أقلام حرة

أقلام حرة

في العقود الأخيرة من زماننا، نسمع بين الفينة والأخرى عن استخدامات للذكاء، تدخل في إلكترونيات وآليات من صناعة الإنسان، منها الهاتف الذكي وما يوفره من خدمات تتأقلم مع متطلبات الإنسان المتحضر، كذلك هناك البطاقة الذكية التي تسهل التعاملات اليومية في كثير من دول العالم، وتعريفات الهوية الشخصية أمام المؤسسات. وهناك أيضا السيارة الذكية، كذلك الروبوت الذكي، وهو صيحة حديثة من صيحات توفير الخدمة للانسان، بتسخير الآلة للقيام بواجبات لم يكن يقوم بها غيره، فجاءت بتوفير الوقت والجهد والمال له.

ولانعلم مايأتي به الإنسان لأخيه الإنسان في المستقبل من اختراعات ذكية، تغنيه عن الكثير من المتاعب والفعاليات الجسدية والذهنية والنفسية، ولكن مع كل هذه التكنولوجيا في التسهيلات الحياتية، يبقى العنصر الأساس في إدارة هذه الأجهزة والمستلزمات هو الإنسان ذاته، فبتوجيهه السليم يتمكن من الوصول الى النتائج الناجعة والمجدية والمتوخاة من هذه الاختراعات.

هنا في عراقنا أرى أن الذكاء أول عنصر مغيب عن التفعيل والاستخدام، وإن أردنا تغيير أوضاع البلد المتردية، يتوجب علينا إعادة تفعيله في مفاصل حياتنا جميعها، أداة ووسيلة ونهجا وأسلوبا وتفكيرا، ليس فيما يتعلق بمواقع مسؤوليات الجهات القيادية ببلدنا فحسب، بل يشترك المواطن في الشارع والبيت والمعمل، فعلى الجميع استغلال عنصر الذكاء في كل خطوة يخطونها، لاسيما في عملهم الذي له تداعيات تعود بالنفع العام إن أحسن فيه، وبالضرر العام والشامل إن أساء أو أخفق بأدائه. ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فإن العراقيين لم يسخّروا ذكاءهم إزاء عملية كان حريا بهم جميعا، إيلاؤها الدرجة القصوى من التحلي بالذكاء، وتجييرها لصالح الخير والمصلحة العامة للبلد، تلك هي عملية الانتخابات، ومن المعيب أن صبر العراقيين عقودا على الدكتاتورية، وتحملهم ضغوطاتها، أن لا يعقبه استثمار يكلله العراقيون أنفسهم، بالفوز والنجاح لصالحهم بامتياز، لا لصالح الكتل والأحزاب والتحالفات المنتفعة من عملية الانتخابات، ولا لحساب المرشحين الرامين الى الانتفاع منها كما انتفع الذين من قبلهم.

إن عملية الانتخابات الأخيرة، كان من الواجب عليهم تدارك الأخطاء السابقة، وتسخير كل طاقاتهم الذكية، لينتقوا الرجل الأنسب في "العرس" الانتخابي، بمقاييس تختلف عن المقاييس التي اتبعت في "العزاءات" الانتخابية السابقة، ووضعه في المكان المناسب، من دون أي اعتبار للمحسوبية الفئوية او المنسوبية العشائرية والقومية والعرقية والدينية، وكان على المواطن وضع السنين الماضيات ومردودات عملية الانتخابات السابقة نصب عينه، للمقارنة بين اختياره السابق لكتل وأحزاب وشخوص خذلوه وخيبوا ظنه، بتملصهم من وعودهم ونقضهم عهودهم التي قطعوها، وحنثهم بقسمهم الذي أدوه، وبين مسؤولية علامة الصح التي وضعها إزاء من سلمهم الجمل بما حمل.

كان من الضروري على الناخب انتهاج فكر قويم في تحديد حيثيات المرشح، وكان عليه أيضا النظر للمرشح بعدسة مغايرة لتلك التي استخدمها سابقا، بعد ثبات فشلها. إذ هناك من المرشحين دواهٍ وعمالقة في المراءاة والتضليل، وأسياد لايبارون في الخديعة والمكر والحيلة، ليس أولها ارتداء عمامة بيضاء او سوداء، وليس آخرها توزيع الدنيويات من الحاجيات المنزلية والمبالغ النقدية، تحت ذريعة المساعدة او الهبة، كما أن الزيارات الميدانية التي قاموا بها قبيل طقوس التصويت، باتت فعالية سمجة حد السخافة، وانكشف المتوخى منها أمام أعين أبسط المواطنين.

ما تقدم من طرح، هو في حقيقة الأمر لوم وتقريع لي أولا ولأهلي العراقيين ثانيا، ولا ألوم حظنا وأنعته بالعاثر، إذ نحن ملزمون بالعمل الجاد على انتقاء ذكي، وغربلة ذكية، بوحدات قياس ذكية، لتكون الحصيلة انتخابا ذكيا، فمن غير المعقول والمقبول، أن يدخل الذكاء أجهزتنا وآلاتنا وأدواتنا بسرعة الصوت، فيما يخرج من رؤوسنا بسرعة البرق؟

***

علي علي

 

السؤال الجدلي الذي يفرض نفسه كثيرا في مدارات الصحافة العربية خصوصا على العديد من الصحف الخليجية هو: لماذا توظف أقلام لأجندات اجنبية، ولماذا لا تستحي اقلام فتبيع ذمتها للاساءة والاستفزاز للشقيق العربي والمسلم؟

 الصحافة العربية تئن بأوزار كتاب لا همَّ لهم سوى السمسرة واللهث وراء الدولار والدرهم، مسكين ذلك الكاتب الذي يشهر قلمه ليسيء لبني جلدته ويتقن التفاهة والرداءة التي صارت عنوانا بارزا للعديد من المنابر الاعلامية العربية للأسف خاصة الإلكترونية التي تنعت بالذباب بل حتى الذباب انظف منها.

ما تشهده الصحافة العربية في خضم التحولات والانجازات والرهانات في العالم العربي والمواقف البطولية للعديد من البلدان العربية التي تؤمن بأن الوطن العربي قضية مصيرية ومسؤولية العرب ككل من طنجة إلى مسقط ، وأن فلسطين وكل المعذبين في الارض هي مسائل تقرير مصير وحقوق شعوب في العيش الكريم، إنه “الايدز الإعلامي” الذي يظهر بعلاقات غير شرعية بين كتاب لا حياء لهم ولا خير فيهم إلا ببعض أسمائهم التي لو نطقت لتجردت منهم، في ظل هذا الفيروس العفن في جسم الصحافة العربية، اصبحت قواعد العمل المهني والأخلاقي شعارا فارغا يباع للجهة التي تدفع أكثر على حساب الشرف والنخوة والاصالة والاخوة العربية، وهذا عين الإفلاس لكتاب قاربوا السبعينيات ولا يزالون في أسواق المؤامرة يعتاشون لزعزعة البلدان الشقيقة وبث الفرقة والفتنة بين بني الوطن الواحد وبين الأشقاء. لقد بلغ الامر بكتاب أصحاب المشيخة إلى التدخل في شؤون البلدان بلا خجل ولا ادنى حكمة ارضاء لأسيادهم وفق منطق "الزعران رهن سيده"، ليس من عادتي الرد على أقلام التفاهة، لكن واقع الصحافة العربية في ظل هكذا كتاب الفجور والبهتان، ليثير موضوعاً شائكاً، بحق وهو طغيان الدناءة على الوعي والحكمة والجد المهني.

جميعنا يعلم أن ما يخطط وتحرك أحجاره في العالم العربي من محاولات زعزعة أمن البلدان وضرب اقتصاداتها واضعافها وتسقيط محاولاتها للنهوض بالامة العربية والسعي لافساد كل مبادراتها الاستراتبجية، كل هذا معروف مبرمجه ومموله ومحركه في الجغرافية والاقتصاد والعالم الافتراضي، لكن الدول العربية الرشيدة والواعية والمسؤولة والمخلصة لشعوبها ولامهات القضايا في عالمنا العربي، تاريخها العميق والنظيف والثري هو الذي يحكي عنها قبل ان يكتب عنها كاتب تؤجره، بل لها ابناؤها الاشاوس الذين رضعوا حب الوطن والامة والاسلام والعروبة وفلسطين والمظلومين فولاؤهم للوطن لا جدال فيه ولن يبيعوا كرامتهم واصالتهم بدراهم معدودة أو عديدة..

موضوع الايدز في الاعلام العربي والصحافة تحديدا كما وصفتها، هي إشارة إلى معاناة الأمة مع هذه الظاهرة التي احرقت الأخضر واليابس وبات نجومها يسمسروا في مجالس التطبيع والتطويع، بدل العمل على ردم فراغات بلدانها ولم شمل اوطانها ورأب صدع اقتصاد بلدها المباح من قبل شركات التجويع والنهب والفوضى، فصاروا أسماء تتهافت على مكاتب السفارات من أجل نيل دفعة اولى للعب دور او اداء رقصة اعلامية ضد الاشراف الذين ينبض قلبهم ثورة ضد الفساد والطغيان والهيمنة والاستدمار .

ظاهرة الدناءة التي انتشرت في اوراق كبرى عناوين الصحافة العربية بشكل كبير، ازاحت الستار عن فوبيا الرجال الذي أصاب العديد من اشباه العرب.

وبإطلالة سريعة على محتويات مقالات كتاب "التطبيع الدفيع" بلغة أشقاءنا المصريين، نجد أنها باتت تقتات على إثارة الفتن واستفزاز الكرام الذين صمتهم رحمة وقولهم ثورة، الذين عقدوا العزم ان لا ذلة في قاموسهم، حيث تنامي ظاهرة الدناءة في الاقلام المأجورة والمسعورة هو نتيجة لـمتغيرات وتطورات مهمة جداً حدثت على المستوى العربي والعالمي قبل 7 اكتوبر من العام الماضي وبعده ، حيث انتقلنا إلى اقتصاد العزة والشهامة والكرامة الإنسانية عامة والعربية خاصة.

لقد كانت الصحافة تتيح الشهرة للأشخاص على أساس جودة الأفكار وقوة الطرح والمنطق ، لذلك في السابق كانت الدناءة صعبة الحصول والتحقق وتكاد تكون حالات نادرة جداً، ولا ريب عرفت الصحافة في الغرب والشرق حالات من الاقلام الموظفة لحرق البلدان وتسقيط الكيانات والمؤسسات لكنها ظلت شبه منعدمة أمام الضبط المفروض على الصحف في إلتزام المهنية والموضوعية ، لكن مع موجة حرب الجيل الرابع والخامس اصبح المعيار هو التمويه المنتج.

للفوضى في نطاق محدد من المجال العربي لا لشيء لأن هذا -المجال العربي-معطل لرهانات التطبيع والاستدمار والهيمنة.

من هذا المنطلق، يبدو الحديث عن الصحافة العربية المعاصرة في بعض صور أحراز كتابها قلبت السحر على الساحر لأنها شر اريد بالعرب تحت مسمى خير ينسب زورا للعزيز الحكيم بل هو مكر لا خير سوى في اسمه ولا يحق المكر الا بأهله ..و أهل مكة أعلم بما يصلح لها والذي جاء بالصدق وصدق به فاولئك هم المتقون.

***

مراد غريبي

 

إنّ بنك الجلد هو نظام تخزين عينات من الجلد يتم استخدامها في عملية الترقيع أو زراعة الجلد سواء للتشوهات أو الحروق على اختلاف درجاتها، ويستخدم الاحتلال الصهيوني بنك الجلد لمعالجة  أصابات الحروق بين جنوده . لكن السؤال  ما مصدر هذه الجلود؟ هل يتبرع الإسرائيليين بجلودهم بعد الموت لبنك الجلود؟ ....الخ . والكثير من الأسئلة التي يثيرها  بنك الجلود الصهيوني...

وقد صرح أحد الحاخامات في معهد "شختر" للدراسات اليهودية  ان الديانة اليهودية  تنص على عدم "التنكيل بجسد الميت أو إهانته"، وتدعو لدفن الميت بعد وفاته بوقت قصير"، وهو ما فسره رجال الدين بضرورة دفن الميت وكل أعضائه في الوقت نفسه، لكن معظم الحاخامات أجازوا لاحقاً نقل أعضاء من شخص ميت لآخر حي بهدف إنقاذ حياته. ورغم تناقض  الآراء بين رجال الدين اليهودي . إلا إن  قناة العاشرة الإسرائيلية عام 2014، نشرت تقرير تؤكد امتلاك  إسرائيل ما يقارب 170 ألف متر مربع من الجلد البشري وهو رقم ضخم للغاية مقارنة مع عدد السكان في دولة الاحتلال.

 وقد كشفت الطبيبة مئيرا فايس في كتابها "على جثثهم الميتة" عن تفاصيل جريمة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين واكدت مشاهدتها كيف كانت تتم سرقة الأعضاء من جثامين الفلسطينيين. حيث كانوا يأخذون الأعضاء من الجسد الفلسطيني، قرنيات، وجلود، وصمامات قلبية، ولا يمكن لغير المهنيين أن يتنبهوا لنقص هذه الأعضاء، حيث يضعون مكان القرنيات شيئا بلاستيكيًّا، ويأخذون الجلد من الظهر بحيث لا ترى العائلة ذلك. ثم تستخدم الأعضاء التي تتم سرقتها مِن قبل بنوك الأعضاء الأخرى في دولة الاحتلال من أجل الزرع وإجراء الأبحاث وتعليم الطب"(1).

في فيلم وثائقي انتشر عن قضية بنك سرقه اعضاء الشهداء  عام 2009م ثمة اعترافات للمدير السابق لمعهد الطب الشرعي الإسرائيلي يهودا هيس يؤكد فيها سرقتهم أعضاء الشهداء في المعهد. وهناك العديد من الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤكد سرقه جيش الاحتلال لأجساد الشهداء واستئصال ما يريدون من اعضاء وجلود دون مبالاة ..

ونتيجة طوفان الأقصى  وقصف جيش الاحتلال غزة باستمرار لما يزيد عن 80 يوماً حتى الآن . لم يكتفي الاحتلال بسرقة الأرض وقتل المدنيين من أطفال ونساء بل لاحق اجساد الشهداء بعد موتهم أيضا من خلال الاجتياح البري للمستشفيات ونبش القبور  وسرقة اجساد الموتى . وذلك من خلال  أعلان  رئيس التجمع الطبي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في لبنان البرفسور "رائف رضا" بأنه لم يكتفِ الكيان الاسرائيلي بإبادة شعب غزة بل قام بسرقة جثث الشهداء من مستشفى الشفاء بهدف سلخ جلودهم لبنك الجلد الصهيوني.

واضاف بأن الكيان الاسرائيلي ارتكب جرائم الحرب عبر قطع المياه والكهرباء والوقود والأدوية وقصف واقتحام المستشفيات وآخرها مستشفى الشفاء التي أطبقت عليه، وخرب أقسامه ومعداته وقطعت الأوكسيجين عن الخدج وروعت المرضى والجرحى، وأخرج الكثير منهم دون علاج، وادعى ادعاءً زائفًا بوجود أسلحة في المستشفى من أجل الإفلات من الجريمة وإبادة الشعب وخاصة في المستشفيات التي هي محمية كما يُدعى باتفاقيه جنيف الرابعة، بحماية المستشفيات والأطباء والمراكز الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية وغيرهم.

وتابع: "ها هم نبشوا المقبرة الجماعية في مستشفى الشفاء وأخرجوا 145 جثة شهداء بطريقة قذرة وبشعة، والهدف الأساسي من سرقة الجثث هو سلخ جلودهم ووضعها في بنك الجلد الصهيوني التابع للقطاع الطبي للجيش الصهيوني ويعد من أكبر البنوك في العالم للمتاجرة"(2).

ما يحدث لشعب الفلسطيني من إبادة جماعية  الآن على مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك أحد ساكناً ويؤكد لنا أن جميع المنظمات الغربية من حقوق الإنسان ، حقوق الطفل ، حقوق المرأة ، والقانون الدوالي.. الخ . ما هي إلا أكذوبة ذات معايير مزدوجة فحياة المواطن الفلسطيني أقل قيمة من الآخرين . يبدوا أن حقوق الإنسان لم تنشأ من أجل شعوب العالم الثالث ما هي إلا أكذوبة خُدعنا بها.....

***

آية محيي الدين عمر

 

.....................

https://www.azhar.eg/observer (1)

سرقة اجساد الشهداء من مجمع الشفاء

https://ar.irna.ir/news  (2)

 

قوله تعالى "ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ " (ابراهيم 22): أي لست بمغيثكم ومنقذكم، وليس معناها الدارج مناديكم أي من الصراخ والنداء. جاء في تفسير الميسر: بِمُصْرِخِكُمْ: بِ حرف جر، مُصْرِخِ اسم، كُمْ ضمير. بمصرخكم: بمُغيثكم من العذاب، بمصرخيّ: بمغيثيّ من العذاب، ما أنا بِمُصْرِخِكُمْ: بمغيثكم و منقذكم من العذاب. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى "وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ" ﴿ابراهيم 22﴾ "ما أنا بمصرخكم" بمغيثكم "وما أنتم بمصرخيَِّ" بفتح الياء وكسرها،

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عز وجل "مَا أَنَا . بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ" (ابراهيم 22) أي: ما أنا بمغيثكم ولا معينكم وما أنتم بمغيثي ولا معيني. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله "ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ" (ابراهيم 22) الصارخ هو المستغيث، والمصرخ هوالمغيث، والمعنى أن الشيطان يقول غدا لأتباعه: ما أنا بمغن عنكم شيئا، ولا أنتم مغنون عني شيئا، وليست بيني وبينكم أية صلة.

جاء في موقع الولاية الصريخ لغة: (هو المغيث والمستغيث، فهو من الأضداد وفي المثل: عَبدٌ صَريخهُ أمَةٌ، أي ناصره أذل منه). الاستصراخ الإغاثة الاستغاثة بلا مغيث في قوله تعالى: "وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل" (فاطر 37). ومنه الصراخ وتعني الاغاثة، وتلبية الصارخ، ومنه قوله تعالى: "ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخيّ" (ابراهيم 22) وجاءت دلالة (يستصرخ) بمعنى يطلب النجدة في فزع ومنه قوله تعالى: "فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه" (القصص 10)، أي يطلب النجدة وهو في حالة فزع شديدة، نتيجة الرعب والخوف الذي نزل به.

***

د. فاضل حسن شريف

العبرة في حياتنا: العقل والحب والآثر الطيب الجميل

جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ماشئت فإنك ميت واعمل ماشئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس (رواه الطبرانى).مغادرة الدنيا هي أخطر حدث ينتظرنا في المستقبل ولكن لاندرك معناها متى وكيف والى اين؟ الانسان يسافر ويرجع، يذهب في نزهة ويعود للبيت، أما اذا مات فلا عودة، فهنيئا لمن يحرص على ان يظلم احدا،، ولا يكره ولا يحقد ولا ينافق، ولا يجرح احدا ولا يرى نفسه مغرورا فوق الجميع، كلنا راحلون عن ظهر الدنيا.

إن الفراق من أصعب الأحاسيس وأكثرها قسوة وإدماء للقلب والوجدان، ففي رحلتنا القصيرة في هذه الدنيا، تضعنا الأقدار في طريق أشخاص يرافقوننا في مسار الحياة ويتركون بصمتهم الخاصة في العقول والأذهان، فلا يسع الفؤاد إلا أن يحبهم ويتعلق بهم أيما تعلق، فيرتبط وجودنا بشكل أو بآخر بوجودهم، وتطمئن جوارحنا لمجرد رؤيتهم، يملؤون حياتنا أملاً وحباً وانشراحا،، وفجأةً في إحدى اللحظات الخاطفةِ نستسلم لقطار الحياةِ السريعِ فتأخذنا مشاغلنا بعيدا عنهم، وتجبرنا أنانيتنا وما وضعناهُ لأنفسنا من أولوياتٍ على أن نخطّ لحياتنا مساراً مغايراً، فلا نكاد ندركُ شيئا حتى نجد أنفسنا قد انجرفنا في مادية الحياة وشهواتها وقد أنسانا الزمن أحبابنا وأصدقاءنا. فتخطفنا الحياة فجأة لتخبرنا بأن الله أخذ أمانته وانتقلت الروح إلى بارئها، ويجعلنا الموت في صراع رهيب مع ذواتنا ودواخلنا،، فلا ندري أنحزن لموت الحبيب وفراقه أم لضعفنا وعجز قوتنا، ولا نعلم أنندم لسنوات أضعناها بعيدا عنهم ومشاغل حرمتنا أنسهم ومجلسهم، أم نبكي لفراقهم وانقطاع لقياهم. إن الموت فرصة مناسبة لطرح الأسئلة، أسئلة حول وجودنا والهدف منه وبخصوص ما قدمنا في دنيانا لآخرتنا. الخوف من الموت غريزة حية لا معابة فيها، وإنما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليهِ

علينا ان ندرك أن العبرة في الحياة ليست بما تشاهده العين من وجوه، ولكن ما يستقر في النفسِ من أثرٍ، قيمتنا فيما ننتجه، وفي البصمة التي نتركها بعد وفاتنا، فكم من الناس ألهموا العالم وغيروا مجرى البشرية بوجودهم، وكم من نفس عاشت وماتت دون أن تترك أي تغييرٍ يذكر! فاختر أنتَ من تكون.

نعم ! فراق الأحباب مؤلم، لكن نحتمله ونتحلى بالصبر حين نعلم أنه سيُتبَع بعد أشهر أو سنوات بلقاءٍ. الأكثر إيلاماً ووجعاً هو الفراق الأخيرُ، عندما نشعر بالفراغ بدواخلنا بعد النظرة الأخيرة، وبالألم المزمن بعد الوداعِ، فكلما تعودت النفوسُ على أشخاصٍ وكلما تخالطت الأفراح والأحزان يكون الفراق صعباً وقاتلاً، ولكن عندما نفكر قليلا نجد أن هذه سنة الحياة وقانونا أزلياً في الكون، مهما هربنا وتهربنا من الواقع فإننا ندرك أننا سنفقد آباءنا وإخواننا وأحبابنا في يومٍ من الأيام، لنستيقظ أمام الواقع المرير الذي تفرضه الحياة علينا

بكل جوارحنا واحاسيسنا – نستقبل عام بأبتسامة، نتمنى ان يكون العام الجديد 2024 عاما سعيدا لنا ولشعبنا ووطننا وان يمنح الله الحكمة لاصحاب السلطة والمال، اللهم عاما يغاث فيه الناس من احزانهم وامراضهم وعثراتهم واوجاع قلوبهم، اللهم عاما لا يزوره احزان مليئا بالخير والافراح، اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا ولا تفجعنا في احبابنا –ونسأل الله ان يختم عامنا الراحل بدعاء مستجاب ومغفرة للمؤمنين الصالحين بلا عذاب، وان يفتح لنا ابواب الرزق الحلال.. رددوا معي اللهم امين.

***

نهاد الحديثي

 

حملت الأخبار الموجعة للقلب أن الوزير الأول البريطاني الأسبق توني بلير سيقوم قريبا بجولة أوروبية لمحاولة اقناع العديد من الدول الغربية بقبول منح الموافقة على استقبال الفلسطينيين من أهالي قطاع غزة " كلاجئين "على أراضيها وهي محاولة يراها البعض مسعى" كريم" لإنقاذ شعب من خطر الإبادة والفناء.

عندما أعطى من لا يملك من لا يستحق عام 1948ضمنت قوة عظمى لنفسها موطأ قدم استراتيجي هام في الشرق الأوسط بعدما سلبت الفلسطينيين أراضيهم وممتلكاتهم ثم حشرت بالقوة مكانهم أقواما من شتات الأرض في مناطق ليست حقا لهم ولم تكن يوما ملكهم، وبرغم مرورعشرات السنين عرفت البشرية خلالها تطورا في المفاهيم ورقيا في الفكر السياسي يبدو من واقع الحال أن المستعمر باقي على حاله فكرا وسلوكا لم يتغير في شيء لأنه لم يستفد من دروس التاريخ ولم يتخذ من التجارب الإنسانية السابقة درسا له أو عبرة، بمعنى لم يخجل من عرة تاريخه الاستعماري ومن موبقات تعاملاته وسوءاته القبيحة، فكانت المفارقة أنه تمت سرقة هذا الكائن الضائع الغريب من طرف قوة أخرى أكبر منه وأقوى تتشكل من خليط المهاجرين الأوروبيين استغلت الوضع لجعل هذا الكائن ـ ذراعا قويا لها، وشيئا فشيئا تدحرجت قيمة وأهمية من سبق أن أعطت لنفسها حق العطاء وفقدت مكانتها الريادية ولم يبق لها سوى اسمها، لقد تلاعبت القوة الزاحفة على العالم من الأراضي الجديدة بأعرق الحضارات الأوروبية وجعلتهاألعوبة في يدها تسحبها وقتما تشاء لأداء أدوار غير منطقية فتراها تقوم بما تؤمر به وهي لا تعي ما تفعل إنما تفعل ما يراد لها ولو على غير قناعة، حدث ذلك في حرب غير شرعية لتدميرالعراق وقتل الآلاف الأبرياء من شعبه وكذا من الجنود أبناء الطغاة الذين جرى اقتيادهم غصبا في أتون حرب لا يعلمون يقينا سببها ثم اتضح للجميع مدى حجم الكذب وذاقوا عمق الشعور الأليم بعار الفضيحة.

ومرة أخرى، تعود من لم تكن الشمس تغيب عن أراضي مستعمراتها في محاولة يائسة لاستعادة بريقها العالمي المفقود، تريد أن تؤدي دورا ما ولكن للأسف في الوقت الضائع، لقد أفاقت من غفلتها العميقة على معطيات أخرى تختلف تماما عن تلك التي تركتها قبل انكفائها على نفسها والدخول في سباتها، لذلك تتعامل مع معطيات الوضع الدولي الراهن بعقلية قديمة ووفق مفاهيم بالية وانطلاقا من أرضية ثقافية رثة وبعقيدة مضطربة وتريد أن تؤدي دورا يعيد لها كبرياءها الضائع في الطريق بين دهاليز قصر بكنجهام وبين أروقة مقر 10 داونينج ستريت الحكومي، قد ترى بعض الحكومات الغربية أن التعامل الإيجابي مع المسعى البريطاني ــ الذي يبدو غير رسمي ــ ممكن التنفيذ وسيكون مفيدا لكونه قد يسهم في وضع حد للقضية الفلسطينية التي جرى استغلالها لعهود طويلة لاستنزاف قدرات الدول الأوروبية في دعم الكيان المستحدث والتي تكون قد ضاقت بانعكاسات أزمة لا أفق واضح لحلها، فيما قد ترى أخرى أن عدم التجاوب مع هذا المسعي سيعفيها من مواجهة تداعيات أزمة مستوردة عميقة لم تكن طرفا فيها ولا تطيق تحمل نتائجها، ويمكن أن تضركثيرا بمصالحها مع الدول العربية، خاصة وأن هذا المسعي يتناقض مع القرارات الأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية ويتعارض مع الإرادة الدولية، والمعنى أنه مسعى بائس صادرعن طرف تعيس لا يزال يتصور واهما أن بإمكانه أن يواصل جهود التمكين للكيان الدخيل في ظروف لم تعد هي عالمه الماضي، ولكن إن لم تستح فافعل ما تشاء، والثقة الكبيرة في أصالة الشعب الفلسطيني تجعل الجميع مطمئن إلى صلابة الموقف الشعبي الفلسطيني في تمسكه بأرضه المدعوم من كل أخوته العرب .

***

صبحة بغورة

1 - لو لم تكن إيران، دولة إسلامية الدين والمذهب، لما فعلت بالعراق كل تلك ألبشاعات، وبتلك الوحشية والهمجية، ولما توافقت مع أمريكا وأسرائيل، على انهاك العراق وتدميره، ولما اغرقت المجتمع العراقي ودولته، بكل انواع المخدرات، الجسدية والعقلية والعقائدية والثقافية والأجتماعية، ولما جعلت من العراق سوقاً، لمختلف المخدرات التي ينتجها حزب ألله البناني، وحولت محافظات الجنوب والوسط، الى مستنعات للجهالة والفقر والخوف والأذلال، وعرضته لوحشية وبربرية ألمليشيات، وجعلت من الشعوذات والتخريف ثقافة رسمية، أيران وكما هي امريكا واسرائيل، جعلت من الأسلام مقبرة لعروبة ألنبي محمد، والعكس أيضاً صحيح، لو علم النبي، أن دينه لا يصلح لعروبته، وعروبته لا تصلح لدينه، لوظف مواهبه وقدراته، ألى قضية اُخرى، اكثر نفعاً لأمته، لكن الآوان قد فات، وان الأنحار ألنهائي، للدين الأسلامي قادم حتماً.

2 لا يُسمح لمن يعمل ولائه لصالح دولة اجنبية، كمرتزق وعميل وخائن، أن يدعي الجهاد وشرف الشهادة، ويقدس عمالته لعواصم ارتزاقه، وهو ألمؤجر لأيرن، والمنتمي لأهم وأشرس مؤسسات أجتياحها، لم يعرف التاريخ العراقي ألحديث، أن هناك من يقدس المحتل، امريكي كان ام ايراني، ليس هناك مبرر اخلاقي، لحق الأختيار بين الولاء لأمريكا او إيران، وكلا الدولتين وعبر التاريخ العراقي الحديث، متوافقتين على انهاك وأخضاع العراق، دولة ومجتمع، ونقطة انطلاق للتوسع وأخضاع كامل المنطقة، اذا كان النفوذ الأمريكي، يمكن معالجته بثورة شعب، فاذرع الأجتياح الأيراني، الممتدة والمتغولة، في محافظتي النجف وكربلاء، ليس من اليسير معالجتها، أنه إجتياح عقائدي وفكري وروحي ونفسي وعاطفي، إنه مخدر شامل مدمر ومكلف، وبالضرورة أولاً، تحرير العقل الجمعي، لمجتمع الجنوب والوسط، من تراكم الجهل والفقر والخوف والأذلال، عبر الأجتثاث ألتام لمافيات ألشعوذة والتخريف، وتجفيف مستنقعات جميع، ألمخدرات ألفكرية والسياسية والأخلاقية والتربوية، ألتي تحاصر الوعي المجتمعي، في الجنوب والوسط، ومنه محافظتي النجف وكربلاء بشكل خاص.                  

3 - لقد اثبتا العقدين الأخيرن، ما بعد الأحتلال الأمريكي والأجتياح الأيراني، أن التوافق بين أطماع الدولتين، المحكوم بجنون التوسعغ الأسرائيلي، يشكل مشروعاً خانقاً ومدمراً للمنطقة برمتها، وسيلعب ثلاثي العملية السياسية في العراق، دور المفخخة الأخيرة، لتفجير المتبقي من الوحدة الوطنية، الى جانب الأدوار الخبيثة، للصمت الشيطاني في مهام المراجع العظام!!!، والتي ستشعل حرائق الفتنة أمؤجلة، من زاخو حد الفاو، حيث التمزيق المخيف لوحدة المجتمع العراقي، فالعراق دولة ومجتمع، وبكافة مكوناته وشرائحه، يقف الآن على حافة نكبته، ثورة الأول من تشرين عام 2019، كانت الأعلان الأول للتغيير، ولم تستطع ماكنة الأبادة من كسرها، لكن موجة الأنتهازيين، وحدها تتحمل مسؤلية خذلانها وإنهاكها، ولا زالت عودتها، تلهث من تحت رمادها، إنها ثورة شعب وحقيقة.

4 - بيوت العمالة والخيانة، للهويات المكوناتية، وبعد ان سحقت، هوية المشتركات الوطنية، تستعد الآن لأكمال ادوارها، فحصتي امريكا وأيران ، الى جانب مجندي اسرائيل وتركيا والعملات الخليجية، قد وصلت نقطة مواجهتها، مع المكونات والقوى الوطنية للمجتمع العراقي، انهم ورغم عنجهياتهم الفارغة، يضعون الآن رؤسهم في جيوبهم، ويبحثون عن افضل واقصر الطرق، لهم وعوائلهم ومسروقاتهم، للوصول (إن أفلتوا)، الى نهايتهم الأمنة، في عواصم الأرتزاق، ونحن مثلهم (احيانا) ننسى، ان العودة الساخنة للعراق، ستمسح شوارع وساحات بغداد والمحافظات، بأسمال نهاياتهم القذرة، وعلى العراقيين كعادتهم، ان يبقوا على موعد، مع لحظة الأنفجار الوطني.

***

حسن حاتم المذكور

طالما استثمر اليهود أحداثا تاريخية مثل (الهولوكوست) المزعوم وجندوها من أجل الواقع كما استفادوا منها قدر الإمكان لما سيجلبه المستقبل للمدعو بالشعب اليهودي. وما بين التربية الممنهجة في المجتمع اليهودي على القوة وما بين اللجوء بعد ما يدعيه اليهود من أحداث دامية لهم في الشتات نشأت فكرة (الضحية). وأصبحت هذه الفكرة فيما بعد أداة خصبة تبنتها الطغمة السياسية في دولة الاحتلال ،حيث عملت على مأسسة هذه الأحداث التي حلت باليهود في أوروبا الشرقية من خلال تنظيم زيارات للشباب اليهودي إلى معسكر الإبادة في أوشفيتس في بولندا. والهدف من وراء ذلك تذكير هؤلاء الشباب المحاربين في المستقبل أنهم جاءوا من هنا كبقية اليهود بهدف الحفاظ على استمرارية وجوده وبقائه.

