أقلام حرة

صادق السامرائي: الأجيال اللاهية!!

اللهو: ما لعبتَ به وشغلك، الترويح عن النفس بما لا تقتضيه الحكمة، الإنشغال بأمور عبثية.

واللهو يصرف عن الجد والأمور المهمة، ويتعلق بالقلب والفكر وما يشغل الإنسان عن الواجب

أجيالنا وعلى مدى أكثر من قرن تم تغييبها، وطمرها في ظلمات الشعارات الخادعة المضللة، فتردّت أحلامها وتبددت تطلعاتها، وتوارت معها في قبورها، فما أكثر الأجداث التي تستعر فيها نيران الطموحات الخائبة.

اللهو عقيدة جاثمة على وجودنا ومصادرة لكينونتنا، ومدمرة لهويتنا، وذات مسميات وتوصيفات متنوعة، ومؤثرة في السلوك الجمعي، ومدمرة للوعي، ومحنطة للعقل، ولاغية لمعاني الحياة الحرة الكريمة، لأنها تردم الأجيال في خنادق التبعية والإمتهان، وتحقنهم بالمشاعر السلبية المؤدية إلى مزيد من النكبات.

واللهو سلبي وإيجابي، ومعظمنا ينغمس باللهو السلبي الذي يحيل بيننا وبين الأمور المهمة، فمن أولوياتنا حرق الوقت، وإغفال أنه كالسيف، ونتوهم بأنه قالب ثلج لا يذوب.

الحكومات تلهو بشعوبها وتضللها بالشعارات الفارغة، وتدفع بها إلى أتون الهيجاء، وترسم لها خارطة مصير مشؤوم، وتجعلها مقيدة برؤى وتصورات تحرمها من ممارسة دورها، وإغفالها لحقوقها الطبيعية، وتجردها من إرادة الشعور بوجود مستقبل زاهر سعيد.

الكل يتبضع، والبعض يتلهى بالبعض، وعليك أن تسمي البعض الآخر بما يسوّغ النيل منه، فامضي بتدميره على بركة الله فهو المسؤول، وما أنت إلا منفذ لقرارت قادرٍ حكيم.

لو تفحصنا الملهيات الفاعلات في مسيرتنا لتعجبنا من كثرتها، ومن قدرتها على سرقة وجودنا وتأمين حرماننا من أبسط الحقوق، وكيف أنها أطلقت أيادي الطامعين بثرواتنا لأخذها بحرية وقوة، وتبقى الشعوب مغفلة بالملهيات ومخدرة بالويلات، حتى لتستلطف الضيم، وتركع للجلادين، وتدين بالسمع والطاعة للطغاة والمستبدين الفاعلين بها وفقا لما يساهم في تأكيد مصالحهم وتقوية أنظمة حكمهم على البطش والإنتهاك للحرمات.

تلهى أنتَ مأسورٌ ضعيفٌ

وباركْ قوةً ألماً تضيفُ

تعايشتِ المواجعُ والخطايا

يُفاعلها التصارعُ والنزيفُ

نيامٌ في مواكبها حيارى

وإنَّ فسادها نهجٌ عَفيفُ

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم