أقلام حرة
صادق السامرائي: الأنهار كائنات حية!!

ليس وهما أو هذيانا أو من وحي الخرافات والأساطير، إنها حقائق كونية وإرادات أرضية، فأمنا الدوّارة كائن حي وكل ما عليها حي، وفيه نبض الحركة والتفاعل مع عناصرها ومفردات ديمومتها الخلاقة المتجددة، المحكومة بطاقات الدوران.
والأنهار أوردة وشرايين الأرض، التي تضخها بقوة دفع قلبها الناري الدفاق.
والعلاقة بين الأنهار وما حولها، تبادلية تفاعلية ذات مردودات متباينة، وتأثيرات متنوعة، وهي تستجيب لما حولها وتعبر عما يحتويه من المشاعر والأفكار.
والبشر من أهم مفردات التفاعل مع الأنهار، وبعده الشجر والأطيار، وأي إضطراب في العلاقة بين البشر والنهر تتسبب بتداعيات وخيمة على البيئة.
وعندما نقارن بين الأنهار الجارية في الأرض، نجد منها السعيد والنكيد، فنهر السين مثلا، تشعر بسعادته وبهجته وقوة تدفقه، وتبختره كتعبير عن منبع الحياة وروعتها، فالفرنسيون يحترمونه ويعتنون بضفافة ويزيدونها جمالا وفتنة، فما أروع ضفاف نهر السين.
وفي المقابل تتأمل أنهارنا كالنيل ودجلة والفرات، فتجدها حزينة بائسة متثاقلة الجريان، وتتساءل عن السر في هذا التباين، وتكتشف أن البشر حولها لا يحترمها، ويهين ضفافها، وينكر عطاءها ولا يحرص على مياهها، فينأى عن التفاعل الإيجابي معها.
هي الأنهار منطلق الحياةِ
إذا نضبت تواصت بالممات
ومن حسب المياه بلا قلوبٍ
سيشقى في معاينة النبات
فعش أملا لأنهار ارتقاءٍ
وعنوانا لراعية الفرات
كأنا من جهالتنا بخسرٍ
وأناتٍ بأقبية العُناةِ
***
د. صادق السامرائي