وقد استخدمها أيضا السياسيون لإقناع العالم بالتعاطف مع اليهود وخاصة في أوروبا التي اضطهدت اليهود وقامت بمعاداتهم وارتكاب المجازر بهم على حد قولهم. فما كان من هذه الدول بالفعل إلا أن حملت عقدة الذنب لما فعله من سبقهم ،وقد بلغ التعاطف مع دولة الاحتلال وصل إلى اكتساب تأييد الشعوب بفعل تلك الدعاية لكل قرار يدعم اليهود حتى لو كانوا هم المعتدين وهم دائما معتدون.

وطيلة عقود ظلت عقدة الذنب تجاه المجتمع اليهودي قائمة عند تلك الشعوب إلى أن حل تاريخ ٧ اكتوبر عندما بدأت دولة الاحتلال حربها الهمجية على قطاع غزة بأسلحتها المتطورة التي زودتها بها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من عظميات الدول، وجنود من مختلف الجنسيات بالإضافة إلى مرتزقة الأرض. فارتكبت أفظع المجازر عنفا من حيث الكم والنوع على مر التاريخ. وهنا سقط القناع الذي تحصنت خلف براءته دولة الاحتلال لأكثر من سبعة عقود ليظهر الوجه الحقيقي القبيح لها فانعكست الصورة وانقلبت الموازين في الاتجاه الصحيح هذه المرة عندما انتفضت شعوب العالم بالملايين إلى الشوارع منددين بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال معلنين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

فمن الدول العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى بريطانيا فإيرلندا وبقية الدول خرج الجميع ليقول لدولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بعتادها وعدتها :

 كفى، أوقفوا القصف واخرجوا من غزة، فقناع الضحية قد سقط.

***

بديعة النعيمي

 

من شعب واحد بدولتين الى شعب بدولة وهوية، بالتأكيد لم تكن الوحدة بين الشطرين سهلة المرام بل استمرت فترات من الزمن بين الاشقاء، لا نشك ان هناك قوى اقليمية لم تكن ترغب في توحيد الشعب اليمني، أيا يكن الامر اتحد الشعب وانشئت الدولة الموحدة، ربما شعر بعض اليمنيين بالتهميش حيث غلب على السلطة اخوة لهم من الشمال، قد نعزوا ذلك الى الوضع الاقتصادي البسيط نظرا لقلة الموارد الطبيعية واكتشاف النفط والغاز جاء متأخرا بعض الشيء لكن لا نخلي مسؤولية من هم في السلطة على الوضاع المزرية.

مع انطلاقة الربيع العربي الذي بدأ واضحا انه لم يكن لأجل اجتثاث الطغاة وتحسن الوضع المعيشي والسياسي (التعددية) بل لتجزئة الوطن العربي والعمل على احداث فتن بين مكوناته الأثنية التي شهدت تالفا بينها للنهوض بالأوطان المستحدثة وفق اتفاقية سايكس –بيكو، اليمن كان مستهدفا بالتغيير، مجلس التعاون الخليجي لم يضم اليه اليمن لأنه يعتبره بلدا فقيرا ولا فائدة منه، الخليجيون هم من قاموا بتنفيذ الربيع العربي والمساهمة بأموالهم في تحقيقه واليمن من ضمنه، بداية ساهموا في ازاحة الرئيس وابقوا على حزبه في السلطة، ثم قتل الرئيس وسحبت السلطة من الحزب ودخل اليمن مرحلة صراع اقليمي.

مجلس العموم الجنوبي (هيئة الرئاسة، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين)، وفق ما يرى ناشطون وسياسيون ينتمون الى ما كان يعرف بدولة جنوب اليمن ويسعون الى انعقاد جلسات له في عدن (الاول من يناير 2024)، مختص بمناقشة القرارات المصيرية المتعلقة بهوية شعب الجنوب وسيادته. ويعتبرونه المرجعية السياسية في إقرار أو قبول أو رفض أية حلول تتعلق بالقضايا المصيرية لشعب الجنوب، وبما يحقق تطلعاته وإرادته والمُتمثلة في استعادة الدولة كاملة السيادة، كما يصرون على ان انعقاده يعد خطوة من خطوات البناء المؤسساتي لدولة الجنوب المنشودة ويعتبرون انه الانعقاد يأتي في ظل تكالب القوى التي يدعون انها معادية لهم.

أيا تكن المبررات التي يسوقها هؤلاء (جميع القضايا يمكن حلها بالحوار ان خلصت النوايا وفك الارتباط مع الخارج) فإنها تعد خطوة لتشرذم اليمنيين (الشعب وليس الساسة) الذين اثبتوا على مدى سنوات انهم اخوة مترابطين يوحدهم الوطن والمصير.

يمثل اليمن البوابة الجنوبية للبحر الاحمر الذي يعد بحرا عربيا، وبالتالي فان دولا اقليمية وقوى اجنبية لا ترغب في ان يكون امن وسلامة الملاحة به بأيدي دول المنطقة، لذلك انشات هذه الدول بعض القواعد بأريتريا وجيبوتي والصومال المجزأ، للتدخل عند الحاجة، وقد لاحظنا ذلك بسعيها المحموم لتشكيل تحالف دولي لضمان عبور بوارجهم وسفنهم الحربية لإمداد العدو الصهيوني بما يحتاجه خاصة وان العدو ومن ورائه امريكا والغرب يشنون حربا شعواء لا هوادة فيها على قطاع غزة المحاصر منذ 3 عقود، ارتكبوا ولا يزالوا ابشع الجرائم بحق المدنيين العزل من اطفال ونساء، ولم تسلم المشافي ودور العبادة من اعمالهم الشنيعة.

قد يتعثر تشكيل التحالف لكنه يظل هاجسا يؤرق دول المنطقة، ويسلبها حقها في الابحار بحرّيّة ، حيث تسعى امريكا ومن معها الى التحكم في المعابر-المنافذ الدولية. وتظل صنعاء عاصمة لليمنيين وان طال السفر.

***

ميلاد عمر المزوغي

المجتمع الاستيطاني الصهيوني سيعيد انتخاب مجرم الحرب نتنياهو كما أعاد المجتمع الأميركي بوش الابن بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر! أعتقد أن فكرة أن نتنياهو قد انتهى سياسيا وأن مستقبله السياسي قد انتهى وأنه سيذهب إلى السجن بعد أن تنتهي حرب الإبادة على غزة فكرة خاطئة وخطرة. هذه الفكرة قد تصح في المجتمعات الطبيعية المنسجمة مجتمعيا تحكمها دولة مؤسسات ديموقراطية وليست في دولة استيطانية عنصرية قائمة على الحروب والعدوان واغتصاب أوطان شعوب أخرى! لنا مثال على ذلك في الولايات المتحدة الأميركية؛ فبعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 وسقوط آلاف القتلى، شنَّ جورج بوش الابن حروبه الثأرية بالقصف السجادي وأسقط نظام طالبان عام 2001 ثم شنَّ حربه "السجادية" الثانية على العراق وأسقط نظام حكم دكتاتوري دموي متخلف بعد حصار شامل طويل قتل بسببه أكثر من مليون عراقي غالبيتهم من الأطفال سنة2004، ودمر بوش البلدين - أفغانستان والعراق- وزرع فيهما نظامي حكم رجعيين عميلين، وكان منطقياً - لو كنا في حالة مجتمع طبيعي ديموقراطي منسجم وليس في مجتمع استيطاني قائم على الحروب والعنصرية وهيمنة الإنكلوسكسون - أن يطاح الرئيس المرشح بوش الابن في انتخابات 2004، ولكن غالبية المجتمع الاستيطاني صوتت له وجددت عهدته الرئاسية لأنها اعتبرته بطلها الحامي قاتل الأعداء الذين يهددون هذا المجتمع المفتعل القائم على القتل ولعدوان!

مجرم الحرب نتنياهو يبيد الفلسطينيين اليوم في حرب إجرامية عنصرية أمام انظار العالم – وخاصة الحكومات العربية والإسلامية الاستبدادية - المتفرج الساكت إلا ما ندر، ويحاول - نتنياهو - أن يزيد عدد قتلاه من المدنيين الفلسطينيين إلى أقصى حد ليرضى عنه المجتمع الاستيطاني وينسى فشله العسكري سواء في صد هجوم السابع من تشرين أول أكتوبر أو في حرب المواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي خسرها ويخسرها كل يوم، وحين ستنتهي الحرب سيخرج نتنياهو والمحازبون له ليفاخروا خصومهم بعدد قتلاهم الفلسطينيين ولا أستبعد تماما أن يعاد انتخاب نتنياهو ويصعد اليمين العنصري الصهيوني مجددا ويدير الدولة الاستيطانية ويخوض المزيد من الحروب ضد الفلسطينيين والعرب عموما!

***

علاء اللامي

مساء ٢٥/نوفمبر/٨٧ نُفذت في شمال دولة الاحتلال عملية فدائية فلسطينية كانت من أنجح العمليات بعد أن أغلق العالم أبوابه كلها أمام فلسطين. فقد نجح فدائي طيار في اجتياز منطقة الحزام الأمني اليهودي في جنوب لبنان بطائرة شراعية ذات محرك، وهبط في منطقة أصبع الجليل بالقرب من مستوطنة (كريات شمونة) بهدف اقتحام أحد معسكرات (الناحل) التابعة لجيش الاحتلال (معسكر غيبور) حيث تمكن قبل استشهاده من قتل ضابطين وأربعة جنود يهود وجرح سبعة منهم. وكانت (ياعيل ديان) ابنة موشيه ديان قد ادعت أن هدف العملية قتل نساء وأطفال مدنيين.

وعاشت المستوطنات اليهودية في الشمال ليلة من الرعب لن تمحى من الذاكرة وسط ذعر وهروب إلى الملاجئ. ويقول شمعون فايس في نهاية وصفه لما حدث (وإن أي طبيب نفساني مبتدئ يستطيع أن يوضح أن من الصعب تخليص الأفراد من رعب ليلة كهذه). كما أوقعت هذه العملية سياسة الأمن اليهودي في مأزق كبير حتى أن آرييل شارون حيث أثبتت هذه العملية فشله الذريع (أن من الواجب قطع يد القتلة) واليوم ٢٠٢٣ كررها بنيامين نتنياهو حينما قال سنقضي على حماس.

فما أشبه اليوم بالأمس. فالطائرة الشراعية التي استخدمها مجاهدو القسام في ٧/ اكتوبر ليست بالأمر الجديد ،فما حدث عام ٨٧ بطائرة شراعية عاد ليحدث في ٧/ اكتوبر بفارق أن فدائي ال٨٧ بذر بذوره وتركها لحين يوم حصاد فكان هذا الحصاد عملية طوفان الأقصى حيث استخدمت الشراعية إلى جانب بقية وسائل اقتحام غلاف غزة وهي طائرة بدون محرك تعتمد في تحليقها على التيارات الهوائية لأجنحتها في هدوء ونعومة مثل الطيور،طبعا بهدف صنع عنصر المفاجاة للعدو.

وما لن يمحى من الذاكرة العربية الحرة مشهد الطائرات الشراعية وهي تنقض كالنسور الجريئة على فرائسها (المستوطنات). والذعر الذي حدث من هروب لقطعان المستوطنين في ٨٧ عاد ليحدث في ٢٠٢٣ عندما أصبحت مستوطنات الغلاف في قبضة المجاهدين. وبهذا تكون العملية قد نجحت في إثبات الفشل الاستخباراتي لجيش الاحتلال بشرخ جدار الأمن الذي عمل عليه قادة الدولة منذ قيامها. فبعد تأسيسها عام ٤٨ أشرف بن جوريون رئيس وزراء دولة الاحتلال آنذاك على بلورة نظرية الأمن القومي المنبثقة من أطروحة (جابوتنسكي) الأب الروحي لليمين اليهودي (أطروحة الجدار الحديدي) حيث يستند إلى بناء قوة عسكرية رادعة للحفاظ على أمن الدولة لكن عملية ٨٧ ضربت هذا الجدار واليوم نراه ينهار أمام طوفان الأقصى والذي سيكون بإذن الله بداية انهيار هذه الدولة. وعلى نتنياهو ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول الشيطان أن تفهم ان لا بقاء لدولة سرقت ما هو ليس ملكا لها.

***

بديعة النعيمي

 

مازال الغرب يكشف عن المزيد من ملامح وجهه القبيح حتى صرنا نقرأ قسماتهم، نعي نظراتهم،نعرف إيماءاتهم ونسمع همساتهم بعدما تعارفنا من المسافة صفر.

العداء الأزلي السافر للإسلام والعروبة هو السمة المشتركة بين الصهيونية والغرب، وكلما اقتربت خطوط التماس من بعضها انكشف ما وراء المساحيق أسرع، وبدت حقيقة الوجوه واضحة أكثر، وسقطت كل الأقنعة المصطنعة والمزيفة، وأصبحنا قريبين من دخيلة قلوب صناع القرار حتى لنستشعر حرارة نفثهم شرا وكراهية،وكلما اقتربنا راعنا ما تخفيه سطور مواثيقهم المخادعة وعقودهم المضللة وعهودهم الكاذبة، رأينا كيف تطحن مقومات الشعب العراقي، وتدمر حضارة وتراث الشعب السوري، وتنهب ثروات الشعب الليبي، وكيف يباد الشعب الفلسطيني الأعزل وأطفاله الأبرياء بآلاف الأطنان من القنابل الغبية أكثر من الذكية على يد جنود صهاينة أغبياء أكثر من قنابلهم لم يتمكنوا على مدي ثلاث أشهر من مغالبة أفراد المقاومة المسلحة وجبنوا عن مواجهتهم فسارعوا إلى الانتقام لقتلاهم في الشيوخ والنساء والرضع وأفرغوا حنقهم وحقدهم على المدنيين ليلا، هذا هو أسلوب المستعمرين في كل الحقب التاريخية، لا يتغير لأنه إجرام يسرى مجرى الدم، تقتيل بدون تمييز، واغتصاب بلا أي وازع أخلاقي، وتدمير بغير ضمير إفسادا في الأرض، وهناك الفرنسي اليهودي، والأمريكي اليهودي .. والألماني كذلك !! أصبحوا ينتصرون لليهودية أكثرمن اليهود أنفسهم، يخوضون إلى جوارهم حربا غير متكافئة، عرفناهم وعرفونا جيدا من المسافة صفر، نعترف بأننا شعوب ضعيفة الشخصية، لا تقدس العمل ولا تقبل على تحصيل العلم بل تهوى التجارة فقط، التجارة في كل شيءيصنعه الغرب، تلك هي السيرة الأولى كما عهدناها في قبيلة قريش، هجرنا علماؤنا واستفاد الغرب من علمهم، وأصبح شبابنا يحلم بأوطانهم على قوارب الموت، قاست مجتمعاتنا المحافظة من مظاهر الفتن والضلالة وعانت من مختلف سيناريوهات التدمير الذاتي والانتحار السياسي تحت وطأة الإرهاب السياسي والطائفي والديني المسلح المسخر من الغرب والموجه تحت مسمى ثورات الربيع العربي، ثم إشاعة الفيروسات والأمراض سريعة الانتشار وإحداث العدوى،ونشر الفساد الأخلاقي والشذوذ، إنه مخطط كبير يستهدف المسلمين أينما وجدوا ولا يستثنى منه أي وطن عربي، لقد جعلنا من أنفسنا تطبيقا حيا للمثل القائل " المذبوحة تسخر من المسلوخة،وبرغم كل هذا يعتز كل مواطن عربي بمقوماته ويتمسك بهويته وأصالته، ويدرك أنه ليس هناك من مخرج سوى الأخذ بجميع أسباب المنعة والقوةبالتسلح بالعلم والتمسك بالتضامن والمحافظة على المقومات الوطنية، وسيكون الأمر أقرب إلى التحقيق بكل يسر وسهولة إذا جعل كل زعيم عربي مسافة علاقته بهموم أفراد شعبه صفرا.لقد علمتنا الحرب الصهيونية على غزة من المسافة صفر أن من يدّعون القوة جبناء،ومن يزعمون الجبروت أغبياء، وأن ساستهم مراوغون وجنودهم شواذ وأن تاريخهم كله عار عليهم ولا يحمل التاريخ لهم أي موقف يشرفهم، أمّا شرطي العالم الذي ضاق بكونه ليس إلا بلد مهاجرين نشأ وسط حضارات عريقة فلم يتطور فكره منذ عهد "الكاوبوي" ويتلخص في أن البقاء للأصلح، وأن صاحب الكفاءة هو الشخص الأسرع في سحب مسدسه، لذلك فهم أبعد ما يكونون عن رسم سيناريوهات التنمية لكل بلد عربي مسلم لأنهم ليسوا أهل سلام ولا جديرين بالثقة، ولا يجوز أبدا أن تبني الدول العربية علاقاتها مع الغرب والصهاينة من المسافة صفر.

***

صبحة بغورة

راهن الغرب على ضعف لبنان من خلال خلق نظام طائفي للحكم، اضافة الى تكوين عملاء له، وجعله بلدا سياحيا بالدرجة الأولى، لئلا ينشغل بما يجري على حدوده من اغتصاب لدولة فلسطين وتشريد اهلها، ليعيشوا في الشتات ومنهم لبنان الذي يختضن حوالي المليون لاجئ فلسطيني يعيشون على مساعدات الامم المتحدة ضمن وكالة غوث اللاجئين التي تقاعست مؤخرا عن دورها، فأصبحوا يشكلون عبئا على الدولة اللبنانية.

ولان لبنان دولة مواجهة، فان الغرب وضع فيتو على تسليحه، للسماح للكيان الصهيوني بان يصول ويجول فيه متى اراد، نفذ الصهاينة عديد العمليات الاجرامية بحق القوى الوطنية، وكانت هناك عمليات اغتيال لقادة فلسطينيين كانوا يتخذون من بيروت مقرا لهم، وكان الهجوم الشامل العام 1982 حيث احتلوا كامل جنوب لبنان وصولا الى العاصمة بيروت ودنسوها.

كانت هناك عمليات فدائية ضد المحتل الصهيوني من قبل القوى اليسارية من مختلف المذاهب لعل ابرزها تدمير مقر المارينز في بيروت العام 1983 ومقتل 240 جندي امريكي واجبرت امريكا على سحب قواتها من لبنان.وفي14 من سبتمبر تم اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل قبل تنصيبه. وفي العام 1982 تأسس حزب الله واخذ على عاتقه تحرير الجنوب من المغتصبين الصهاينة وكان له ذلك العام 2000 م.

لا باس لنا من الرجوع بالذاكرة الى اكثر خمسة عقود مضت بشان لبنان الذي يريدونه مكانا للهو والراحة والاستجمام، بعيد غروب شمس 28 كانون الاول (ديسمبر) عام 1968، انطلقت قوة "إسرائيلية" خاصة على متن مروحيات إلى مطار بيروت الدولي، ونفذت عملية دمرت خلالها 13 طائرة ركاب كانت جاثمة هناك وعد العمل انتقاميا ردا على اختطاف مسلحين تابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في 22 تموز(يوليو) 1968 طائرة ركاب مدنية "إسرائيلية"، كانت متوجهة من روما إلى تل أبيب، ولكن تم التوجه بها إلى الجزائر.

الهجوم الانتقامي شاركت فيه 15 طائرة مروحية وعشرات من طائرات الإسناد وعدة قطع بحرية من بينها ستة قوارب وعدة قوارب إنزال آلية، تحسبا للاضطرار إلى إجلاء أفراد القوة الخاصة المهاجمة عن طريق البحر بعد العملية، وأيضا لانتشال طاقم وركاب أي مروحية في حالة سقوطها في البحر.

اجتمع مجلس الأمن الدولي ليلة رأس السنة 31 كانون الاول- ديسمبر 1968، ورأى أن العملية الصهيونية في مطار بيروت التي دمر بواسطتها حوالي نصف أسطول النقل الجوي المدني اللبناني، تتعارض مع القانون الدولي، وحذر الصهاينة من أنه سينظر في اتخاذ المزيد من الخطوات في حال تكرار مثل هذه الحوادث، وانتهى الأمر في ذلك الوقت عند هذا الحد.

الحرب الاخيرة على غزة، أثبتت همجية الغرب وعدم اعترافهم بحقوق الانسان، سقطت شعاراتهم الزائفة، على مدى ثمانون يوما والمقاومة الفلسطينية في غزة تكبد العدو ومن ورائه امريكا وحلف الناتو وتواجد مدمرات امريكية بسواحل غزة دلالة على ارادة المستعمرين في ازالة المقاومين بأية وسيلة، تشير المصادر الى حضور افواج مقاتلة ومرتزقة من اكثر من 23 دولة حول العالم(25، 000 مرتزق) لدعم عمليته البرية في غزة اولاً ولتنضم الى وحداته المنتشرة في شمال الكيان على الحدود مع لبنان.

يستخدم حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان صواريخ بركان ذات التدمير الكبير وكذلك المسيرات الانقضاضة المتفجرة، وخلال الاسبوع الاخير من السنة 2023 شكل دخول الصواريخ المضادة للطائرات عنصراً جديداً في توازن الردع الناشىء على الحدود الجنوبية مع فلسطين.

حركة حماس رفضت البند في المبادرة المصرية الذي يدعوها الى التخلي عن حكم غزة مستندة الى انها لم تخسر في الميدان بوجه الجيش الصهيوني، لا بل كبدته خسائر كبيرة وهي لا تزال الاقوى على الارض. وعليه، ترى الحركة انها ليست في موقع ضعيف لتقدم للصهاينة تنازلات على غرار اقصائها من الحكم في غزة، حيث ان جيش العدو لم يحقق اهدافه المعلنة.

لقد اظهرت الحرب على غزة وحدة ساحات المقاومة من العراق الى حزب الله مرورا باليمن لتصب جميعها في مصلحة فلسطين وعدم تركها وحيدة بالساحة بينما نجد بعض الحكام العرب يتمنون زوال المقاومة ومسح خارطة فلسطين من الوجود، ولكن الشعوب المقاومة لا تقهر وستنتصر حتما.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

إذا فقدت الأمم والشعوب ذاكرتها فستفقد مناعتها، وتتحول إلى موجودات خرفة تقودها إرادات الآخرين، لأنها لا تمتلك ما يؤهلها لقيادة نفسها ومعرفة خارطة مسيرها.

وذاكرة الأمم والشعوب تتلخص بتأريخها، الذي يمكن محقه أو تحويله إلى سلاح ضدها، لتدمير وجودها في الحاضر والمستقبل.

وبما أن تأريخ أمتنا لا يمكن محقه والتخلص منه، فأعداؤها يجدّون ويجتهدون بتحريفه وتحويله إلى طاعون، لتعويقها وتفريغها من جوهرها وطاقاتها الحضارية الأصيلة.

وفي زمننا المعاصر بلغ العدوان الفكري والثقافي ذروته وتمام خطورته، بتغفيل نخب الأمة وتحويلهم إلى أدوات فاعلة في تشويه التأريخ والتقليل من قيمته، بل وتكذيبه وإعتباره حالة مغايرة مترعة بما هو سلبي ودوني، وبعيد عن المعاني السلوكية النبيلة السامية.

ويتم التركيز على الدموي والقتالي، ويبتعدون عن العلمي والثقافي، ليوهموا الأجيال بأن الأمة لا علاقة لها بالعلم والمعارف الإنسانية، وأن بطولتها في السيف وحسب.

ولهذا تجد الذين يحاولون الكتابة عن حقيقة اِلأمة الحضارية في محنة تحدي ما في رؤوس أبنائها من أضاليل وتصورات سلبية، فتجدهم يبخسون المكتوب بإيجابية عن أمتهم، ويهللون ويروّجون السلبي.

ويبدو أنهم قد أفلحوا بزرع الأكاذيب في الوعي الجمعي، وإقناع أبنائها بأنها مقعدة، عاقرة، فاقدة لمؤهلات المعاصرة، وعليها أن تتبع وتقبع في أحضان الطامعين فيها.

فهل من تفاعلات تحافظ على ذاكرة الأمة وتصونها من التشويه والتدمير؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 ليس مفاجئا أن تقوم أمريكا بإفشال قرار وقف إطلاق النار في غزة، وليس مفاجئا أيضا المشاركة الأمريكية الفعالة في المجازر الصهيونية في غزة أرضا وشعبا؛ بحكم الارتباط الاستراتيجي بين أمريكا والكيان الصهيوني. وفي الوقت ذاته؛ يدعو المسؤولون في أمريكا والغرب إلى عدم تمادى إسرائيل في قصفها العشوائي، وأن تأخذ في الاعتبار؛ المحافظة على حياة المدنيين من سكان غزة، وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي إذا استمرت ـ حسبما قال وزير الخارجية الفرنسي مؤخرا ـ في قتل المدنيين من دون وضع حدود؛ تُقيدها وتحمي المدنيين، وإبرام هدنة إنسانية مستدامة، (رغم أنه لم يأت على ذكر إيقاف المجارزة كليا والانسحاب من القطاع) سوف تفقد الدعم الدولي، علما أن إسرائيل مدانة تقريبا من كل المجتمع الدولي.

نتنياهو قال مؤخرا؛ بأن ليس في وارد إسرائيل حل الدولتين، وإنه حتى الاتحاد الأوروبي يشاركها في هذه الرؤية في السر، على عكس ما يصرحون به في العلن، وإن الفلسطينيين من الممكن أن يسمح لهم بإدارة مناطقهم، إدارة غير سيادية، وهو الحاصل منذ أكثر من ثلاثة عقود، إضافة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون ويتشاورون مع مراكز القرار في المنطقة العربية وحتى مع السلطة الفلسطينية؛ حول مرحلة ما بعد المقاومة الفلسطينية، ومن يحكم القطاع؛ هل سيكون ائتلافا عربيا، أم السلطة الفلسطينية؛ وكأن الأمر محسوم لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناقضة صارخة؛ لما يقوم به أبطال المقاومة من تصد وقتل للغزاة من منطقة الصفر، وتكبيد جنود الاحتلال خسائر وأثمانا باهظة، حسب اعتراف المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال. في خضم هذه الإبادة الإجرامية، وفي التصريحات التي كثر تداولها في الأيام الأخيرة؛ تتم إعادة الروح إلى حل الدولتين، في تناقض مع تصريح نتنياهو الأخير حول هذا الحل، علما أن هذه التصريح لم يرد عليه أي من المسؤولين الغربيين، أو الأمريكيين لا نفيا ولا قبولا حتى الآن؛ مما يثير لدى كل متابع، الكثير من الشكوك والأسئلة حول الموقف الحقيقي الأمريكي والغربي من موضوع حل الدولتين، ما يرسخ قول نتنياهو الأخير في الذي يخص حل الدولتين، تثبيتا ووجودا على أرض الواقع الحقيقي والمدفون تحت السطح. كل العالم تقريبا، أدان ما تقوم به إسرائيل من جرائم في غزة، لكن أمريكا والغرب صما آذانهم وكأن فيها وقرا؛ عن كل هذا الذي يجري منذ اكثر من 3 أشهر في غزة من محارق ومذابح يندى لها جبين الشرف الإنساني وأخلاق البشر. هذه الجرائم الصهيونية ليس لها مثيل في كل العصور، إذن لماذا أصم الغرب وأمريكا آذانهم عن هذا الذي يجري؟ حتما يقف وراء هذه المواقف مصالح ذات أبعاد استراتيجية، هذه الآصرة الاستراتيجية بين امريكا والكيان الصهيوني؛ هي ما تفسر بوضوح استخدام أمريكا حق النقض (الفيتو) لإفشال إصدار قرار لوقف إطلاق النار في غزة، أي وقف المحرقة الصهيونية، متجاوزة كل ما سوف يلحق بها من أضرار سياسية وأخلاقية، وها قد تضررت في الاتجاهين، ولا تزال هذه الأضرار تتوسع وتتعمق، شعبيا ورسميا، في الداخل الأمريكي، وفي جميع بقاع المعمورة. عليه، ليس غريبا وقوف أمريكا والغرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من الرفض العالمي لهذه الجرائم. أصوات مسؤولي الغرب وأمريكا التي ترفض القصف العشوائي، وحماية المدنيين، وتطالب بهدن مستدامة، وليس وقفا لهذه الجريمة شاملا وكاملا، مع الانسحاب الكامل، وهناك فرق كبير وكبير جدا، بين الهدن الإنسانية المستدامة، والوقف الشامل والكامل، والانسحاب، أما مسؤولو المقاومة فأكدوا مؤخرا، أن لا تبادل للأسرى إلا بالوقف الشامل والكامل، والتبادل الكامل للأسرى والانسحاب.

الموقف الأمريكي والغربي يشكل دليل إدانة واضحا وصارخا لأصحابه؛ فهم لم يرفضوا، أو يدينوا المذابح رفضا تاما من الأساس، بل يرفضون الطريقة بالوصول إلى الهدف أي هدف تصفية المقاومة الفلسطينية ليس في غزة فقط، بل في كل الأرض الفلسطينية المحتلة في الخامس من يونيو عام 1967. وزير خارجية روسيا مؤخرا قال؛ يبدو أن الغرب لا يريد إقامة دولة فلسطينية. أقول، على ما يظهر من خلال الجريمة الإسرائيلية الجارية في غزة حتى الآن؛ إن الغرب لا يريد إقامة دولة فلسطين، بل الحقيقة هي أن الغرب وعلى رأسه الإمبريالي الاستعماري، أمريكا؛ ليس في أجندته الخفية، سواء الآن أو قبل الآن بعقود؛ إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أرض فلسطين، قبل يونيو 1967، بل كما قال نتنياهو؛ منزوعة السلاح والسلطة السياسية، أي حكما ذاتيا ملمعا باسم دولة.. وحسب مراقبين لما يجري في غزة من عدوان اسرائيلي؛ أن هناك مساعي أمريكية وغربية وعربية؛ لعقد مؤتمر للسلام؛ تتم فيه مناقشة حل الدولتين. مستشار الأمن القومي الأمريكي، زار مؤخرا، تل أبيب ورام الله؛ والتقى خلالهما بمسؤولين إسرائيليين، وعلى رأسهم في تل أبيب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وفي رام التقى بمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية؛ حسب التسريبات الإعلامية؛ تمت في اللقاءين مناقشة الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية عليها. رئيس السلطة الفلسطينية؛ أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي؛ أن السلطة الفلسطينية تعتبر الضفة الغربية والقطاع والقدس؛ أرضا لدولة فلسطينية واحدة، غير قابلة للتجزيء. أما في تل أبيب، وبعد مغادرة المسؤول الأمريكي؛ فقد صرح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ بأن الحرب في القطاع (الإبادة) على مراحل، وها قد دخلنا في المرحلة الثالثة؛ وسوف تكون الحرب أقل وطأة وعنفا في المراحل اللاحقة، لكنها وفي جميع الأحوال سوف تستمر حتى تحقيق كامل أهدافها. هذا التصريح يعني؛ أن الهدنة المستدامة، مجزءة، أو متواصلة، من المحتمل جدا، إن لم أقل سوف تتم ليس في الأيام القليلة المقبلة، بل أكثر من حساب الأيام قليلا. عزام الأحمد وفي تزامن مع هذه التحركات والتصريحات التي نتجت عنها؛ قال؛ إنه قد تلقى أمرا من محمود عباس للاتصال مع قادة المقاومة الفلسطينية، وقال مسؤولو البيت الأبيض؛ المهم والضروري، تجديد السلطة الفلسطينية.. حسين الشيخ القيادي في السلطة الفلسطينية، وفي منظمة فتح معا، قال مؤخرا، أو ملخص ما قال؛ إن منظمة فتح هي الممثل الوحيد لفلسطين، وإن المهمة الآن هي وقف الحرب، وإن المحاسبة سوف تأتي لاحقا، ومن المهم تجديد السلطة الفلسطينية.

في رأيي وباختصار، ومن خلال كل هذا، أولا أن هناك طبخة ما، لما بعد المجازر الصهيونية. وثانيا أن الحرب أو الأصح الجريمة الصهيونية في غزة سوف تأخذ منحى آخر مختلفا، أي تسكين القتال، إنما سيظل جيش الاحتلال الاسرائيلي في القطاع لخنق مدن غزة وشعبها. ثالثا أن المقاومة ستستمر في مقارعة هذا الغول الصهيوني المجرم. رابعا أن جيش الاحتلال الاسرائيلي سيحاول القيام باغتيالات في القطاع وخارجه، وربما في البعض من الدول.. خامسا وفي التوازي سوف يجري ضخ دماء الحياة في موضوع حل الدولتين.. سادسا أن القتال بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، سوف يستمر إلى زمن ليس بالقصير. إن هذه العملية إذا ما تمت طبقا للإرادة الأمريكية والغربية والصهيونية، وغيرهم.. ستكون أولا طوق نجاة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. ثانيا ستساعد دولة الكيان الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني في تحقيق أهدافه الخفية، التي عجز عن تحقيقها بالصواريخ والمدافع. ثالثا ستساهم مساهمة فعالة؛ لزيادة مساحة منطقة الفراغ بين السلطة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، سواء في القطاع او في الضفة الغربية. رابعا أن المقاومة الفلسطينية، سواء في القطاع، أو في الضفة الغربية ستتوسع وتتعمق في عقول ونفوس الشعب الفلسطيني، وعلى الأرض؛ لأنه سيكتشف، ليس لاحقا، بل في اللحظة التي تبدأ بها هذه الطبخة، أن اتفاقات أوسلو، التي مرّ عليها أكثر من ثلاثة عقود، كذبة، لم تطبق إسرائيل أيا من بنودها، بل على العكس تمادى نتنياهو ورفضها رفضا تاما.

***

مزهر جبر الساعدي

 

تقتضي منّا هذه المهنة التي يُطلق عليها "مهنة المتاعب"، والآن أصبحت وظيفة من لا مهنة لهم بفضل العشرين ألف صحفي المسجلين بدفاتر نقابة الصحفيين، بأن يتفرّغ العاملون فيها إلى متابعة ما يجري حولهم كل يوم، فلا مكان وسط " طلات " إبراهيم الصميدعي صاحب المقولة الشهيرة "أنا مستشار رئيس الحكومة بمزاجي" مضيفاً، لا فض فوه، إن مهمته أن يحل أزمات البلاد، وابتسامة محمود المشهداني وهو ينتظر صافرة العدو نحو كرسي رئاسة البرلمان.

واصرار القوى التي تريد السيطرة على مجالس المحافظات على تغييب المستقلين، في ظاهرة لا تحدث في اتعس البلدانت .. غياب الصوت المستقل والاعتدال ليرتفع صوت المحاصصة والطائفية، فالجميع لا يريد للمواطن ان يحتمي بوطنه، وإنما بطائفته، انها تداعيات الظهور المستمر لدعاة التوازن الطائفي .

تعلِّمنا الكتابة اليومية أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس مرة ومرتين وثلاثاً بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرّر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات ناطقي الدولة، وتناحر القوى السياسية من أجل المناصب والمغانم .

سنوات والعنوان في صحفنا الرسمية وشبه الرسمية هو واحد لا يتغيّر "نجاح خطة التنمية"، فلتحيا جميع الخطط، ولنطمئن مادامت الصناعة متطورة والزراعة مزدهرة والجامعات الأهلية بعدد نفوس العراق.

ونحن نستقبل العام الجديد نفسه من حق المواطن أن يسأل إن كانت القوى السياسية وهي تسعى للسيطرة على كل شيء جادة في تحقيق الخطط التي وعدت بها وعن الطريقة التي تتعامل بها مع الوقت والمال العام ومصالح المواطنين والاستعداد للمستقبل .

ولأننا في أيام عيد، أتمنى أن أستيقظ ذات يوم، فلا أجد في نشرات الأخبار خبراً يتعلق بالاستحقاق الطائفي، ليست عندي ياسادة من مقترحات غير التمني، وهي بضاعة المفلسين في عصر ظل يستمد معارفه وعلومه من مكتبة إبراهيم الجعفري التي لا أدري أين حلّ بها الدهر، بعد أن عاد الجعفري إلى موطنه الأول "بريطانيا".

سيقول البعض: بأيةِ حالٍ ستعود علينا السنوات، لكنها ستعود ياسادة وسيكون فيها يوما من الايام تجديد برغم، فمثلما يريد البعض لهذا الوطن أن يكون ضحية لمطامحه وقرباناً لدول الجوار، فإن هذا الشعب لا يمكن أن يواصل الرضوخ ليقدم كل عام تجربة فاشلة جديدة، وتسرق آماله ومستقبله وأحلامه. جيث يواصل الكاذبون كذبهم، كما يشاءون، ويستمر المضحوك عليهم في استقبال مزيد من الحكايات الكوميدية عن الإصلاح والنزاهة.

في كل الأحوال، وبرغم الحال التي نستقبل فيها العام الجديد، ومع شغفي بمتابعة تقلبات نوابنا الاعزاء، أقول لكم: كل عام وأنتم على عتبة عام جديد أفضل .

***

علي حسين

 

عملية طوفان الأقصى في ٧/ أكتوبر/٢٠٢٣ التي عُمدت بالدم الفلسطيني وسقط خلالها آلاف الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ ورجال واعتقال طال المئات تعدى إلى إخفاء أكثرهم وإصابات أيضا بالآلاف ومفقودين تحت الأنقاض، جاءت في وقت ظن فيه البعض أن ملف القضية الفلسطينية قد أغلق ووضع في أقصى زاوية في مسيرة التطبيع العربي ومبادرة المسار الإبراهيمي المزعوم ليعلن للعالم أن فلسطين حية وشعبها باق.

إنها غزة التي قال فيها هارون هاشم رشيد (كانت غزة ومنذ اللحظات الأولى للنزوح الفلسطيني بؤرة للتأجج الوطني،فهؤلاء النازحون الذين وفدوا إليها يحملون في عيونهم وقلوبهم صور مدنهم وقراهم ومزارعهم ومدارسهم ظلت تحفزهم على التسلل إليها والعودة إلى مرابعه).

ففي الجهاد ضد البريطانيين واليهود اشتركت غزة بمدنها وقراها وبدوها. وفي ثورة ١٩٢٩ غادر اليهود الذين كانوا يقيمون في غزة لحراسة الجند ولم يعد منهم أحد بعد ذلك التاريخ. وفي عام ١٩٣٤ شارك سكان غزة بالإضراب التاريخي الذي استمر ١٧٣ يوما. وفي عام ١٩٤٧ كان نصيب قطاع غزة ٧٣٠ اشتباكا من أصل ٩٧١ في الضفة والقطاع.

وفي خمسينات القرن الماضي كانت هي الشرارة الأولى لانطلاق العمليات الفدائية التحررية. وفي انتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧ كانت غزة شرارتها عقب حادثة الشاحنة اليهودية التي أدت إلى قتل أربعة من مواطني القطاع.

وصولا إلى انتفاضة ٢٠٠٠ عندما زار شارون الحرم القدسي. حيث بدأت الانتفاضة مقدسية ثم شهدت تطورا عندما استخدمت المقاومة الفلسطينية الصواريخ والتي كان من نتائجها انسحاب دولة الاحتلال من غزة عام ٢٠٠٥. تلاها سلسلة من الحروب خاضتها المقاومة في غزة آخرها حرب ٢٠٢٣ والتي جاءت على إثر اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى بهدف إقامة طقوسهم الدينية المزعومة.

فبدأت دولة الاحتلال بكل عنجهيتها وشوفينيتها تمارس أعمال الشيطان من خلفها تقف الولايات المتحدة الأمريكية وعظميات الدول مع مباركة الصمت العربي الخجول على سكان غزة العزّل وارتكاب ما ارتكبته من مجازر دموية حقودة وخرق ما لم يخدم فلسطين منذ ضياعها ذلك المسمى بالقوانين الدولية والإنسانية وغيرها من الترهات التي لم تكن يوما أكثر من خطابات على ورق لم تفعل أكثر من خدش عذرية البياض بسواد حبرها.

ولم تكن تلك الأعمال التي أقل ما توصف به أنها وحشية إلا انتقاما من غزة التي كم مرة تمنى قادة دولة الاحتلال أن يستيقظوا فيجدوا البحر وقد ابتلعها.

وبالرغم من كل ما ارتكب وما يرتكب إلى اليوم إلا ان المقاومة أذاقت وتذيق شواذ الاحتلال الويلات وتحرق الأرض تحت اقدامهم بل وتزلزلها، يخرج مجاهدوها لهم من حيث لا يعلمون.

غزة اليوم قنبلة موقوتة، هي الموت الذي يتمثل لهم في واقعهم وأحلامهم.

وكما هو عهد الشيخ المجاهد عز الدين القسام منذ ثلاثينات القرن الماضي (وإنه لجهاد نصر أو استشهاد).

***

بديعة النعيمي

 

صادق السامرائينستهجن التطرف والغلو وإدعاء إمتلاك الحقيقة المطلقة، وما يترتب عليها من تداعيات سلوكية مريرة، وحقيقتنا أن الغلو طبعنا، وبما أن الإناء ينضح بما فيه، فمجتمعاتنا تتوالد فيها الإتجاهات المتطرفة في كل شيئ، والتطرف الديني أحدها.

لو تفحصتم سلوك المفكرين والفلاسفة والمثقفين ومَن في السلطة، لتبين مدى التطرف الفاعل فيهم، فهل وجدتم مفكرا يقبل برأي مفكر غيره، وعرفتم فيلسوفا رضي بغير مشروعه، أو كاتبا لم يتمسك برأيه حد الإفراط في الغلو، وهل عرفتم مثقفا قبل نقدا ولم يعتبره عدوانا عليه؟؟!!

في هذه النماذج أمثلة لا تعد ولا تحصى، ومن النادر أن تجد مَن لا يغالي ولا يتطرف!!

أحزابنا بأنواعها ومسمياتها وشعاراتها وأهدافها، ذات درجات متفاوتة من التطرف، فتتقاتل وتتماحق، وتتشابه في مساعيها الإستحواذية على إرادة البلاد والعباد.

فلا يوجد عندنا حزب أو تنظيم غير متطرف، وجميعها تقوم بذات السلوك عندما تتوفر لها الفرصة والقدرة، وهو المحق والإقتلاع والإجتثاث، ولا تتفاعل بإيجابية مع بعضها.

ولكي تتنزه عن المآثم والخطايا تتهم الآخر البعيد، بأنه المتسبب بما يحصل لها وفي ديارها، وتجرّد نفسها من المسؤولية، وتتوهم بأنها بألف خير، لأنها لا تزال متمسكة بكرسي الحكم.

فلينظر كل منا إلى نفسه ويقيس مقدار التطرف الفاعل فيه، وسيدرك بأن العلة فينا، وتصيبنا بالنكد والقهر والعناء الشديد.

هذا الغلو يتسبب بصناعة المجاميع المتنافرة، وتخلخل التماسك الوطني، وخلق فجوات تدعو القوى الأخرى للنفاذ منها والإحلال فيها، وتجدها فرصة ثمينة لتدعيم القوى التي تؤمِّن ديمومة الفجوات، للإبتزاز ووضع اليد على ثروات البلاد والعباد.

فالعيب الحقيقي فينا جميعا، والعلة علتنا، والطبيب منا، ولن يداوينا طبيب من غير مجتمعنا.

فهل لدينا القدرة على مواجهة أنفسنا؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

 

شاكر فريد حسنتبدو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان سائرة وماضية نحو المزيد من التعقيد، بحيث أصبحت الأسئلة الصعبة حول المستقبل المنظور والاستقرار في البلاد وانتشال الدولة اللبنانية من أزمة بدأت مع انتشار وباء الكورونا وأضيفت إليها أزمة مالية خانقة على ضوء التجاذبات والصراعات السياسية، وتعمقت أكثر مع أزمة قرداحي التي افتعلتها السعودية.

فلبنان دخل في أزمة اقتصادية عميقة تهدد استقراره منذ الحرب الأهلية المدمرة، وصار الفقر مصير الفئات والشرائح الاجتماعية العمالية الكادحة المنسحقة، وممن يعتمدون على مدخراتهم من العملة الصعبة.

ونتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة، اضطر الكثيرون من المثقفين والأكاديميين والمواطنين مغادرة الوطن اللبناني بحثًا عن عمل ومستقبل أفضل وعيش كريم.

وردًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خرج اللبنانيون للشوارع للتظاهر احتجاجًا على سياسة الحكومة على مدى شهور عدة، تعبيرًا عن غضبهم وسخطهم على التراجع غير المسبوق في قيمة العملة اللبنانية، ولجاوا إلى إغلاق الشوارع والطرقات في عدد من المدن اللبنانية.

وينحو اللبنانيون باللائمة في الوضع الكارثي الذي آل إليه الاقتصاد اللبناني على عقود من الفساد السياسي والإداري وتوسع رقعة البطالة، فضلًا عن لجوء الحكومات اللبنانية المتعاقبة إلى وضع ضوابط للتحكم في رأس المال.

لن تقوم قائمة للبنان إلا إذا توحد الشعب اللبناني كله تحت راية وطنية واحدة وألغوا بقوتهم وبحقهم المقدس للتطور حكم ملوك الطوائف، وبناء نظام وطني على أسس ديمقراطية وليس على أساس المحاصصة الطائفية من خلال انتخابات حرة ونسبية، فهذا هو الطريق والسبيل للخروج من كل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، هذا البلد الذي يملك كل المقومات الوجودية والطبيعية  من مياه وطاقة وجمال طبيعي ساحر وخلّاب، وينبغي فصل الدين عن الدولة، فالدولة السياسية المعاصرة الحديثة لا يمكن ان تكون إلا دولة مدنية ديمقراطية تعددية وحضارية، وهذا ليس غريبًا على شعب مثقف وحضاري كالشعب اللبناني الذي أنجب العلماء والمثقفين التنويريين والمفكرين النهضويين والأدباء والشعراء المجيدين، فما يجري في لبنان هو أزمة نظام بالأساس.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

محمد سعد عبداللطيفانتهت قمة الكبار الإفتراضية بين الرئيس الروسي بوتين. والٱمريكي بايدن /يوم 17من ديسمبر الجاري. بإنذارات شديدة اللهجة لينذر بحرب عالمية ثالثة إرتفع سقف الطلبات الروسية للولايات المتحدة والغرب . قائلا هي التي جاءت بصواريخها الي اعتاب بيوتنا؟ هل بدٱت الحرب بعد ٱنتهاء القمة بتبادل الإنذارات؟ وما هو موقف دول عربية من هذا الصراع التي جاءت في سياق الإنذار الروسي علي الولايات المتحدة الإبتعاد عن هيمنتها في الشرق الٱوسط ووسط أسيا وكوريا الجنوبية واليابان. !! هل دور العولمة و القطب الآحادي والهيمنة علي العالم انتهي في ظل وباء حصد ملايين البشر والتغييرات المناخية التي تهدد الكرة الٱرضية . هل يتشكل عالم جديد،من عدة ٱقطاب . لتصبح ٱمريكا قطب منه فقط .كما طالبت روسيا .هل تنصاع ٱوروبا العجوزة والناتو للتهديد الروسي الذي لم يستطيع الإتحاد السوفيتي ٱن يفعله من قبل في ٱزمات عالمية علي مدار الحرب الباردة .ماذا لو تم رفض التهديد من قبل امريكا والغرب من بوتين ؟ في اول تصريح غربي انها حالة هسترية من روسيا . هل البداية من اوكرانيا الشرارة التي تشعل الحرب رغم رفض الجانب الروسي ٱن يكون البداية من الحدود الجغرافية لروسيا .وٱن تكون المواجهة

بالقرب من السواحل الٱمريكية بطريقة تفجير غواصة تحمل 100طن من المواد النووية في خليج المكسيك تسبب توسنامي يضرب المدن الشرقية الٱمريكية والٱوروبية تسبب في غرق المدن شرق امريكا وتجعلها مدن غير آهلة بالسكان .من يبدأ ٱولا : سيكون في زمامة الٱمور موقف المانيا من التهديد .مازال غامض رغم اعتماد المانيا علي الغاز الروسي .الرابح الصين في العملية بعد مطلب الرئيس بايدن علي روسيا عدم مساعدة الصين في حربها الإقتصادية مع ٱمريكا حروب بالوكالة وخفية هل يشهد بداية هذا العام مواجهات بين القطبين الكبار في غياب دور الٱمم المتحدة في الحفاظ علي السلم العالمي والتهديد بفناء الكرة الٱرضية التي تتعرض بالفعل لفناء من جراء المتغيرات المناخية ووباء كورونا .ماهي الضمانات الروسية الٱمنية في الحالة الإوكرانية من عدم دخولها حلف الناتو . ليظهر شريك ٱخر لروسيا في الصراع ويعلن استقبالة علي اراضية الصواريخ النووية في بيلاروسيا . وقد ظهر موقف بيلاروسيا في الٱزمة الٱخيرة في الضغط علي الإتحاد الٱوروبي باستقبال العالقيين من المهاجريين غير الشرعيين علي اراضيه . علي الجانب الٱمريكي بشٱن الضمانات الٱمنية بقسوتها ونطاقها الواسع علي نحو غير مسبوق ولهجتها في الحد من وجودها العسكري في اليابان ووسط اسيا والشرق الٱوسط وجنوب شرق اسيا. هل تجتاح الصين تايوان وتتحالف مع روسيافي ضرب الأقتصاد الأمريكي الذي يعاني الأن من أزامات ؟

الإتحاد الٱوروبي وحلف الناتو رفض الإقتراحات الروسية بعتبرها مطالب مستحيل تنفيذها .روسيا تنتظر الجانب الأمريكي وانجلترا مازالت روسيا تنتظر الرد . هل لو جاء الرد بالرفض هل سيطلق الرئيس الروسي الرصاصة الٱولي في الرٱس علي الغرب وامريكا لتشتعل حرب لا يعلم ضحاياها إلا الله سيناريو المواجهة هل تغرق روسيا سفينة لٱمريكا اولحليف لها ٱو تنطلق في اجتياح روسي لاوكرانيا. في غياب دور ٱممي لتبريد هذا الصراع هل كانت إسرائيل تقرٱ المشهد السياسي جيدا بتكوين حليف لها من العرب في المنطقة في حالة تقليص الدور الٱمريكي في الشرق الآوسط والٱن تلعب دور ٱخر في التقارب العربي بٱسم الدين الديانات الإبراهيمية وٱخيرا دق ناقوس الخطر لينذر بحرب سوف تٱكل الٱخضر واليابس !!

 

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "

 

  

 

حميد طولستكم هو مؤسف أن يبخل بعض أصدقائك بالتعليق على ما تنشر على مواقع «النت » وصفحات الفيسبوك من قيم الإبداعات ونير الانتاجات، في الوقت الذي تتلقى فيه الالآف منها من قراء غرباء، إنه والله لأمر محير يدفع للاستغراب والتساؤل عما يمنع الأصدقاء والمعارف من القيام بذلك الفعل البسيط الذي يشع الكاتب ويزيد من إبداعه، أهو الغرور الذي يتلبس بعضهم ؟ أم هو الترفع والتعالي ؟ أم هو الاعتقاد  بأن ما تكتبه غير جدير بالتعليق، وأن مكتوباتك مجرد سفاسف وتراهات لا ترقى لسعة علمهم وعلو مقامهم، فلا يتواضعون للتعليق . 

على كل حال،لا تقلق أيها الفاضل، وألجم قلمك عن معاتبة أي كان على إستطابته البخل بتعليقه على ابداعاتك، مادام شحه ذلك لا يستحضر عنصر الإحقتار لها ولك، وسامِح خطأه في حقك، وتقبَّلْ نفسك كما أنت، وإقتنع بذاتك، المِفتاح السحري الذي يحقِّق أعلى درجات الرضا وقَبول هذا العالم الذي لا مكان فيه للأخلاق، ولا فسحة للقيم الجمال، ولا فرصة لأحلام القلوب، عالم مكدس بأفكار ميتة وأخرى قاتلة، عالم لا تُطلق فيه الرصاصة إلا لقتل الحب والوئام، ولا تُرفع به الفؤوس إلا لإجتثات الأشجارة الوارفة الظليلة ودفن الأنوار الساطعة وقتل العقول النيرة، عالم لا تقدمُ فيه المواعظ إلا لتبرير الارتداد والانحطاط والجمود، و لا تُلقى فيه الخطب إلا لشرعنة الاستبداد وأعراف الهيمنة والظلم.

وإذا كنت مثلي لا تتقبل النفاق والمداهنة، وترفض التحريف والانتهازية كجدلية لابد منها عند العديد ممن نعاشهم في مجتمعنا المتخلف، وكنت من أصاحب الفكر الحقيقي والرؤى الخلاقة وتحمل في دواخلك مشاريع التعايش السلمي، وتؤمن بالموضوعية، وترفض التطرف والغلو في كل شيء.. فاستعذ وتهيئ لحرب دروس يشنها عليك القريب  قبل البعيد، الصديق قبل العدو، المتدين فبل الماركسي واللبرالي والمتطرف والجاهل، واصبر على كراهية ومعاداة الضعيف المستبد، وتحمل استغلال الانتهازي اللئيم، وتجلد على ظلم ذوي القربى، وعلى ناكري الجميل، وإذا لم تستطع لذلك تحملا، فاسكب مداد محبرتك، واكسر أقلامك وهشم حاسوبك،و اهجر عالم الكتابة، والأفضل أن تحزم أمتعتك وترحل إلى أرض خلاء، ليس فيها وسائل أتصال، لأنك لن تستطيع أن تعيش بين بشر لايقدرون أقلاما قد تكون في لسانها شيء من الحكم ، التي قال فيها سبحانه و تعالى في سورة البقرة الآية الكريمة (269) " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " واحمد الله على نعمة الرضا عن الذَّات !!!!

 

حميد طولست

 

المسلمون لا يتفرقون مهما اختلفوا ولكن الحكام والحكومات والسياسية هي من تلعب لعبتها الخبيثة في تفرقة المسلمين بالذات، والمسلمون بالذات لانهم يحملون عقيدة رصينة لا يمكن ان تنتهي امام ما يستجد من افكار منذ 1400 سنة والى الان

الحكام الذين يشنون الحروب على المسلمين مع تعبئة عقول شعوبهم بالاكاذيب مع الترهيب والاستخبارات والاعتقالات والاغتيالات والتغييب في السجون تجعل هذه الشعوب راضخة او مخدوعة بعض الشيء بما تمليه عليهم وسائلهم الاعلامية الحكومية، ولكن واقعا لو التقى اي مسلم مع اي مسلم ومن اي بلد فان العاطفة تاخذهما مع بعض دون النظر الى المذهب،

اليوم بعض حكام الخليج هم من يمارسون هذا الدور اضافة الى بعض المؤسسات الدينية في الوطن العربي عندما تضخ بخطباء ينفثون السموم من على المنابر، هذه الكراهية والتفرقة هي التي تديم بقاء الحكام على الكراسي لذا يعملون جاهدين على تغذيتها، نعم الدور الرئيسي لامريكا والصهيونية في اخضاع واذلال هؤلاء الحكام والشواهد كثيرة ومنها على سبيل المثال شعب الجزائر العريق الذي تعرض الى عمل ارهابي منظم في التسعينيات ومن ثم تم القضاء عليه هذا الارهاب جاء بفضل امريكا وقضي عليه بفضل امريكا عندما اجتمع السفير الامريكي ومعه ثلاثة من استخباراتهم الموغلة بالقتل والاجرام (سي اي ايه) بالرئيس الجزائري الراحل بوتفليقة بحضور وزير خارجيته علي بن فليس، وقالوا له صراحة هل تريد ان ينتهي الارهاب ؟ قال نعم، فاجاب السفير الامريكي وافق على هذه الشروط وهي ايداع عائداتكم النفطية في امريكا والغازية في فرنسا وعدم دعم المقاومة الفلسطينية ومعاداة ايران وحزب الله، وافق بوتفليقة لاجل ايقاف نزيف الدم في بلده قالوا له سنبلغ فرنسا والكيان الصهيوني والسعودية بذلك لانهم هم من يمولون الارهاب، لاحظوا ليست امريكا معهم لكنها كلها بادارتهم، وبالفعل طلبوا من الجزائر ارسال مبعوث لملك السعودية وابلاغه بما اتفقوا عليه والمهم تمت الموافقة وقامت امريكا بتزويد الجيش الجزائري بالسلاح والمعلومات عن مواقع الارهاب وانتهى الارهاب .

اليوم امريكا والكيان الصهيوني عملوا من ايران عدوة المسلمين بينما واقع الحال ان عدو المسلمين من يقتل المسلمين وهم بعض حكام الخليج وما حرب اليمن عنكم ببعيدة.

وفي العراق الى الان يوجد ارهابيين خليجيين في معتقلاتهم، وفي سوريا ولبنان لهم بصماتهم، وحتى ليبيا تنزف دما بسبب حكام مسلمين عرب وغير عرب، هؤلاء من يعملون على تفرقة المسلمين بينما واقعا كل الشعوب ترفض اعداء الاسلام واولهم الكيان الصهيوني، وما قام به بعض اللاعبين العرب المسلمين بخذف علم الكيان الصهيوني من فانيلتهم التي عملتها حكومة قطر، لاحظوا الحكام يتذللون لاعداء الاسلام والشعوب تذل اعداء الاسلام .

هنالك شبه صحوة عند الشعوب الغربية في الاونة الاخيرة عندما اطلعوا على ما يجري في العالم بحقائقها الموثقة الا ان حكوماتهم تعرف من اين يؤكل الكتف لذا فان اصواتهم لا تؤثر على صانعي القرار، ايام حكم بوش الارهابي اكثر من مليون اوربي تظاهروا ضد الحرب على العراق، ثم ماذا؟ لا شيء، واخيرا اعترفوا بخطا الحرب وما سببت من ماسي حتى ان (المرحوم) كولن باول احس  بالعار الذي لحقه عندما وقف يخطب كذبا في مجلس الامن قبل 2003 لغرض تأليب العالم لحرب العراق،واعترف بعاره، ومن ثم ماذا؟ لا شيء

الصحوة الاسلامية ستاخذ طريقها لدحر اعداء الاسلام واولهم حكامهم العملاء، والعاقل من الحكام هو من يتراجع عن خططه الارهابية لتفرقة المسلمين قبل فوات الاوان .

 

سامي جواد كاظم

 

 

 

 

 

رغم تعدد السلطات واستقلالها عن بعضها في العراق، لكن الواقع يثبت أن المحكمة الاتحادية والتي تشكلت بموجب قانون المحكمة الاتحادية رقم (3) لسنة 2005 أعلى سلطة في البلاد

هي تقوم بمهام قانونية وسياسية، وبالتالي هي لاتبت بالقضايا بغض النظر عن التبعات، ما يجعلها تأخذ بعين الاعتبار "المصلحة العامة للبلاد" وتعمل على تحقيق التوازن حفاظاً على الاستقرار...

بعد قرابة الشهرين من إجراء الانتخابات البرلمانية في العاشر من تشرين، فان الخلافات والشكاوى مازالت تتسيد المشهد، من قبيل التشكيك بنزاهتها أو طعون واعتراضات قدمت، على نتائج الانتخابات بعد ان وصلت إلى المحكمة الاتحادية، وهي المرحلة الأخيرة التي يتم البت فيها بشكل نهائي

المعترضون على نتائج الانتخابات رغم أنهم المتضرر الأكبر، إلا أنهم لا يمكنهم الذهاب نحو إلغاءها، لخطورة هذا الخيار على الوضع العام بكل تفاصيله، رغم أن مبررات ذلك حاضرة وبقوة.. إلا أن القوى السياسية المعترضة، تدرك خطورة الوضع وأي محاولة لإلغاء الانتخابات، ستكون لها انعكاسات سلبية في المشهد العراقي عموماً.

على الرغم من أن بعض الاعتراضات خطيرة وجدية، لاسيما الاعتراضات التي تستند إلى تقرير الشركة الألمانية الفاحصة، والتي أقرت بوجود ثغرات كبيرة في العملية الانتخابية، إلا أن الذهاب إلى إلغاء الانتخابات او حل مجلس النواب يبدو بعيداً، ومجرد ورقة ضغط تستخدمها الأطراف السياسية، كوسيلة لترويض خصومها..

المحكمة الاتحادية تتعرض لضغوط كبيرة، من قبل القوى السياسية، سواءً الفائزة لتمرير نتائج الانتخابات، او المعترضة لإيجاد حلول للازمة الناتجة عن الانتخابات، والتي في الأعم الأغلب غايتها الوصول، لتفاهمات مقبولة تحفظ حقوقها.. لذلك سوف لن تبت  المحكمة في قضية المصادقة على نتائج الانتخابات، ما لم تصل هذه القوى التفاهمات المطلوبة، توجها لمشتركات في تشكيل الحكومة القادمة.

يتوقع كما يرى محللون أن المحكمة الاتحادية والتي ستكون قراراتها، تأسيسية مستقبلية وليس بأثر رجعي، منعها استخدام الأجهزة الالكترونية مستقبلا، وهو إجراء عملت عليه المحكمة الاتحادية الكورية في انتخابات 2016، وبذلك تكون قد أنصفت القوى المعترضة، وطمأنت القوى الفائزة.. إضافة إلى عدم اعتبار الفائزات من دون كوتا (الفائزات بصوتهن) جزءاً من الكوتا وبالتالي، ستفوز ما يقارب 7 نساء أخريات بالكوتا.. لذلك المحكمة الاتحادية تبحث عن مخرجات تكون أقل ضرراً، إن لم يكون مقبولاً بعض الشيء من قبل القوى الفائزة أو المعترضة، والسير نحو طمأنة الشارع والدفع باتجاه الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد.

 

محمد حسن الساعدي

ش

ميلاد عمر المزوغيلقد نجح تنظيم الاخوان في تعطيل العملية الانتخابية وبالأخص الرئاسية، وأدوا احلام الجماهير التي كانت تتطلع الى مستقبل زاهر وابعاد شبح الحرب والفقر والعوز.

في ذكرى الاستقلال والذي جاء نتيجة تضحيات على مدى عقود، بأكثر من نصف تعداد سكانه، صاحبها تضحيات سياسية لان تظل ليبيا دولة موحدة، كان الشعب يأمل في التخلص من الزمرة الحاكمة الفاسدة، الذين ينفذون اجندات خارجية هدفها وضع الدولة تحت الوصاية ولان تكون جزءا من هذا المحور او ذاك ونهب خيراتها، أو العودة الى عباءة الحكم العثماني الذي جثم على وطننا لأكثر من اربعة قرون ،ساهم في تأخرنا عن الركب الذي احدث تغييرا في مختلف نواحي الحياة والتي ساهمت في رقي البشرية.   

يتحدث الفاسدون في بلدي على مدى 11سنة، ان لديهم استراتيجية، وانهم سيصنعون المستقبل ،لانهم شجعان(وطنيون) كما يقولون، ربما اخذوا المقولة عن الراحل عرفات عندما تعانق مع بيريز، الشجاعة تستوجب القوة الذاتية وعدم الاتكاء على الغير(ستيفاني وغيرها)، ومن دونها تفقد كل شيء وهكذا افتقدنا فلسطين التي منحوها لنا على الورق، وللأسف نفتقد ليبيا بفعل المجرمين، نريد التغيير ويريدون التدوير ليس الا.

ازمات متفاقمة مفتعلة تشمل مختلف نواحي الحياة من كهرباء ووقود وسيولة، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، وتعويم العملة المحلية، ونهب الرسوم المجباة وصرفها فيما لا يعني على المجاميع المسلحة التي تحميهم من السقوط.

 للأسف الشديد مجلس النواب المتشظي بعد ان دخل سوق النخاسة، ومجلس الدولة الاخواني الذي احياه المجتمع الدولي بعد ان لفظه الشعب في انتخابات العام 2014 ومفوضية الانتخابات  التي اصبحت احد اطراف الصراع وعدم تقيدها بالقوانين الانتخابية، كل منهم يلقي بالمسؤولية علي الأخر ويتهربون من الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات ..

ندرك ان الخروج في الميادين والساحات في ظل الحكم الميليشياوي له عواقب وخيمة، ولاتزال احداث غرغور التي افضت الى مقتل ما يقارب الخمسين متظاهرا في الذاكرة، كما جرت العديد من المجازر بحق الشعب في عديد المناطق الغربية وبالأخص القره بوللي والعجيلات وصبراته.

المؤكد ان الشعب الليبي يرغب في إجراء الانتخابات للتخلص من هؤلاء جميعهم ... لان مصالحهم فوق كل اعتبار ومن مصلحتهم تأجيلها للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة ... الشعب مطالب بالخروج علي كل الأجسام الفاسدة....لكن الامور لن تستقيم الا  بالنهوض من حالة السبات التي طالت، بالتظاهر السلمي والضغط على الطغاة وجذب انتباه المجتمع الدولي الذي نشك في مواقفه المخزية غير الآبه بمعاناة الشعب، المتماهي مع  جرائم الذين يجلسون على كرسي السلطة، من اجل التسريع بعملية الانتخابات الرئاسية وليكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل. وعدم التمديد لحكومة الدبيبة التي اهدرت الاموال اكثر من غيرها في فترة وجيزة.

أما عن التوافق بين رموز الحكم او ما يطلق عليه مراكز القوى، او تشكيل (مجلس المتقدمين للانتخابات الرئاسية)،فإنه لن يفضي الى نتائج ملموسة في صالح الشعب،ولنا في النظام السياسي السائد في كل من لبنان والعراق خير دليل على تعثر الاصلاح واستتباب الامن.

 

ميلاد عمر المزوغي

 

قاسم محمد الكفائيبمجهود سريع حاولتُ معرفة أصعب المباحثات التي مرّت على الإدارة الأمريكية حول قضايا مختَلَفٍ عليها مع الدول الأخرى خلال النصف قرن المنصرم، فلم أجد بالبحث المتواضع ما هو أصعب من مباحثاتها مع حكومات إيران المتعاقبة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979بقيادة الإمام الخميني في أمور كثيرة إبتداءً من إحتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران واعتبارها وكرا للتجسس، ثم تلتها المباحثات 5+1 بخصوص الإتفاق النووي الإيراني منذ العام 2015 ومازالت تترنح في العاصمة النمساوية، فكانت نهاية الجولات الإتفاقية التي وقعتها حكومة أوباما وألغاها الرئيس ترامب بأسلوب وقح خارج بنود الإتفاقيات الدولية وضربٍ لكل معاني الإلتزام

والدبلوماسية. لقد مرّت المباحثات التي تتعلق بالنووي الإيراني بمنعطفات متباينة تعقدت فيها طروحاتُ المتباحثين، وتراوحت الأفكار واختلفت الى حد اليأس كان فيها الفريق الأمريكي ما بين ورطة الإنسحاب من المباحثات، أو التنازل بقبول ما يمليه عليه المفاوضُ الإيراني على طاولة النقاش الذي تأرّقت فيه عيونُ الفريق الأمريكي وكانت النتيجة قبوله ببنود هذه الإتفاقية المبرمة في عهد إدارة الرئيس أوباما كما أشرنا سلفا.

فسقوط المفاوضُ الأمريكي في وحل تفاهماتِه مع الجانب الإيراني دليل على شعوره بهزيمة مواقفه، وأنه كما ثبُتَ لا يستطيع الصمود بحكم المنطق أمام الحق الطبيعي لإيران، الدولة المستقلة، ذات سيادة بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، كذلك تشجيع حكومات الدول النامية لمخالفة القرارات الأمريكية المجحفة عندما تصبر وتقرر وتتوحد. بعيدا عن التصريحات الإعلامية المتضاربة بشأن الإتفاق النووي للفريقين 5+1 فإن المنزعج الحقيقي منها هو الجانب الإسرائيلي الذي يهدد ويتوعد منذ سنوات مضت في كل مناسبة بتدمير المنشآت النووية الإيرانية فوق وتحت الإرض دون أن يلتفت اليه فريقٌ أوروبي مفاوض يسعى للحصول على أفضل النتائج، حتى الجانب الأمريكي فإنه في الآونة الأخيرة لم يبدِ كثيرا أيَّ اهتمامٍ أو حرصٍ على هاجس الجانب الإسرائيلي الذي تُسمع دقاتُ قلبه في فينا ولندن وعواصم دول الإتحاد الأوروبي حين تبدأ المباحثات وحين تنتهي، فهو يتمنى فشلها وعدم التوصل لأي اتفاق. هذا التهديد الإسرائيلي الذي دام لعقود لم يكن جادا كما يراه الخبراءُ الإستراتيجيون وأنه لا يتعدى أكثر من حرب ناعمة تحاول فيها الماكنة الإعلامية الصهيونية إرباك المفاوض الرسمي الإيراني وتعزيز حركة المفاوض الأوروبي في فينا، (زيارة الأمير طحنون الإخيرة الى طهران أثارت الشكوك بإتجاه آخر غير مسبوق، فقد يلجأ سلاح الطيران الإسرائيلي بضرب أهدافٍ في الداخل الإيراني والدليل أن الزيارة جاءت بأسلوب براءة ذمة وتطمين خاطر كونها زيارة تجسسية ليس إلا). ما تحلم به الحكومة الإسرائيلية ومنذ تسعينيات القرن المنصرم قصف المواقع النووية الإيرانية وتدميرها بغرض الظهور أمام دول العالم وحلفائها العرب (المتصهينين) بمظهر المتفوق، والمُدافع عن النفس أمام الخطر الإيراني القادم. لكن هذا لم يتحقق جرّاء السلوك المنضبط والعميق الذي شهدناه بالجانب الإيراني في معالجة كل قضاياه التي واجهته إبتداء من الحصار الإقتصادي الأمريكي الخانق عام 1980 الذي يتضاعف بين حين وآخر، أو الحرب المفروضة التي شنها صدام حسين، كذلك الملف النووي الذي أرَّق إسرائيل وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي بينما هي تسعى لمنع إيران من تخصيب مادة اليورانيوم للإستخدام السلمي. لقد وقفت حكوماتُ طهران بحق بصلابة وتحدٍ غير مسبوقين أمام هذا السلوك المتجبر الغير إنساني، فهي بموقع الدفاع عن مصالح البلاد، وإن تضررت كثيرا جرّاء هذه المواقف.

تسعى الإدارة الأمريكية ومازالت الهيمنة على الدول النامية مستغلة الظروف الرخوة التي تحيط بها وتعتبرها أسبابا لتكبيدها كل طاقاتها وحريتها وكرامتها، لكن إيران امتلكت الوعي قبل أن تبدأ أولى خطوات الصراع، فكما تشير الوقائع أن الفريق الإيراني يمتلك السطوة في هذه المباحثات الأخيرة كصاحب حق مسلوب ومُتجاوّزٍ عليه. أما إسرائيل فهي في وضع لا يُحسَد عليه بعد إن خسِرت عنفوانهَا الذي عاشته في زمن ترامب حين شعرت بانهيار مواقعها التي بنتها عبر مراحل من عمر كيانها. إن نجاح إيران بجميع قضاياها هو تحصيل حاصل وبفضل وقوف حلفائها معها، والرأي العام كذلك. أما حلفاء أمريكا وإسرائيل فقد شعروا بالندم لمواقفهم المغلوطة التي ارتكبوها بحق إيران، وتيقنوا أنهم في نهاية نفق مظلم أحسَّت فيه إسرائيل هي ذاتها بحاجة لمن يحميها، وقد يستعيد بعضُ هؤلاء المتصهينين قواه لتصحيح مواقفه، فيستعيد اعتبارَه بين المُعتبَرين.

 

قاسم الكفائي

 

 

عبد الرضا حمد جاسممقدمة: 

أولاً: اعيد الأسئلة التي اشرتُ اليها في السابقة للأهمية وهي:

س1ـ لماذا لا نتذكر من الماضي سوى آلامنا؟

س 2 ـ لماذا نرتاح للبكاء ونستغرب الفرح؟

ثانياً:  لماذا لا نصنع المسرات؟ هل من الانصاف الطلب من الذي لا يعرف المسرات ولم يتعود عليها ان يصنعها؟؟ كيف لكيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرفه ولا يعرف عنه شيء ولم يتدرب على طريقة صنعه و لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج" المسرات" المطلوب؟  هذا الطلب مُحير و له معاني كثيرة.

اليوم ابدأ بالسؤال رقم (3)

س 3 ـ لماذا ندمن على القهر ونتلذذ بالأحزان ولا نصنع المسّرات؟

ج: قبل كل شيء : هل اجبتَ انت شخصياً على هذا السؤال المعقد  قبل طرحه للعامة بوصفك بروفيسور في علم النفس ورئيس الجمعية النفسية العراقية التي اكيد تهتم بالحالة النفسية؟ هل اوضحته للناس البسطاء او حتى المتعلمين من غير المختصين؟ هل بينت للناس أسباب ذلك الإدمان وذلك التلذذ كما تتصور  وتفضلت بطرح الموضوع للمناقشة العامة في الصحافة و الفضائيات؟  هل أجريت بحوث وتوصلت الى نتائج واقترحت حلول بدل ان تطرح السؤال بهذه الصيغة "التأييسية" ؟ 

 

الجواب كما المعتاد كلا طبعاً!!! كما أتصور لأنك/أنكم ما تفرغتم يوماً لمعالجة حالة نفسية شخصية او مجتمعية و شرحتم ابعادها و أسبابها ونتائجها وانما وكما أتصور ايضاً وقد أكون على خطأ، اكتفيتم بجلد المريض/ المُرضى واتهامه/ اتهامهم والغير بالتسبب بما هو/هم فيه وفي احسن الأحوال تريدون ان يأتي المريض / المرضى اليكم يتوسل العلاج... وحتى لو حصلت مثل هذه الحالة ستكتفون بالنظر اليه/ اليهم بأنه حالة/ حالات ميؤوس منها ولا تُقدموا له/لهم سوى "المخدرات الكلامية او الدوائية" وتتفاخرون بإنجازاتكم المتواضعة الغير علمية تلك... وأكثر ما تقومون به هو اقتراح الى السلطات التي تدينوها و تحملوها كل مشاكل المجتمع التي انتم تقولون عنها ان جذورها تعود الى اكثر من 1300 عام أي من عصر الامويين والعباسيين وتضعون كل تلك الأمور على ""أحزاب الإسلام السياسي" بشكل يتنافى مع قولكم هذا وهم غير بريئين من ذلك لأسباب كثيرة. منها عدم استشارتكم و احراجكم اما المجتمع.

انا لا ادافع عما تطلقون عليها "أحزاب الإسلام السياسي"...لأني على الجانب الأخر في الحياة السياسية منهم لكن يجب ان تعرف ان الإسلام  سياسي منذ لحظة الوحي الأولى وهو ربما اول دين اقام دولة بتلك السعة مساحةً و أدارة و رعاية اجتماعية و تنوع...الاسلام سياسي لأنه ربط موضوع السماء مع موضوع الرعاية الاجتماعية وتشكيل هياكل الدول وسار عليه لليوم وكل الدول الإسلامية تجد في دساتيرها ان مصدر التشريع فيها هو الإسلام فيجب النظر بدقة للموضوع .

 

أساتذة علم النفس يتهجمون على حال المجتمع العراقي ويتهمون افراده ويبرؤون أنفسهم...هل قدمتم شيء نافع او علاج شافي او مُهدئ غير اقتراح متكرر لا تتعدى المطالبة بتشكيل لجان من بينكم وما أكثر الاقتراحات التي على هذه الشاكلة في مقالاتكم و ندواتكم  والمفروض انكم خبرتم مثل تلك اللجان...لكن أعتقد أن المطلوب هو ما وراء تلك اللجان والعيب في الحكومات التي لم تستجب لاقتراحاتكم وتلزمكم بتحمل كامل المسؤولية حتى تظهر نتائج تلك اللجان التي ربما لا تختلف عن نتائج بقية اللجان التي شُكلت و تتشكل لدراسة أمور أخرى.

 لا أحد فكر في ان يجيب على هذا السؤال و الأسئلة الأخرى و يشرح الحال للمجتمع "المريض" وانما أكتفوا ويكتفون فقط بتحميل "المريض" تبعات مرضه واتهامه بمثل هذه الصيغ من الأسئلة بأنه هو المذنب..هو المسؤول عن مرضه وعيوبه. 

لا نصنع المسرات... لأن المجتمع و الفرد أساساً لا يعرف المسرات كما يفهم من هذا السؤال... ويمكن ان يُرد على هذا السؤال بالجواب التالي: نحن لا نملك العناصر الأساسية او المواد الأولية اللازمة لصناعة المسرات ولم نتدرب على كيفية تصنيعها و لا نعرف اين موقع تلك المواد لنبادر الى جلبها ولا نعرف نسب خلط تلك المواد لننتج مسرات بالمواصفات المطلوبة ...فهل من الانصاف الطلب من كيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرف عنه شيء او لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج" المسرات" المطلوبة؟  انها واقولها بشكل مباشر مسؤوليتك ومسؤوليتكم انتم علماء النفس وليس مسؤولية الحكومات و السياسيين و رجال الدين ولا مسؤولية الصحافة...واول واجب عليكم هو منع الحديث ال "تيئيسي" لوسائل اعلام تبحث عن اليأس لتصنيعه ومنحة ماركة تحت اسم هذا المتخصص او ذاك ثم نشره على أوسع نطاق.

كيف نصنع المسرات؟ ونحن كما تصفنا في التالي: في مقالتك : [ما افسدته أحزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (1) بتاريخ 21.06.2016 الرابط

www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=906927&catid=279&Itemid=786

 [وبدءا نشير الى ان النظريات التقليدية في علم نفس الشخصية التي تؤكد على ثبات سلوك الفرد واتساقه عبر الزمن وعبر المواقف، لا تنطبق على الشخصية العراقية، وان هذه النظريات التي ما تزال معتمدة بالمناهج الجامعية تجاهلت تأثير (السلطة) في الشخصية، وأن متابعتنا لتحولات الشخصية العراقية عبر ثلاثة عقود ونصف من الزمن يقدم اضافة معرفية نصوغها بما يشبه النظرية، هي:(ان الشخصية تتغير عبر الزمن وعبر المواقف وان النظام السياسي له الدور الرئيس في هذا التغيير] انتهى. [ هذه شبه نظرية جديدة].

السؤال هنا هل يرغب او رغب النظام السياسي السابق و الحالي في ان "نصنع المسرات"؟ ثم ما هو رأيك بما شاهدته انت  في ساحات / تشرين 2019 من علامات "الفرح و المسرات" ونشوة الفرح والانتصار التي حضرتها انت شخصياً وربما ساهمت فيها وما تناقلته القنوات الفضائية التي ربما استضافتك وعلقت على ما جرى؟

وانت عالم نفس: هل يستطيع الانسان ان يتجاوز تأثير عقود من الحروب و القمع والاذلال و الخوف ويقلعها من لاوعيه الجمعي

وانت من كتب التالي في مقالتك : [ اللاوعي الجمعي و العقد النفسية في الشخصية العراقية]  بتاريخ 03.05.2013   الرابط

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=74141&catid=160&Itemid=599

[أسهم اللاوعي الجمعي في تكوين عقدا نفسية في الشخصية العراقية، عملت الحروب والأزمات والتناحر بين الجماعات والتدخل العسكري الطائفي لتركيا وايران على ان تجعلها صلدة أشبه بالكونكريت. ونقصد بالعقد النفسية هنا، حالة عصابية من خصائصها :شعور صاحبها، بالقلق والخوف من الآخر، والضعف او العجز، وسوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين، واللاواقعية في تقييم الأمور، وصعوبة ايجاد حلول عقلانية لمشكلاته، والميل الى الاستمرار على هذا السلوك برغم ادراكه انه يتعبه.وعلى وفق النظرية التطورية Evolutionaryفان المورّثات " الجينات" السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل – عبر التاريخ التطوري للانسان -على تقوية مورّثات "جينات" سلوكية معينة واضعاف مورّثات اخرى (مقارب لقانون دارون :البقاء للأصلح). وهذا يعني أن الأحداث التي عاشها الانسان عبرتاريخه التطوري تدخلت في عمل المورّثات "الجينات " بثلاث صيغ : تقوية مورّثات معينة، واضعاف أخرى، ودثر أخرى .وتأسيسا على ذلك فاننا – أبناء هذا الجيل من العراقيين – لسنا فقط نتاج تكويننا البيولوجي الخالص، انما ايضا نتاج ما صنعته الأحداث من تأثير في مورّثات " جينات " أسلافنا العراقيين . ولك أن تقول : ان " جيناتنا " الحالية مشّفرة أو مسجّل عليها الأحداث التي عاشها أجدادنا في لاوعينا الجمعي، وأننا نقرأ عناوين هذه الأحداث ونرى صورا منها عبر سلوكنا وتصرفاتنا. ولك أن تقرأ تاريخ الخلافتين الأموية والعباسية ثم العثمانية والدماء التي أريقت على أرض العراق في عنف شرس تحز فيه الرؤوس وتدوس حوافر الخيل جثث القتلى، نجم عنها توريث الحقد والكراهية عبر الأجيال.بهذا المعنى فان الموروث الثقافي يعدّ من أهم عوامل تكوين الشخصية .ونعني بالثقافة: القيم الدينية والأخلاقية والاتجاهات والمعتقدات والمعايير والفنون والآداب والعلوم..وكل ما ينتجه المجتمع وينتقل عبر اجياله، وأنها "الثقافة "عملت على تكوين " مركز سيطرة" على مستوى الوعي واللاوعي الجمعي داخل الفرد يتحكم بتوجيه سلوكه نحو أهداف محددة، وأن الاختلاف بين الأفراد، في سلوكهم وتعاملهم مع الناس والأحداث، يعود في واحد من أهم أسبابه الى مركز السيطرة الثقافي هذا] انتهى.

السؤال هنا: اليس من المفروض بعلماء النفس معالجة تلك الكتل الكونكريتية من العقد النفسية التي تقول ان اللاوعي الجمعي اسهم في تكوينها.؟...دلني على مقالة لك او منشور تضمن توجيهاً للشباب للنظر الى تلك الكتل الكونكريتية و العمل على تكسيرها/ تفتيتها وهل قدمت  للشباب العراقي وهم الغالبية في المجتمع العراقي من خلال تجاربك وبحوثك المواد التي تساعدهم على تفتيت تلك الكتل؟

في ص74 من كراسة الجيب التي أصدرها الراحل علي الوردي تحت عنوان: [ شخصية الفرد العراقي...]/1901 كتب التالي: [وقد يسأل سائل: ما هو العلاج الذي ترتأيه لهذا الداء؟] ثم يكمل الوردي: [ إننا ما دمنا قد عرفنا الأسباب التي تؤدي اليه فقد اتضح إذن وصف العلاج له] انتهى

العجيب ان الراحل الوردي لم يتوصل الى داء و لم يصف علاج في كل ما كتب تقريباً واكتفى بطرح ما تصور انها علل دون ان يبادر إلا مرة واحدة بطرح العلاج وهو الذي ورد في نفس الصفحة اعلاه ثم انزوى تحت قول له: [عالم الاجتماع يُشخص و الحلول على من يستطيع]...وهو ربما على بعض حق لأنه ليس عالم نفس او طبيب نفساني...لكن الأجيال من بعد الوردي ساروا على نهجه يتكلمون و يكتبون عن "الأدواء" ولا يصفون دواء...ولم يفكروا في أن يجربوا و ينتظرون اللجان وهم سبق ان "تلنجنوا" ولم يقدموا شيء وهم متأكدين من مصير كل تلك اللجان.

لماذا ندمن على القهر؟!... القهر أيها السيد المحترم فيه معنى الاذلال فهل نحن مدمنين ذل واذلال؟ وفيه من معاني الانهزام والانكسار...فهل ينطبق على ما ورد في مقالتك:

تظاهرات الشباب.. دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع السياسي بتاريخ 14.10.2019 الرابط (1)

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=940448&catid=321&Itemid=1240

[في الثلاثاء، الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 انطلقت في المحافظات الوسطى والجنوبية تظاهرات كانت الغالبية المطلقة فيها شباب دون سن الثلاثين سنة، فاجأت السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى الياس والعجز من اصلاح الحال. وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة التي ادانها الرأي العام العالمي] انتهى.

هل هذا هو تفسير إدمان القهر؟ أو هل هذه الهَّبة الشبابية كما الوصف الذي ورد تعني انهم مدمني قهر؟ 

هل تفضل أحد من علماء النفس من دارسي الحالة العراقية والمكثرين من الكتابة عنها وعليها ان سأل نفسه: كيف نقهر القهر؟ او هل تفضل على المجتمع و الشباب منه  بأطروحة له او محاضرة او مقالة او منشور او ندوة او فيديو تحت عنوان: أيها الشباب ...كيف نقهر القهر؟ أو تعالوا نناقش كيف نقهر القهر أو ليفكر كل واحد منا في كيف يقهر القهر في نفسه؟ لم أقرأ لأحد من المختصين أي موضوع تحت هذا العنوان او قريب منه.

لم أرى ولم أقرأ ولم أسمع عن عالم/ طبيب نفس في العالم "المتهم" بالعلم سأل مدمن مخدرات لماذا انت مدمن؟ لأنه يعرف انها ظاهرة واسبابها كثيرة بعضها شخصي/ خاص وبعضها جامع/عام ويعرف ان المدمن تعبان نفسياً من حالته ورافض لها لكنه غير قادر على مغادرتها حيث كما أتصور انه لا يوجد مدمن معجب بحالته وما وصل اليه...فعالم النفس او الطبيب النفساني لا يصرف وقته في هذا السؤال لأن هذا الشخص أدمن ووصل الى ما لا قابلية له للعودة الى ما كان ...فعلى الطبيب المعالج العمل على تخفيف الحال باتجاه محاولة النجاح التام وقدموا لذلك دراسات وبحوث واقتراح أساليب للعلاج وأقاموا مراكز متخصصة يقدمون فيها جرعات محددة تحت اشراف علمي و تحت انظار باحثين يراقبون تطور الحالة وبعد التعافي/ التحسن يبدأ السؤال لماذا ادمنت وكيف؟ ما هي الخطوة الأولى التي مشيتها في طريق الإدمان؟ ليستفيدوا منها في منع الغير من سلوكها ... هل سمعتم طبيب يسأل مصاب بالسرطان لماذا انت مصاب؟

السؤال الأصح كما أتصور هنا  ليس لماذا ندمن على القهر لأن في هذه الصيغة كما افهم "حالة إرادية" وكأننا بحثنا عن الإدمان وتوجهنا اليه برغبتنا...السؤال  الأصح هو: لماذا أدْمَنَا على القهر؟ أي ما هي العوامل التي أوصلت الشخص/ الانسان الحر الى حالة الإدمان وفي هذه الصيغة إشارة الى التشجيع على رفض إدمان القهر او وضع معرقلات في طريق فرض القهر لآن القهر يفرض ويمكن مقاومة الذي يُفرض.

القهر عاشته الأجيال وتعاملت معه مفروضاً مرفوضاً وصار جزء من تاريخها...ومن يتذوق الكأس مرة حتى ولو بالفرض يصعب في الغالب فراقها وحتى المصحات تحت اشراف مختصين نتائجها متعثرة...فكأس القهر كان "شاينا وقهوتنا" لعقود. تأتي الان وتضع اللوم علينا بقولك: لماذا ندمن على القهر؟

هنا في بلد المسرات / فرنسا و كل العالم المسمى بالعالم الأول عندما يحصل أي طارئ في مدرسة او معمل او دائرة مع إجراءات البوليس و القانون تدخل إجراءات العلاج النفسي وفرق الاخصائيين لتدارك ما حصل ومنع وصول تأثيره الى أعماق النفس البشرية وبالذات الأطفال.

عليك كمتخصص ان تتفرغ لهذا السؤال و تقيم خارطة طريق  لصنع المسرات بدل التلذذ بهذه الطروحات التي لا تقدم شيء ذو نفع و لا تتكل على السلطة او السلطات كما تقول انت.

 لماذا نتلذذ بالأحزان؟

 لا أحد يتمنى الحزن او يسعى اليه وما "نحن" فيه اليوم ليس وليد ما بعد الاحتلال... لا... هو نتيجة ما جرى للشعب العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين وربما قبل ذلك من خلال الحكام ومستشاريهم واتباعهم واذاعاتهم وصحفهم فهو ليس وليد هذه الأيام وهذه الظروف وساهم في ذلك وبه بعض النخبة سواء راغبين طامعين بالمال و المواقع أو الخوف او اُرغموا على ان يكونوا الأدوات التنفيذية لذلك فلا حق لأحد وبالذات من هؤلاء ان يلوم الشعب او ينعته بنعوت في سبيل التكسب من هذه الجهة او تلك كما كان جاري، فَهُمْ على استعداد ان يبدلوا جلودهم وهذا جاري الآن كما في السابق وهذا الصنف هو اخطر من كل الأصناف الأخرى على الانسان العراقي ومن ثم على المجتمع العراقي.

 بعض النخبة أدمنوا على اشاعة الحزن وصاروا تجار سوق بيضاء وسوداء في تصنيع وتسويق هذه البضاعة الرخيصة وحسب الطلب... بدل أن يعودوا الى رشدهم ويعَّودوا الناس على صناعة المسرات، أصروا على استغلال الحال وضعف الأحوال وقاموا ببث الحزن بين الناس وعودوهم بالتدريج على صناعة الحزن وزراعته ليخدروهم به مما يسهل  السيطرة عليهم وتوجيههم كما يريدون .

مسار الحزن كمسار تعاطي المخدرات تبدأ بانتعاشه بسيطة وقتية غير مكلفة وربما مجانية لينتهي بدمار وضياع... والحزن يبدأ بدمعة او حسرة ليصل الى دموع و حسرات واهات وضياع. 

ادخل الى أي بيت عراقي حتى سكنة العشوائيات والذين ينبشون القمامة تجد انهم يرقصون ويهزئون و يصفقون ويغنون وحتى وهم يعملون نسائهم ورجالهم شبابهم وأطفالهم من الجنسين...لكن لا احد يلتقط وينشر مثل لحظات الفرح  القليلة هذه حتى ولو مع لقطات الحزن اللذيذ الذي يظهر هنا وهناك وتكفل مجاميع الصحف و الفضائيات في إشاعة الحزن من خلال ما تطلق عليهم "خبراء، محللون،، متخصصون" حيث تهيل عليهم "اكيال" الألقاب و العناوين لغرض توجيههم لإنتاج الحزن نقله و توزيعه. [ التفضل بالاطلاع على ج3 بخصوص الحزن ...لطفاً].

س4 ـ لماذا نُفْرِطْ بالثرثرة واللغو والاتكال على السلطة ونقتّر بالفعل الجاد والنزيه  والاعتماد على النفس؟

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

دُجنّت الكلاب منذ نحو ١٥ ألف عام، مما يجعلها على الأرجح أقدم الحيوانات المستأنسة على سطح الكوكب، بعد ذلك قام البشر بتربية الكلاب وتعليمها لإكتساب سمات مرغوبة ومحدّدة، إذ قام الإنسان بتدريب الكلاب على الرفقة، الصيد والحراسة وهو يعني أن الكلاب المُدجنة يُمكن أن تستجيب بدرجة كبيرة لأوامر البشر وإيماءاتهم.

على الرغم من كلّ السنين الّتي قضاها الإنسان في مصاحبة الكلاب إلّا أن بعضهم أصبح بلا مأوى لإستغناء البشر عن وجودهم المهم وتمت الإستعاضة عنهم بالأجهزة الإلكترونيّة والمُصاحِبات الأخرى فأصبحت الكلاب الّتي بلا مأوى تُدعى "الضالّة" أو "السائبة" ورغم الوصف الواضح إلّا أن معناه الدقيق بأنّها ضلّت طريق صاحبها الإنسان أو إنقطعت عنها حبال الوصل.

أثبتت الدراسات الّتي أجرتها "أنينديتا بادرا" أستاذة العلوم البيولوجيّة في مختبر السلوك والبيئة - المعهد الهندي لتعليم العلوم والبحث العلمي – إنّ الكلاب حتّى وإن كانت ضالّة فهي أفضل صديق حيواني للإنسان لأنّها تستطيع فهم تعابير الشخصيّة البشريّة.

تُعد الكلاب الضالّة سمة شائعة في المدن في جميع أنحاء العالم وخاصّة في العديد من البلدان النامية، أحياناً يؤدي النزاع بين الكلاب الضالّة والبشر إلى حدوث العديد من المشكلات أو حتّى الإصابات ولكن هذا الأمر ليس بمبرّر لما تتخذه الحكومات أو بعض الأفراد من تصرّفات وحشيّة للتخلص من الكلاب الضالّة عبر قتلهم أو صيدهم بطرقٍ شنيعة، إلّا أنّه ليس بالأمر الغريب فهذه التصرّفات يستعملها الإنسان لمواجهة إنسان آخر لعدّة أسباب فهل سيمتنع عن فعلها لصديقه الحيوان؟.

كانت ولا زالت الحلول بسيطة ورحيمة للمحافظة على الأمن المجتمعي وحماية الكلاب الضالّة في نفس الوقت بتخصيص ملاجئ متفرقة يُديرها مختصون للعثور على الكلاب الضالّة وإيصالها بطرقٍ آمنة إلى الملاجئ ثمّ تبدأ عملية الاهتمام والتدريب لإعادة الصلة المفقودة وإعادة ربط الإنسان بصديقه القديم.

 

طيبة وليد – العراق

 

صادق السامرائيالذين يلهجون بمصطلح التجديد يهدفون إلى ترقيد الأمة، أي تنويمها ودسها في ظلمات ماضيها ودفنها حية، بدعاوى أنها غير قادرة على الحياة الحرة الكريمة، والعلة فيها وبدينها بالذات.

وهذه طروحات فارغة، ومحاولات بائسة للنيل منها، بنشر مفاهيم التدمير الشامل، التي هي أشد فتكا من أي الأسلحة التي إبتكرها البشر.

والتجديد من ضمن تلك المفاهيم الهادفة لقتل الأمة وتمزيقها والنيل من وجودها ومحقها.

فلو نظرنا إلى طروحات دعاة التجديد لوجدناها معتقلة في الدين، وعلى الأمة إعمال العقل في النص الديني.

ولا تجد عندهم منهجا أخر يمنح أملا، ويفتح أبوابا لحياة أرقى وأجمل، وبطرحهم المتكرر يثيرون حفيظة المعنيين بالدين، والذين يشعرون بأن الدين في خطر بسبب ذلك.

فتنشأ فرق وجماعات توهم الآخرين بأنها تحمي الدين من أعدائه الداعين للنيل منه بإسم التجديد.

فأصبحت كلمة تجديد عدوانا على المنتمين للدين المعني، لأن الإيمان ليس عقليا، وعندما يسمعها المؤمن أو المعتقد أو المنتمي للدين يضطرب ويتخبط، ويكون آيلا للسقوط في أحضان أي حركة أو مجموعة أو جماعة أو حزب أو فئة تواجه هذه الدعوات، وتعلن أنها تحمي الدين وتذود عنه ضد أعدائه المسخرين للقضاء عليه، وبرهانهم على ذلك ما يذهب إليه القائلون بالتجديد.

ويحسبونهم كفرة وزنادقة، وهم المؤمنون الصادقون، وبهذا يتوفر لتجار الدين الأرضية الخصبة لتسويق رغباتهم وتمرير أضاليلهم وأوهامهم.

فيتمكنون من إستعباد الناس بإسم الدين، وتحويلهم إلى أرقام يفعلون بها ما يشاؤون، وبهذا يكون للتجديد فضل كبير، ودور فعال في صناعة التطرف والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، ويجعلون الدين عدوا للدين!!

فهل من قدرة على إعمال العقل في العلم والإبتكار لكي تخرج الأمّة من هذه الغُمّة؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

حشاني زغيديبين الميدان الذي هو ساحة المعركة، وساحة تدافع المشاريع وساحة سباق العطاء، فالميدان هو سيد المواقف، لرسم الأفكار والخطط والمشاريع، وبين واقع الديكور والبهارج واستعراض الأزياء في مواكب الأعراس .

أقول لأصحاب المشاريع : ليخدعنكم المظاهر البراقة الكاذبة المزينة بالمساحيق، أقول لأصحابنا أضربوا لكم المواعيد في ورشات العمل، أضربوا لكم المواعيد في الميدان بتمريغ الأرجل في الوحل والطين .

ما يدفعني لكتابة هذه لأسطر من الأفكار لأعتقادي أن دور المثقف هو المشاركة في معالم التحول ببدل الوسع مع الخييرين بإيقاظ الإهتمام بالأدوار الواجب القيام بها وهو دور لا يقل أهمية عن دور الفرق النشطة المنفذة للمشاريع، فالمسؤولية عند القادة الناجحين تكليف وليست تشريف، فما يجب فهمه أن المسؤولية تفرض أن يكون القائد والد الجميع، يجمع ولا يفرق، معياره في التعامل تقريب الأصلح، تقريب الأكفأ، تقديم صاحب الخبرة الطويلة، همه الوحيد نجاح مشروعه، همه تحقيق أهدافه ولو اصطدم العمل مع أصحاب المصالح من المنتفعين وهم كثر حول القائد، فما يجب معرفته ووضعه في الحسبان، وجوب تحصين المشروع بالبطانة الصالحة، البطانة الناصحة المخلصة، التي تكون عونا في المشروع،و تكون عونا للقائد في تجسيد مشروعه .

ويظل الميدان هو الحكم الوحيد لنجاح القائد، ويظل الملموس هو المعيار الذي يؤشر على النجاح والفشل، فالقائد الناجح هو الذي ينزل المشاريع في الميدان، تخطيطا وتنفيذا وتقويما، تصنع المشاريع في مخبره، يرعاها بتفقده وتوجيهه .

ما نراه من ناجح في المشاريع بشتى أنواعها، فهو ثمرة عمل متكامل، تشترك فيه جميع الجهود القائد فضل المحرك، فما ينسب للقائد إنما هي تراكم جهود غيره من الموظفين والمواطنين النشطين في الميدان كلا حسب موقعه ومهامه وواجباته، فدور القائد الناجح هو تفعيل كل الموارد بالتعزيز والتشجيع وعرفان فضل كل العضو في محيطه.

وفي الأخير من المهم في لإدارة المشاريع العامة الخدمية، أن توسيع دائرة المشاركة لها أهمية في إنجاح المبادرات والمشاريع المسؤول الذي يشارك غيره، ويستمع ويصغي، ويتقبل النصح والتوجيه، والذي يتقن فن الإنصات، والذي يوسع دائرة مشورته لوجهات نظر غيره من المختصين وكفاءات وأصحاب الرأي من النخب سيكون النجاح حليفه.

 

الأستاذ حشاني زغيدي

 

في المثقف اليوم