ترجمات أدبية

بيلي كولينز: الورشة

بقلم: بيلي كولينز

ترجمة: عادل صالح الزبيدي

***

الورشة

يمكنني على اية حال ان ابدأ بالقول كم يعجبني العنوان.

انه يستحوذ عليّ لأنني في ورشة حاليا

وفي الحال تشد القصيدة انتباهي،

مثل الملاح العجوز يشدني من ردني.

*

ويعجبني اول مقطعين شعريين،

طريقة تأسيسهما هذا النمط من الإشارة الى الذات

التي تتخلل القصيدة برمتها

وتخبرنا ان الكلمات هي طعام يرمى

على الأرض لكلمات أخرى لتأكله.

اكاد أستطيع تذوق ذيل الأفعى

في فمها،

ان عرفت قصدي.

*

لكنني ما لست متأكدا منه هو الصوت،

الذي يصدر في أماكن عرضية جدا، سراويل جينز زرقاء جدا،

لكن في أوقات أخرى يبدو متحفظا،

احترافيا بالمعنى الأسوأ للكلمة

كأنه القصيدة وهي تنفخ دخان الغليون بوجهي.

لكن ربما هذا هو بالضبط ما تريد ان تفعله.

*

ما وجدته لافتا هي المقاطع الوسطى،

خصوصا المقطع الرابع.

تعجبني صورة الغيوم المحلقة مثل أقراص طبية

التي تعطيني صورة واضحة جدا.

ويعجبني حقا كيف يظهر مشغل الجسر المتحرك

على نحو غير متوقع

وقدماه على الطرابزون الحديدي

وصنارة صيده تتهزهز—تعجبني تتهزهز—

شص في القناة الصناعية المتوانية ادناه.

تعجبني القناة الصناعية المتوانية ادناه. كل تلك النونات.

*

ربما انه انا فحسب،

لكن المقطع التالي هو الموضع الذي ابدأ فيه بمواجهة مشكلة.

اقصد كيف يمكن للمساء ان يرتطم بالنجوم؟

وما هي نغمة الثلج الملزمة؟

كذلك، اجوب الشوارع الذي انتزع منها الكافايين.

عند هذه النقطة اضيع. احتاج مساعدة.

الشيء الآخر الذي يضللني،

وربما هذا انا فقط،

هو الكيفية التي يواصل المشهد تقلبه.

أولا، نحن في هذا المطار الكبير

والمتكلم يتفحص صفا من المناطيد

مما يجعلني اعتقد ان ذلك قد يكون حلما.

ثم يأخذنا الى حديقته،

الجزء الذي فيه ازهار الدالية وخرطوم المياه الملتوي،

لكن بعد ذلك لا اعلم اين يفترض بنا ان نكون.

المطر والضوء الأخضر بلون النعناع،

الذي يجعلك تشعر كإنك خارج المنزل، لكن ماذا عن ورق الجدران هذا؟

او أ هو مقبرة منزلية من نوع ما؟

ثمة شيء متعلق بالموت يجري هنا.

*

في الحقيقة، ابدأ أتساءل فيما إذا لدينا هنا

في الحقيقة قصيدتان، او ثلاثة، او أربعة،

او ربما لا توجد.

*

ولكن بعد ذلك هناك المقطع الأخير، المفضل لديّ.

ها هنا تستعيد القصيدة اهتمامي بها،

خصوصا الأبيات التي ينطق بها صوت الفأر.

اقصد نحن جميعا شاهدنا هذه الصور في أفلام الكارتون من قبل،

لكنني لا زلت اعشق التفاصيل التي يوردها

في معرض وصفه للمكان الذي يعيش فيه.

القوس المثالي الصغير للمدخل في الازارة،

السرير المصنوع من علبة سردين ملتوية الى الخلف،

بكرة الخيط ليستعملها كطاولة.

ابدأ بالتفكير في صعوبة كون الفأر كان عليه العمل

ليلة بعد أخرى ليجمع كل هذه الأشياء

بينما كان الناس في المنزل يغطون بالنوم،

وهذا يمنحني شعورا قويا،

إحساسا قوي جدا بشيء ما.

لكنني لا اعلم ان كان ثمة شخص آخر يشعر بذلك.

ربما كان ذلك انا فحسب.

ربما تلك طريقة قراءتي انا فحسب.

***

........................

بيلي كولينز: شاعر أميركي من مواليد مدینة نيويورك عام ١٩٤١ یتمیز شعره بكسر جمیع الأشكال والأوزان التقلیدیة فھو یكتب شعرا متحررا من جمیع القیود وله أیضا آراء حول الغموض في الشعر وتعقید الشكل الشعري وفي تأویل القصائد یعبر فیھا عن انحیازه إلى البساطة ووضوح التعبیر والشعر الذي یسھل فھمه معترضا على الشعر الذي یكتبه الشعراء لغیرھم من الشعراء ولیس لجمھور عریض من القراء. شغل كولينز منصب شاعر الولایات المتحدة بین عامي 2001- 2002 وخلال فترة إشغاله ھذا المنصب حرر كولینز مختارات شعریة بعنوان (شعر ١٨٠) تتألف من ١٨٠ قصیدة على عدد أیام السنة الدراسیة. وھي مجموعة یسعى كولینز من خلالھا إلى إیصال الشعر إلى أكبر عدد من طلاب المدارس وإشاعته بین المراھقین. نال كولينز جوائز عديدة على مجموعاته الشعرية وفيما يأتي بعض عناوينها: (قصائد فيديو) 1980؛ (التفاحة التي أدهشت باريس) 1988؛ (فن الغرق) 1995؛ (الإبحار وحيدا حول الغرفة) 2001؛ (تسعة خيول) 2002؛ و (المتاعب التي يثيرها الشعر وقصائد أخرى) 2005.

في نصوص اليوم