أقلام حرة
جودت العاني: الردع المتبادل الى اين..!!

يأخذ مفهوم الردع المتبادل شكلا تقييمياً يتمحور حول معيار القيمة ومعيار الجدوى عند إحتدام الصراع.. هذان المعياران مهمان في وضع تفسير او تحليل لقيمة الفعل السياسي والعسكري والجدوى منه، طالما بات الردع متبادلا في التصعيد، ولكن إلى أين؟
التكافؤ في القوة أحد أهم المعايير، تسبقها عناصر القوة (المساحة وعمقها الجغرافي وتضاريسها ومكوناتها وثرواتها ومعادنها وحشدها المالي والبشري فضلا عن تحالفات القوى الداخلية والقوى الخارجية.
فالردع التقليدي يعتمد على القدرات التقليدية، أما الردع غير التقليدي (النووي والكيميائي والجرثومي) فأسلحته محرمة دولياً، طالما تعد من اسلحة الإبادة.
فإمتلاك القدرات النووية خطوة على طريق التطور السلمي.. وترتبط سلمية هذا التطور بسياسة الدولة ونهجها.. فإذا كان نهج الدولة السياسي غير عدواني ولا يرمي إلى التطلع بغائية عدوانية نحو الخارج وإن تاريخه السياسي لا يشير إلى العدوان والهيمنة، فإن إمتلاك القدرات النووية حق مشروع من اجل التطور، أما إذا كان تاريخ الدولة فيه ما يكفي للإدانة، فإن امتلاك القدرات النووية والكيميائية والجرثومية يعد خطرا يتوجب إحتوائه واحكام الطوق عليه وعزله نهائيا ومنعه عن بناء هذه القدرات في غفلة من الزمن.. فالحياة الاقليمية والدولية لا يجب أن تتحكم بها أهواء دولة إقليمية تعرض أمن المنطقة واستقرارها إلى الخطر
***
د. جودت العاني