نصوص أدبية
مرشدة جاويش: فقٌ يجهل مرآتي

ما زِلْتَ تَهوي
كَأَنَّكَ تَعتَنِقُ فَراغاً يُشبِهُكَ
تُرَبِّتُ على لَهفَةٍ
خانَهَا الضَّوءُ
فَأَورَقَتْ في حَطَبِ العارِ
هَل أَنتَ
مَن جَرَّدَ المَجازَ مِن أَقمِشَتِهِ!
وَرَاقَصَ الحُرُوفَ على مَائِدَةٍ مِن زَيفٍ؟
هَل وَثِقتَ بِوَجهِ اللُّغَةِ
حَتَّى غَدَرَتْ بِكَ
في مُنتَصَفِ الاِنكِشَافِ؟
أَنا الَّتي
لَم تَنعَطِفْ في رِيحِكَ
لَم تَستَجْدِ ظِلاً
أَنا الَّتي تُحاكِي السَّمَاءَ
وَلا تُبَالِي بِمَا يُقَالُ
مِن أَينَ لَكَ
أَن تَمسَّ الجِهَاتِ كُلَّهَا
وَلا تَسقُطَ؟
مِن أَينَ لِفَمِكَ هَذَا
أَن يَقطُرَ صِدقاً
في قَفَصٍ لا يَرَى غَيرَ ذَاتِهِ؟
حِينَ جِئتَ
كُنتَ تَحمِلُ صَدىً
نَسِيتَ أَن تَخلُقَ لَهُ صَوتاً
كُنتُ أَنا:
الَّتي نَفَضَت الرَّملَ عَن صَمِيمِ المَعنَى
وَلَم تَكتُبْكَ
كَفَى
فَأَنا الحَرفُ الَّذي لا يُعَادُ
صَوتِي كَسرٌ لا يُرَدُّ
وَجَمرٌ مُشتَعِلٌ
لَهِيبِي لا يَنحَنِي أَمَامَ ظِلٍّ لا يُرَى
وَيَحمِلُ مِنَ الصَّمتِ رَنِينَ الأَبَدِ
مَا عَلَا فِيَّ
لَهَبٌ لا يُسأَلُ عَن وَجعِهِ
وَلا يُروَى بِحَكَايا الوَدَاعِ
أَمَّا اللِّقَاءُ
فَهُوَ طَيفٌ رَحَلَ قَبلَ أَن يُولَدَ
***
مرشدة جاويش