أقلام حرة
صادق السامرائي: قرن القرون!!

القرن الحادي والعشرون لا يختلف عن القرون السابقة، التي تحققت في ربعها الأول فواجع عظيمة ومرعبة تحددت بموجبها ما تبقى من طبيعة الحياة فيه.
فالربع الأول من أي قرن من أخطر المراحل وأحلك الفترات، وحصل ما يزعزع الوجود الأرضي ويرعب البشرية، فأزفت الكورونا بصولتها التي قضت على (6،283،922) من البشر حتى يوم (19\5\2022).
ويبدو أن الاشهر الباقيات من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ستكون من أخطر الفترات التي ستمر علينا، فالعمليات العسكرية في أوكرانيا متواصلة، وتمحورت دول الناتو للمساعدة بإندفاعية غير مسبوقة في التأريخ.
وما يحصل في المنطقة من تداعيات، ربما يضع الحجر الأساس لمتوالية هندسية تدميرية هائلة المعطيات.
ومهما يُقال من تحليلات وتفسيرات، فأن القراءة السلوكية للقرون، تؤكد بما لا يقبل الشك أن الحرب العالمية حتمية، فالأوضاع تتأجج والمواجهات تتصاعد والمحاور تتشكل والسلاح ينازل، ومعامل إنتاج الأسلحة في ذروتها، والعقول تجتهد لتوفير ما لا يخطر على بال من أدوات الشرور والدمار الرهيب، والكراسي تزدحم بالمندفعين نحو الحروب بذريعة المصالح الوطنية، فإلى أين تسير البشرية؟
الحرب العالمية الأولى قضت على (21 - 25) مليون عسكري، و (50 -55) مليون مدني، والحرب العالمية الثانية قضت على (70 - 85) مليون من البشر، وهذه الحرب علينا أن نتحدث عن أضعاف هذه الأعداد.
في الحرب العالمية الثانية كان نفوس الأرض (2 - 3) بليون، والضحايا كانت بنسبة (3%)، واليوم نفوس الأرض أضعاف ذلك، مما يعني أن الضحايا ستكون أكثر من نصف بليون إنسان في أقل تقدير.
فالحرب القادمة فيها أسلحة تختلف عن الحروب السابقة، لأن القوى المتصارعة ذات قدرات تدميرية هائلة ومهلكة.
قد يرى البعض أن ما تقدم نوع من التشاؤم، وهو ليس رأيا ولا تحليلا ولا أي إقتراب آخر، سوى قراءة لما يحصل في القرون وبتكرارية متواصلة وما شذ قرن عن هذا السلوك.
ويبدو أن البشرية تمر بمراحل نفسية تتأجج فيها طاقات الدمار الذاتي والموضوعي، وتندفع بهوجائية عارمة، للإنقضاض على وجودها بأكمله، لكي تتولد حالات غير مسبوقة تسعى إلى محق ذاتها بعد عقود تتراكم فيها أسباب الزعزعة والإنمحاق الأكيد.
وإن تساءلنا عن الحلم والحكمة والعقل، فأنها تحت أقدام القرون، فإرادة الأرض أقوى من إرادات ما عليها من المخلوقات المتوهمة بالإقتدار!!
***
د. صادق السامرائي