القيم الساقطة، وفقدان القدوة والنموذج والمثال، ما أحرانا أن نتمثل الجهاد الفكري لمثل هذه الشخصيات العظيمة؛ ليكون قدوة المقتدين "فيما اضطلع به من أمانة العقيدة، وأمانة الفكر، وأمانة الخير، وأمانة الحق، وأمانة الإخلاص للخلق والخالق في كل ما يتولاه الإنسان الجدير باسم الإنسان من نية وعمل، ومن سرّ وعلانية".
(2) عبقريته وريادته:
كان أوفى تحليل وأدقّه لمثل هذه الشخصيات الكبيرة والمؤثِّرة هو التحليل الذي قدَّمه عالم الاجتماع الألماني "ماكس فيبر" ((Max Weber المتوفى سنة 1920م والذي كان يصف مثل هذه الشخصيات الكبيرة بالكاريزما (charisma)؛ وكلمة الكاريزما تعنى الموهبة الإلهية، وهى كلمة يونانية معناها "النعمة"، ويقصد بها "فيبر" ذلك السّحر الخاص من السمو الفردي الذي يمكن أن يَتَحَصَّل عليه الفرد في مجتمع بعينه من فعل الجاذبية الشخصية والتأثير المغناطيسي. وقياساً على تحليل "فيبر" يمكن القول بأن الأستاذ الإمام كان يتمتع بشخصية "كاريزمية" ساحرة على الصعيدين: صعيد المكانة الاجتماعية والسياسية وصعيد المكانة الفكرية والثقافية.
ثم إننا لو قمنا بمسح شامل للكتابات المستفيضة التي كُتبت عنه في العالم العربي فقط، لتأكد لدينا هذا الزعم، ولثبُتت أمامنا جاذبيته الشخصية ومؤثراته الفردية على المستوى الاجتماعي والسياسي ثم ثبُتت لدينا كذلك إشعاعاته الروحية والفكرية المُفَاضَة وهباً من عند الله.
كان للأستاذ الإمام سمت عجيب ..! في لقاء جمع بين "هارولد سبنسر" كاتب حزب الأحرار الإنجليزي مع صديقه "ويلفرد سكاوين بلنت" عدو الاستعمار، وصف "بلنت" سمت الأستاذ الإمام، وهو قادم إليهم قائلاً "... فإذا أنا بصورة إنسان يقول الناظر إليها "إنها برزت من كتب الأنبياء الأقدمين". وقال تلميذه رشيد رضا صاحب المنار": لم أطلع له على عمل ينافي العفة والنزاهة ولا الورع والشرف، ولا هفوة تدل على كامن حقد أو حسد؛ فهو أكمل من عرفت من البشر". (راجع عباس العقاد: عبقري الإصلاح والتعليم .. الإمام محمد عبده، شركة نوابغ الفكر، القاهرة 2016، ص 237).
هكذا كان سمت الأستاذ الإمام، يصفه الغرباء كما يصفه المُقرّبون بالكمال الحقيق بلقب "المثل الأعلى من ورثة الأنبياء" كما قال السيد رشيد رضا. ثم هو في نظر الأستاذ عباس محمود العقاد عبقري الإصلاح والتعليم (يراجع: عبقري الإصلاح والتعليم .. الإمام محمد عبده، راجع المقدمة). وهو عند الدكتور عثمان أمين رائد الفكر المصري؛ فلئن كان "محمد عبده" قد أصبح في عداد الماضي المجيد؛ فإنّ منزلته لا تزال تقع في تلك الدائرة المضيئة كما قال عثمان أمين:"دائرة المجد الحق الذي يبقى بعد هدوء العواصف وخلو النفوس من ثوران الحقد وانفعال الإعجاب" (رائد الفكر المصري: الإمام محمد عبده، منشورات المجلس الأعلى للثقافة؛ القاهرة سنة 1996م؛ ص 13).
فإذا أضفنا إلى اتجاه (العقاد وعثمان أمين) الروحي، اتجاهات أخرى عقلية وأدبية؛ اجتماعية وإصلاحية؛ سواء كانوا من المصريين والعرب أو من الترك والفرس، استطعنا في الوقت نفسه إكبار المكانة التي توصّل إليها الشيخ محمد عبده، والتي أحتلها في قلوب وعقول كل هؤلاء جميعاً: مصطفى عبد الرازق، وأحمد أمين، ومحمد حسين هيكل، وقاسم أمين، وسعد زغلول، ومصطفى المراغي، وأحمد لطفي السيد، ومحمد بخيت المطيعي، ومنصور فهمى، وحافظ إبراهيم، وعبد الرحمن بدوى، وأحمد مختار باشا الغازي، وعبد الله جودت، وذكاء الملك الإيراني، وطاهر بن عاشور التونسي، وعبد الرحمن الكواكبي، ويعقوب صرّوف، ومحمد بن الخوجة التونسي، وإبراهيم اليازجي، ونعوم أفندي لبكى، ومحمد الجعايبى التونسي، والشيخ محمد شاكر التونسي، ومحمد بن عقيل، وجورجي زيدان، ومحمد طلعت حرب، وعبد العزيز نظمى، وأحمد فتحي زغلول، وشكيب أرسلان، وفرح أنطون (عاطف العراقي: محمد عبده والتنوير، طبعة دار الرشاد، القاهرة سنة 2006م، ص 39، وص 281). والدكتور أبو العلا عفيفي، والدكتور على سامي النشار، والدكتور إبراهيم بيومي مدكور، والدكتور أبو الوفا التفتازاني، والدكتور عاطف العراقي، (راجع: دراسة عاطف العراقي لكتاب الإسلام دين العلم والمدنية، دار سينا للنشر، القاهرة سنة 1990م، وقد طبع هذا الكتاب بدار الهلال مع عرض وتحقيق طاهر الطناحي، وروجعت دراسة عاطف العراقي للكتاب، وتم نشره مرة ثانية طبعة منقحة بدار مصر المحروسة عام 2007م)، والدكتور عصمت نصار: اتجاهات فلسفية في بنية الثقافة الإسلامية، دار الهداية للطباعة والنشر، القاهرة 2003م) ... وغيرهم، وغيرهم، ممّا لو تتبعناه لطال بنا المقام.
صحيحٌ أن هناك قادحين مِنّا طعنوا في شخصه بمقدار ما طعنوا في صحيح الإسلام أو يزيد، لكن هذا الطعن الذي لا يقوم عليه دليل، إنْ هو إلا مُجرَّد هوى ينزع إلى التعصب وخُلق وضيع يصدر عن لئام.
ومهما قيل في شأنه من أولئك القادحين؛ فإنّ الذين أشادوا بفضله لا يمكن حصرهم ولا حصر القيمة العليا الرفيعة التي من أجلها ذكروا في فخر وإعجاب مناقبه وأفضاله.
يكفي أن يذكر "جرمان مارتان"؛ الكاتب الفرنسي أنه قال عنه إنه كان رجلاً قادراً على أن يظل متمسكاً بعري دين يكفل للناس حياة سعيدة آمنة؛ لأنه دين البساطة والتسليم، وكان قادراً كذلك على إدراك النفع في ثقافة وحضارة أوفر حيوية وأجزل نشاطاً وادّعى إلى بذل جهد متواصل، واتخاذ منهج منطقي في جميع أفعال الحياة لبلوغ غاية نافعة".
هذا، وقد وصفه المستشرق الأمريكي "د. ب . ماكدونالد" بقوله: "كان محمد عبده فلاحاً صميماً، وليد تربة مصر العريقة، قبل أن يغدو مفتياً، وإماماً للمسلمين. وإننا لنلمح في إخلاصه لهذه التربة وفي دعوته إلى الوطنية .... نلمح مزاجاً عجيباً من الوفاء للماضي المجيد والاستمساك بيقين الدين، والولاء لوطنية الفلاح" (راجع: مجدي إبراهيم: رسالة الفكر في زمن العدوان، روابط للنشر والتوزيع، القاهرة 2019م؛ ص 67 وما بعدها).
فتلك على بسطتها وعمقها شخصية الإمام "محمد عبده" التي صنعت حياته، وحياة من عرفوه وتأثروا به، وحياة تلاميذه ممن احبوه وساروا على دربه. وهى حياة متعددة الجوانب كما تقدَّم، بعيدة الأغوار، حياة متسقة وإنْ تكن متجددة، حياة مفعمة بأنقى وأصدق فضيلة: فضيلة البذل والعطاء. (راجع: عثمان أمين: رائد الفكر المصري: الإمام محمد عبده، ص56).
وقد تجسّدت في حياة الإمام محمد عبده الشخصية والعامة؛ الأمثلة العليا والقدوة الكاملة فكانت نموذجاً صالحاً للقدوة الحسنة والاستقامة الكاملة والروح الإنسانية العامة؛ وهو خير مثال يحتذى لخير جيل.
(وللحديث بقية مع مناقب محمد عبده الفكريّة)
***
بقلم: د. مجدي إبراهيم
أستاذ الفلسفة - جامعة أسوان