نصوص أدبية

خالد الحلّي: غَابَاتٌ.. وَتَسَاؤلاَتٌ

غَابَةٌ مِنْ أَسْئِلَةْ

بَدَتْ اَلْأَشْجَارُ فِيهَا ذَاهِلَةْ

وَهِيَ تَسْأَلْ

كُلَّ مِنْ يَعْبُرُهَا

لِمَ لَا يَسْأَلُهَا

عَنْ حُقُولٍ وَسُهُولٍ،

هِيَ أَدْرِى مَا بِهَا؟

لَمْ يُجِبْ مِنْهُمْ أَحَدْ

كُلُّهُمْ مَرُّوا سَرِيعًا

دُونَ أَنْ يُصْغُوا لَهَا

وتَنَاءَوْا. . .

لَمْ يَظَلُّوا قُرْبُهَا

فَارَقُوهَا لِلْأَبَدْ

- 2-

غَابَةٌ مِنْ أُمْنِيَاتْ

سَكَبَتْ فِيهَا عُيُونٌ ثَاكِلَاتْ

دَمْعَهَا

وَهْيَ تَسْأَلْ

هَلْ يَعُودُ اَلْرَاحِلُونْ

ذَات يَوْمٍ يَضْحَكُونْ

دُونَ أَخْطَاءٍ، وَلَا هُمْ يَحْزَنُونْ

فَنَرَى اَلْعَالَمَ أَجْمَلْ؟

وَالْمَكَانْ

يَخْتَفِي فِيهِ اَلَّذِي كَانَ يَخُونْ

وَ اَلَّذِي كَانَ يُخَانْ؟

- 3-

غَابَةٌ تَكْبُرُ فِيهَا اَلْخُطُوَاتْ

حَدَّقَتْ فِيهَا عُيُونٌ عَاشِقَاتْ

سَاهِمَاتٌ ذَاهِلَاتْ

أَنْكَرَتْنِي

سِرْتُ وَحْدِي

وَأَنَا تَسْأَلُ وَقْتِي اَلطُّرُقَاتْ:

لِمَ تَمْشِيَ أَنْتَ وَحْدَكَ؟

مَنْ هُوَ اَلسَّائِرُ جَنْبَكَ؟

مَنْ هُوَ اَلرَّاكِضُ قَبِلَكَ؟

مَنْ هُوَ اَلْمُرْتَدُّ خَلَفُكَ؟

يَا لِهَوْلِكَ. . .!

لَسْتَ تَدْرِي...؟

لِمَ أَرْجُوكُ أَجِبْنِي

لِمَ خَلَّفَتَ خَوَاءَ اَلْكَلِمَاتْ

وَدُمُوعَ اَلْأَسْئِلَةْ

فِي مِيَاهِ اَلْوَهْمِ تَجْرِي؟

لِمَ خَلَّفَتَ دُمُوعَ اَلذِّكْرَيَاتْ

فَوْقَ شُبَّاكِ اَلْأَمَانِي هَاطِلَةْ؟

لِمَ يَا سَيِّد عُمْرِي؟

وَأَنَا سَلَّمَتُ أَمْرِي

لَكَ يَا كَاتِم سِرِّي

***

شعر: خالد الحلّي

في نصوص اليوم