نصوص أدبية

نسيم الأسديّ: في الميدان

في الميدانْ

لستُ أريدُكِ في الميدانْ

أكثرَ من حُزمةِ ألوانْ

أكثرَ من تغريدةِ شَوقٍ

تتلوّى ما بين ضلوعي

تحرقُني شَبَقًا يتمنّى

أنْ يعصِفَ فينا الطّوفانْ

في الميدانْ

لستُ أريدُكِ في الميدانْ

أكثرَ من أنثى إنسانْ

تأكُلُني

تشربُ إحساسي

تُمطرني

مطرًا عطشانْ

تزرعُني زَهْرًا لا ينسى

رَغمَ جمالِهِ

واستسلامِهِ لحظةَ وُدٍّ

واستبسالهِ لحظةَ صدٍّ

أنّي.. أنّكِ..

في الميدانْ.

**

في الميدانْ

كوني خيلًا تصهلُ حُبًّا

كوني أخذًا كوني رَدًّا

كوني فوقَ بلادي جُندًا

احتلّي أرضي وسمائي

كوني البدرَ يشقُّ مَسائي

خلِّ خريفي زهْرَ ربيعٍ

صُبّي صيفَكِ فوقَ شتائي

كوني شيئًا لن يتكرّرْ

شَفَةً تحرقُ.. نهدًا يزأرْ...

في الميدانْ

هُبّي نارًا

تطلعُ من جوفِ الحِرمانْ

ثوري شوقًا

موجي شَبَقًا

كوني امرأةً كالبركانْ.

**

في الميدان

لا يبقى منّا إلّانا

يبحث كلٌّ منّا فينا

عن عاصفةٍ

تضرب أعماقَ الوجدانْ

لا يبقى منّا إلّانا

فينا يكتملُ الإثنانْ

**

في الميدانْ

بوحُ الصّدقِ

ودفقُ العشقِ

نسيانٌ يمحو نسيانْ

في الميدانْ

كوني أَلَقًا

كوني حُلمًا

يُزهرُ من عُمقِ الوجدانْ.

***

د. نسيم عاطف الأسديّ

في نصوص اليوم