أقلام ثقافية
نايف عبوش: الإبداع.. بين الموهبة الفطرية والصنعة بالتجربة
الإبداع هو القدرة الذاتية التي يتمتع بها الموهوب ابتداء، لإنتاج أفكار جديدة، وطرح معطيات مبتكرة، ومن ثم صقلها بالتجربة بعد ذلك، ليكون الإبداع بها الوصف، مزيجا من الموهبة الفطرية، والصنعة بالتجربة في ٱن واحد.
وتجدر الإشارة الى ان الموهبة الفطرية هي نفحة طبيعية، تولد مع الإنسان، في حين أن الصنعة بالتجربة، هي مهارة عملية، يكتسبها الإنسان من خلال التعلم، والتدريب، والتجربة المتراكمة، في الحياة العملية..
وتلعب الموهبة الفطرية دورا هاما في بلورة الإبداع، فهي الومضة التي تمنح الإنسان القدرة على التفكير، خارج سياقات المالوف، وابتكار أفكار جديدة غير مطروقة، بينما تعكس الصنعة بالتجربة، القدرة التي تمكن الإنسان من تطوير موهبته الذاتية، وتنميتها، وتعلمه كيفية تطبيق أفكاره بشكل عملي.
ولعل من نافلة القول الإشارة إلى ان الفطرة قدرة أولية، تولد مع الإنسان، مثل الميل الطبيعي للغناء، أو الرسم، أو الرياضيات، او الفلسفة .
ولا ريب أن الإبداع ليس حكرًا على الأشخاص الموهوبين فطريا وحسب، بل يمكن لأي شخص أن يصبح مبدعا، متى ما كان لديه الرغبة، والفطنة، والاستعداد، للتعلم والتدريب.
فالصنعة بالتجربة، والخبرة الزاخرة، تلعب دورا كبيرا في تطوير موهبة الإبداع، وتمكين الإنسان من اكتساب المهارات، والمعارف، اللازمة لتحقيق أفكاره الابداعية، وضعها موضع التطبيق.
وهكذا فالإبداع هو مزيج من الموهبة الفطرية، والصنعة بالتجربة. وتلعب الموهبة الفطرية دورا هاما في توهج الإبداع، ولكن الصنعة بالتجربة، هي التي تمكن الإنسان من تطوير موهبته، وتنميتها، وصقلها، وبالتالي فإنه يمكن لأي شخص أن يصبح مبدعًا، إذا ما توفرت لديه الرغبة، والاستعداد، للتعلم، والتدريب.
وتظل العلاقة بين الموهبة والصنعة علاقة تكامل عضوية، وتازر متين. فالموهبة بدون صنعة تضعها موضع التطبيق، تظل مجرد أفكار خام، لا وجود لها على أرض الواقع، وبالمثل فإن الصنعة بدون موهبة، قد تنتج أعمالاً متقنة تقنياً، لكنها تفتقر إلى الأصالة والعمق الإبداعي، وتصبح مجرد تكرار أو تقليد.
وهكذا فالإبداع الحقيقي، هو تفاعل ايجابي، يدمج الموهبة الفطرية، مع الصنعة المكتسبة، حيث تتألق الموهبة من خلال إتقان الصنعة، وتتزين الصنعة بلمسة إبداعية فريدة.
***
نايف عبوش







