أقلام حرة

صادق السامرائي: الكلمات والواقع!!

هل تنسجم كلماتنا مع واقعنا؟

من حقنا أن نتساءل، ونبحث عن أسباب ضعف تأثير الكلمات في المجتمع، ولماذا فقدت الكلمة قيمتها ودورها في صناعة الحياة؟

هل نكتب للجماهير أم لأنفسنا، وللنحبة؟

إنها معضلة تفاعلية، وبمفردات خيالية، ذات قدرات تنفيريه،  وأضرار مستقبلية، لأنها بعيدة عن القضية، وفي غياهب البهتان مرمية.

قال لي: كنت أتجول على سفوح المواقع والصحف والمجلات، أبحث عما يساهم في صناعة الحياة، فحاوطتني كلمات الأموات، وداهمتني الآفات، فهربت من عالم مسلوب الإرادات، أبحث عن قادح أمنيات، لكنها عواصف التحديات، طمرتني بالويلات والنكبات، وتدحرجت جثة هامدة في وادي النكسات، فانهالت على وجودي اللكمات.

لماذا نخشى الواقع فنهرب إلى فضاءٍ دامع، ونجتهد ببناء الموانع، ونمقت ما هو نافع؟

نأنس بالإعتماد على غيرنا، ونكره بعضنا، ونستثمر في ضيمنا، ونقاتل عزّنا، لا نرعوي ونقتدي بغيّنا!!

فأين الكلمات المستنهضة لذاتنا، والمعبرة عن جوهرنا؟

كأننا أدوات لخفايا الغايات، وغريب التطلعات، فالعام أمواج حكايات، تتواكب في نهر الأمنيات.

فأين نامت الكلمات؟

كلماتنا كانت تخبر عن أفعالنا، فأضحت أفعالنا!!

المسافة بين الواقع والكلمات شاسعة!!

الكلمات كالصاعقة، تنذر بالواقعة، وتهلل للقارعة، في زمن قواه الكبرى متصارعة.

قد عميت الأبصار، وفازت الأقدار، وكل مَن عليها حار.

فتكلموا فأن الكلام انتصار، ولو أن صوت الحقيقة صداه الأخطار!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم