أقلام حرة

صادق السامرائي: من وحي الفوز المغربي!!

فاز الفريق الرياضي المغربي لكرة القدم للشباب دون العشرين ببطولة العالم بعد إنتصاره النظيف على الأرجنتين. وقبلها وصل فريق كرة القدم المغربي إلى مراحل متقدمة في بطولة العالم، وهي سابقة لم تنجزها أيٌ من فرق كرة القدم لدول الأمة.

ومن الواضح أن الإنجازات الكروية المغربية بقدرات وطنية، أي أن الفريق بأكمله مغربي، ولا يوجد مدرب أجنبي أو تدخلات خارجية في إعداد الفريق.

وكما هو معروف فأن الفريق العراقي حقق أكبر إنجازاته عندما كان عراقيا بحتا، أي أن طاقم الفريق ومدربيه كانوا من الوطن ولا توجد خبرة أجنبية بينهم.

فالطاقات الرياضية المغربية مستثمرة بآليات متفاعلة مع الشعب بقيادته وقاعدته، وإستطاعت أن تعبر عن جوهر القدرات الذاتية المؤسسة لمشروع وطني الأبعاد ومتلاحم المفردات، فالرياضة تجمع، والكرسي يردع.

وهناك تفاعل جماهيري بين نظام الحكم الذي يمثله الملك، والشعب المتنعم بالإستقرار والمكاشفة الصريحة بين إرادة الحكم وتطلعات الجماهير.

وما يترشح من الفوز المغربي أن الطاقات الوطنية إذا أحسنت رعايتها وإطلاق براعم صيروراتها، فأنها ستؤكد جوهرها الحضاري وتؤسس لمشروع رقائها وإنبثاق عناصر ذاتها الأصيلة.

كما يشير إلى أن الإنجازات المتميزة لا تستورد، بل تنضج في أوعيتها التي ترعرعت فيها، وأدركت خزائنها من القدرات والتطلعات الممكنة التحقق والحياة.

فهل لنا أن نتحقق بقدراتنا الذاتية، ونتحرر من أوهام التبعية والدونية، فنحن أمة ذات كيان متألق في آفاق العصور وتاج على رأس القرون!!

و"لا تتكل إلا على نفسك"!!

تَباهَجتِ الحواضرُ في رُباها

وأينعتِ الخواطرُ مُبتغاها

ولاحتْ من تألقها نجومٌ

تُشَعشعُ نورها كلٌ يَراها

بطولاتٌ مُكللةٌ بفوزٍ

فكنْ فيها كما شاءتْ عُلاها

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم